الإيسيسكو تنظم ورشة عمل حول التخطيط الاستراتيجي بجامعة الأخوين
انطلقت اليوم الخميس 17 شتنبر الجاري، أشغال ورشة العمل التدريبية حول التخطيط الاستراتيجي لاتخاذ القرار، التي تعقدها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع مؤسسة كونراد أدينهاور الألمانية، على مدى يومين في جامعة الأخوين بمدينة إفران، لفائدة عدد من المديرين التنفيذيين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن تبني المهارات الاستباقية والاستشرافية لم يعد مجرد خيار كمالي، بل قرار استراتيجي، حيث نعيش في عالم متسارع في تغيراته، وكثيرة هي تحدياته، ولن نتمكن من بلوغ مداه والعيش في غداه إلا بدراسة مستقبله والغوص في أعماقه وفواصله.
وأضاف الدكتور المالك أن جائحة كوفيد 19 وما يصحبها من غموض ومخاوف تمس مستقبل البشرية، ما هي إلا ناقوس خطر أوضح مدى هشاشة الأنظمة المعمول بها أمام مثل هذه التحديات والمتغيرات، التي تفرض علينا طرائق مختلفة ونماذج لابد أن تكون إبداعية للاستجابة لها، والتعامل معها.
وأشار إلى أن مفهوم الاستشراف ليس جديدا في ثقافة عالمنا الإسلامي، لكننا نجد أنفسنا اليوم في تحد لإحيائه، وهذا ما تسعى الإيسيسكو لتحقيقه من خلال نشر فكر الاستشراف ومعارف الاستباق وتوسيع دائرة التمكن، في إطار المواثيق الأخلاقية، التي تربط بين الأجيال الحالية والمستقبلية، حيث بدا واضحا جليا أن استشراف المستقبل أحد أنجع سبل الحفاظ على الموروث الثقافي الفكري والاجتماعي والعلمي والاقتصادي، وتطوره ودعمه لتحقيق الرخاء والازدهار، وتزداد أهميته في ظل توقعات علمية بارتفاع نسب الفقر والأمية بالعالم، مع التزايد الكبير في عدد السكان، إذا ترجح التوقعات أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة عام 2050م، و11.2 مليار نسمه عام 2100م.
وأضاف المدير العام للإيسيسكو أن الاستشراف وسيلة عقلانية لتجاوز الغموض السائد حول المستقبل، وتبديد المخاوف، فالأزمات تصنع الأمل وتجبرنا على ابتكار وسائل خلاقة في العمل وتمنحنا دروسا لاستخلاص العبر وبناء مستقبل أكثر إشراقا واستدامة، موضحا أنه انطلاقا من ذلك تسعى الإيسيسكو إلى تحقيق هذه الأهداف لتشمل عالمنا الإسلامي وشعوبه، من خلال القيام بدراسات محكمة دقيقة وندوات علمية سديدة ودورات تدريبية مفيدة، للمضي قدما نحو بناء مستقبل أفضل نستشرف معالمه ونستبق أحداثه.
وشدد على أنه لكي يكون الرابط بين الاستشراف والبعد الاستراتيجي حاملا للأمل ينبغي تجسيده على أرض الواقع لتتوفر لدينا أسس التعبئة والفكر الجماعي مما يجسد المقاربة التشاركية في صنع القرار، مشيرة إلى أن هذه الدورة التدريبية هي الانطلاقة الأولى لسلسة من الدورات الأخرى التي تنظمها الإيسيسكو، وتهدف إلى تعميم الفكر الاستشرافي وترسيخه في عالمنا الإسلامي كعادة حميدة تساعد على النهوض التنموي واستدامته والرقي المعرفي ومكانته.