الانا الأعلى والانا الأدنى وبناء الدولة
الأنا الأعلى هي مجموعة القيم المكتسبة عند الانسان وكما وصفها فرويد هي شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظاً وعقلانية حيث لا تتحكم في افعاله سوى القيم الأخلاقية والمجتمعية مع البعد الكامل عن جميع الأفعال الشهوانية او الغرائزية.
يمثل الانا الأعلى الضمير وما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية.
الانا الأدنى هي مجموعة الغرائز الموجودة عند الانسان وتعرف بانها القسم الحيواني الوضيع الفوضوي غير العاقل.
ومن واجب الدول والحكومات ان تلعب دوراً قيادياً حكيماً يصقل ويربي الانا العليا كي نكون هي المتحكمة بتصرفات الفرد في المجتمع وتكون هي الفائزة في الصراع بينها وبين الانا السفلى في الأوقات الحرجة في الامتحانات التي يتعرض لها الانسان في حياته.
وعندما نطبق هذه المفاهيم على مجتمعنا العربي (في الوقت الحاضر) وخاصة على قيادات تلك المجتمعات والتي (يفترض) ان يكونوا هم القدوة لمجتمعاتهم نرى ضمور الانا العليا عندهم وسعي سياسيي السلطة الى اشباع رغباتهم وملذاتهم على حساب شعوبهم المقهورة والتي اغمضوا اعينهم عنهم وعن حاجاتهم ومتطلباتهم وتناسوا دورهم الأساس وهو خدمة الشعوب , وفي المقابل نرى ان جيل جديد اخذ بالبزوغ في المجتمعات العربية من الشباب الواعي المثقف اخذ هو زمام المبادرة في اصلاح فساد الساسة رغم كل ما يتعرضون له من اضطهاد وخطف واعتقالات لكنهم الو على انفسهم الا ان يصلحوا ما الت اليه بلدانهم لانهم تربوا على قيم و مبادئ نمت عندهم الانا العليا ولم يلوثها المال السياسي واصبح ضميرهم الوطني هو الذي يقود مسيرتهم نحو اصلاح الأنظمة العربية المتهالكة.
وكما قال شاعر العرب الجواهري
سينهض من صميم اليأس جيلٌ مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد”.