إعلان إفران يدعو إلى جعل مبادئ القيم والجودة والإنصاف في مركز السياسات والاهتمامات التربوية
* محمد التفراوتي
ثمن المشاركون عاليا خلال أشغال “الجامعة الربيعية لقيم التربية والتربية على القيم”، المنظمة في جامعة الأخوين بإفران، من 28 ماي إلى 03 يونيو 2023، الاهتمام الملكي السامي بشأن إصلاح المنظومة التربوية، في سياق “عشرية التربية والتكوين 2020- 2030″، والمتمثل في توجيهات جلالته الداعية إلى جعل التربية أولوية وطنية، وتحديد الهدف الأسمى لها في “تحقيق جودة التربية والتكوين”، واعتبار التربية هي القاعدة الأساس “لترسيخ قيم اجتماعية قوامها الاعتدال والوسطية والتحلي بروح المواطنة الصادقة المبنية على الممارسة الديمقراطية المسؤولة”، من خلال “برامج ومناهج ملائمة ووظيفية تستجيب لخصوصيتنا الحضارية، وتواكب في نفس الوقت كل جديد في ميدان المعرفة والعلم والتكنولوجيا، وكذا بنظام عصري للتقويم يتصف بالمصداقية والموضوعية والإنصاف ويوفر حظوظا متكافئة للجميع على أساس المنافسة الشريفة والاستحقاق”، كما ثمنوا عالياً، الاهتمام الملكي السامي بكفاءات وخبرات مغاربة العالم وتوجيهات جلالته بشأن دعم مبادراتها، و”تمكينها من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها لصالح البلاد وتنميتها”. فإنهم يقدرون انخراط كفاءات علمية كبرى من مغاربة العالم في هذه المبادرة، إلى جانب كفاءات عليا من المغرب والعالم، من خلال تأسيس “التحالف الدولي للتربية والقيم والجودة والإنصاف”، وتفاعلها بحس وطني عالٍ مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى المساهمة في مسار التنمية.
وأوصى المشاركون عقب انتهاء الأشغال بتعزيز مبادئ القيم، والجودة، والإنصاف وجعلها في مركز السياسات والاهتمامات التربوية؛ و تنسيق الجهود بين المؤسسات، والمراكز، والجامعات، والمعاهد بشأن تنظيم البرامج والدورات التي من شأنها الارتقاء بالتربية والقيم واللغات، وخلق قاعدة بيانات لتبادل الأبحاث، والتجارب، والخبرات فيما بينها، وذلك من خلال “التحالف الدولي للتربية والقيم والجودة والإنصاف”.
ودعا المشاركون المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية للاهتمام بقضايا التربية والقيم واللغات، وجعلها في عمق مشاريعها البحثية والأكاديمية، مع ما يقتضيه الأمر بشأن تعزيز الثقة بين فضاءات إنتاج المعرفة، وصناع القرار والسياسات، والجهات المانحة.و تثمين الإرادة السياسية بخصوص الاعتماد على الكفاءات والبحث العلمي والابتكار دَعائِمَ أساسية لصناعة السياسات العمومية، خاصة في مجال التربية والقيم والتكوين، والدعوة إلى اتخاذ خطوات عملية وإجرائية في هذا الإطار، مع تطوير آليات نقل “المعرفة العالِمة” إلى “معرفة قابلة للتعلم”، وفق ثوابت الأجرأة الديداكتيكية الصحيحة التي تأخذ بعين الاعتبار كل مكونات العملية التعليمية التعلمية. ووجوب مراعاة التنوع الثقافي واللساني، والاحتياجات المختلفة للمتعلمين ومرجعياتهم الفكرية والحضارية في كل المشاريع العلمية التي تروم تجويد الفعل التعليمي التعلمي.ثم تعزيز مفهوم الاندماج بين العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات (STEM) في الهندسات البيداغوجية، والمناهج التعليمية التعلمية وفق منظور متعدد الأبعاد والتخصصات، مع إيلاء الأهمية اللازمة للعلوم الإنسانية والاجتماعية(STEAM) في هذا الإطار.
ونادى المشاركون بتأسيس العملية التعليمية التعلمية على ثوابت المسؤولية المجتمعية الواعية بخصوصية السياق/ المجال وكل الفاعلين فيه.فضلا عن العمل على تطوير البرامج والتطبيقات الإلكترونية لتعليم اللغة العربية وتعلمها من داخل مشاريع بحثية وطنية ودولية تستثمر فيها الخبرة الوطنية وخبرة كفاءات مغاربة العالم، وتُعزَّزُ فيها آليات الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة.
وطالب المشاركون باستثمار العلوم والمقاربات المعرفية، في آخر مستجداتها البحثية، في تطوير استراتيجيات تعليم اللغة العربية وتعلمها (للناطقين بها والناطقين بغيرها)، وبناء المحتويات التعليمية وفق معايير علمية دقيقة توافق الخصوصيات اللسانية، والمعرفية، والثقافية للمتعلمين. والعمل على إعداد كتب ومحتويات تعليمية خاصة بتعليم اللغة العربية لأبناء الجالية المغربية في الخارج، تأخذ في الاعتبار خصوصيات الثقافة، واللغة، والاستعمال في سياقات مخصوصة، مع دعوة “التحالف الدولي للتربية والقيم والجودة والإنصاف” إلى العمل على تكوين المُكَوِّنين، من خلال تنظيم دورات تدريبية في تعليم اللغة العربية وتعلمها لفائدة الأساتذة والمُكَوِّنين الذين يسهرون على تعليم أبناء الجالية المغربية بالخارج. و
العمل على تقوية ارتباط أبناء الجالية المغربية بالخارج بهويتهم المغربية، وتعزيز جسور التواصل المستمر، في مجالات الثقافة والتربية واللغات، بينهم وبين وطنهم الأم؛ وذلك من أجل المساهمة في توطيد ارتباط الأجيال الجديدة لمغاربة العالم بالمغرب، وتقوية اعتزازهم بالانتماء إليه، وكذا تنظيم برامج صيفية لتعليم الثقافة واللغات المغربية لفائدة أبناء الجالية المغربية بالخارج، في المغرب وفي بلدان الإقامة، مع تطوير محتويات تعليمية خاصة تواكب تطلعاتهم واحتياجاتهم. وتعزيز مسالك التكوين المستمر للفاعلين في مجال التربية واللغات: تعليماً، وتعلماً، وإدارة، من خلال اقتراح سلسلة من التكوينات العلمية والورشات التدريبية الموجهة لتطوير قدراتهم المعرفية والأدائية، مع ما يقتضيه الأمر من إشراك لفعاليات المجتمع المدني.ثم تثمين مقترح تخصيص الدورة الثانية من الجامعة الربيعية لقيم التربية والتربية على القيم لموضوع: “التربية، والهجرة والتعددية الثقافية واللغوية”. وخلق منبر علمي داخل التحالف لنشر أعماله العلمية والمعرفية ووقائع المؤتمرات والتكوينات التي ينظمها. و دعوة “التحالف الدولي للتربية والقيم والجودة والإنصاف”، إلى التنسيق مع كل المعنيين: فاعلين، وصناع السياسات العمومية في هذا المجال، والمؤسسات الرسمية الاستشارية، ومتابعة مجموع هذه التوصيات والحرص على تنفيذها وفق أولوياتها، ومظاهر تأثيرها في الممارسات التربوية داخل السياق المغربي وخارجه.
يشار إلى أن الملتقى الدولي نظم بشراكة بين “التحالف الدولي للتربية والقيم والإنصاف والجودة”، وجامعة الأخوين بإفران، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة تكساس بتايلر وجامعة كارولينا الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة ألبيرتا وجامعة مونكتون بكندا، والجامعة الدولية غرانبصام في كوت ديفوار، وجامعة الملكة ماركريت بالمملكة المتحدة، وجامعة أوتونوما بمدريد، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).