أزيلال.. المهرجان البيوثقافي يدرس دعم مجالات الحياة بمشاركة 7 دول إفريقية
في إطار مهمتهم المتمثلة في حماية الأنظمة البيئية وتعزيز استخدامها على نحوعادل ومستدام في جبال الأطلس الكبير، نظمت الجمعية المغربية للتنوع البيولوجي و التنمية البشرية (MBLA) بشراكة مع جماعة آيت آمحمد، عمالة أزيلال، المجلس الإقليمي لأزيلال وجهة خنيفرة بني ملال النسخة الثالثة من المهرجان الثقافي البيولوجي تحت شعار “دعم مجالات الحياة: مسؤولية مشتركة” من الفترة الممتدة من 29 ماي إلى 1 يونيو 2023 في مدينة أزيلال بالمغرب.
وقد بدأ هذا الحدث السنوي، المستوحى من احتفالات “الأݣدود” و”الموغار(Ammougar / Agdoud) الموسمية ، بحفل افتتاح عرف حضور الكاتب العام لإقليم أزيلال ونائب رئيس المجلس الإقليمي لأزيلال ورئيس جماعة آيت محمد ورئيسة(MBLA) . خلال كلماتهم الترحيبية تحدث ضيوف الشرف عن التحديات والفرص السوسيواقتصادية والثقافية والبيئية الموجودة في منطقة الأطلس الكبير التي تتميز بغنى طبيعي وثقافي، كما سلطوا الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة المغربية لمواجهة هذه التحديات والحاجة إلى المزيد من المبادرات المجتمعية والشبابية لتعزيز النمو الشامل والمستدام في المجال القروي.
عقب حفل الافتتاح تم تنظيم المائدة المستديرة بعنوان “أجندة 2030 وعلاقتها مع مجالات الحياة” الذي جمع منسقين وممثلين لسبع دول أفريقية (بنين وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا ومدغشقر والسنغال) أعضاء اتحاد المناطق المحمية التابعة للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية في أفريقيا (APAC Afrique) وخمس جمعيات تمثل شبكة المغربي (APAC Maroc) وعدد من المتدخلين الآخرين. كان الهدف الرئيسي من هذه الجلسة تعريف الحضور عن مفاهيم “مجالات الحياة” وAPAC وتسليط الضوء على تجارب أعضاء APAC Afrique لحماية تراثهم الطبيعي والثقافي ومبادرتهم لخلق فرص شغل في مجتمعاتهم.
وطوال الأيام الأربعة للمهرجان، عقد شبكة APAC Afrique الجمع العام للمنسقين والممثلين لإقليم أفريقيا. وقد أتاح هذا الحدث لأعضاء شبكة APAC Afrique الفرصة لتبادل التجارب ومناقشة استراتيجية الشبكة الإقليمي والدور الذي يسعى للقيام به في الشبكة الدولي Globale) (APAC في المستقبل. كما أتاحت الفرصة شبكة (APAC Maroc) لمناقشة هيكلة وطريقة تسيير الشبكة الوطنية، وكيفية ادماج مقاربة النوع بشكل متزايد، وتعزيز مرونة المجتمعات المحلية في المغرب.
وطوال أيام المهرجان، استطاع الحضور أيضا أن يستمتعوا بالتبوريدة وعروض فلكلورية متميزة لمجموعات موسيقية محلية مختلفة بما فيهم مجموعة تزويت من قلعة مݣونة ومجموعة تنلفت ومجموعة تمديغوت من آيت محمد.
بدأ اليوم الثاني من المهرجان بعنوان “اليوم العلمي حول استعادة البيئة” بحلقتي نقاش. خلال الجلسة الأولى بعنوان “الاستعادة البيئية – تحد لمرونة مجالات الحياة”، قدم عبد الرحيم فرادوس من المركز الوطني لأبحاث الغابات ، وإدريس هاشيمي من (Association Forêt Modèle Ifrane)، ورشيد آيت باباحمد من MBLA، ويوسف الحياني من (Migration et Développement) تجاربهم في الاستعادة البيئية وتطلعاتهم لإنشاء نماذج قابلة للتكرار يمكن استخدامها من قبل ناشطين في مجال البيئة على المستوى الوطني و القاري.
في الجلسة الثانية بعنوان ” منح شهادات للاستعادة الإيكولوجية والإدارة المسؤولة للأنظمة الإيكولوجية”، قدم رئيس الفرع الأوروبي للمنظمة الدولية (Society of Ecological Restoration)، جوردي كورتينا-سيغارا، عرضا حول كيفية تطوير وتعميم أفضل الممارسات والمعايير وأنظمة إصدار الشهادات من أجل استعادة البيئة للغابات في البحر الأبيض المتوسط. ركز العرض التالي الذي قدمته ديبورا فورهيس، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة FairWild، على العمل الذي تقوم به المؤسسة لتوفير إطاردولي مستدام وعادل لإدارة وتجارة المكونات الطبيعية التي يتم جمعها في المناطق البرية. وختاما، قدمت مريم اعكيري، منسقة برنامج التنوع البيولوجي والمقاولة القروية بMBLA، عرضا حول العلامة التجارية “الحصاد الأطلس الكبير” ونظام التشاركي للضمان (Système participatif de garantie) الذي ستقوم MBLA بشراكة مع (Global Diversity Foundation) بمنها و ترويج لها لتعزيزالتسويق المستدام في منطقة الأطلس الكبير.
واختتم اليوم العلمي بورشة عمل بعنوان “المرأة والأمن الغذائي” الذي جمع العديد من النساء من الأطلس الكبير لتسليط الضوء والاحتفال بالدور الأساسي الذي تلعبه المرأة في تعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة. كما سلطت ورشة العمل الضوء على أهمية تشجيع النساء المحليات على إحياء وصفات الطبخ التقليدية وأساليب الطهي وتشجيع استخدام المنتجات العضوية والمحلية.
وتضمن اليوم الثالث من المهرجان العديد من الفعاليات التي هدفت إلى الاحتفال بالثقافة والتقاليد المحلية وفتح نقاش حول الطرق الجديدة والمبتكرة التي يمكن للمجتمعات المحلية في منطقة الأطلس الكبير أن تعتمدها لتنمية الاقتصاد المحلي وتعزيز قدرات الشباب والنساء في المجال القروي.
وهدفت النسخة الثانية من مسابقة الطهي بالمهرجان التي جمعت نساء من قرى مختلفة في منطقة الأطلس الكبير إلى الاحتفال بالطبخ الأمازيغي التقليدي والدور الذي تلعبه المرأة في الحفاظ على النظم الغذائية وأصناف البذور المحلية. في المقابل، أتاحت النسخة الثانية لسوق البذور بالمهرجان فرصة للمزارعين من مختلف القرى في الأطلس الكبير للتواصل وتبادل أفضل الممارسات الزراعية الإيكولوجية. كما سمح هذا الحدث لMBLA أن تبدأ بإحياء اهتمام المزارعين بأصناف البذور المحلية والممارسة التقليدية لتبادل البذور المحلية.
وركزت ورشة السياحة البيئية، التي استضيف في وابزازة التي تعتبر موقعا ذا أهمية بيئية وبيولوجية في إقليم أزيلال، على تعزيز الفرص السياحية في الأطلس الكبير المتوسط التي تحترم التنوع البيولوجي المحلي والساكنة المحلية. في المقابل، سلطت ورشة عمل الاقتصاد والمقاولة الخضراء التي شهدت مشاركة العديد من الجهات المعنية بما في ذلك INDH أزيلال، ANAPEC أزيلال، و جمعية إنجاز المغرب، الضوء على إمكانيات القطاعات الخضراء المختلفة في المنطقة، والمهارات والصفات المطلوبة لتكون مقاول ناجح والبرامج و التمويل المتوفرة للمقاوليين في الإقليم.
وشهد اليوم الرابع من المهرجان إطلاق النسخة الأولى من سباقات النسوية الذي شارك في تنظيمه كل من MBLA ودار شباب آيت محمد وأعضاء الاتحاد الملكي للتزلج والرياضات الجبلية. في المجموع، شارك 83 متسابقا في المسابقات النسوية وتراوحت أعمارهم بين 6 و69 عاما. سعى هذا الحدث إلى دمج المزيد من النساء في أنشطة الموسم المحلي بالإضافة إلى تشجيع النساء والفتيات من جميع الفئات العمرية لاعتماد أنماط الحياة الصحية وممارسة الرياضة. واختتم المهرجان بحفل توزيع الجوائز للفائزين في السباقات النسوية من مختلف الفئات العمرية وكلمات شكر من رئيسة MBLA ورئيس بلدية آيت محمد.