الدكتور منير القادري.. الدفاع عن الصحراء المغربية واجب وطني مقدس
أكد الدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، أن الطريقة القادرية البودشيشية “تعلن بإيمان وحزم وثبات تجندها الكلي خلف القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة وعن الصحراء المغربية، كما توجه بالدعاء بالنصر للقوات المسلحة الملكية المغربية المرابطة على الثغور، وأن يسدد رميها وأن يربط على قلبها، مشددا على أن الدفاع عن حوزة البلاد هو واجب وطني مقدس تسترخص في سبيله النفوس والأموال”.
جاء ﺬلك أثناء مشاركته في النسخة السابعة والعشرين من فعاليات ليالي الوصال التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، مساء امس السبت 14 نوفمبر الجاري، بمداخلة حملت عنوان: “مقام الشكر و تجلياته على الفرد والمجتمع “.
أوضح في بدايتها أن نعم الله على خلقه لا تعد ولا تحصى مصداقا لقوله تعالى في سورة إبراهيم:”وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا” ( الآية 34 )، واستطرد بأن الله تعالى كثير ما يذكـر الناس في القرآن بنعَمِهِ الكبرى، ومننه العظمى، مع دعوتهم للتفكر في الكون حتى يدركوا ما يحيط بهم من جلائل النعم وبدائع الإحسان، وليشكروه حق الشكر، مصداقا لقوله تعالى في سورة النحل: { وَاللهُ أخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِــدَة َلعَلَّكُمْ تَشْكُرُونْ } (النحل، الاية78).
وبين أن من تمام العبودية لله عز و جل شكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأضاف أن أولوا العزم من الرسل ساروا على فطرة الشكر، مذكرا بعدد من الآيات في القرآن الكريم التي تحمل الثناء عليهم لتخلقهم بخلق الشكر عليهم السلام.
و أضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقومُ لربِّه من الليل حتى تتفطَّر قدماه الشريفتان، ويقول: “أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟”، وأبرز أن الشكر خلق عظيم ومقام رفيع، وأنه أحد الأسس التي بني عليها الدين، مذكرا بمقولة لابن القيم- رحمه الله- من أن “مبنى الدين على قاعدتين الذكر والشكر “، و أيضا قوله : ( الشّكر ظهور أثر نعمة اللّه على لسان عبده: ثناءا وإعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبّة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة).
وأشار الى أن للشكر مجموعة من الثمار منها أنه سبب لرضا الرحمان ووسيلة لزيادة نعمه، وأنه يكون سببا لحصول الآمان وأنه يجعل صاحبه من خواص عباد الله عزوجل .
وبين أن رسول الله صل الله عليه وسلم جعل منزلة الذي يتنعم برزق الله ويشكره بمنزلة الذي يعاني العبادات ويصبر على مشقتها، مذكرا بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي: ( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ).
ونبه الى أن الشكر هو خير وسيلة لبقاء النعمة و استمرارها، مذكرا بعدد من الاقوال المأثورة في هذا الباب، وأضاف أن مقابلة النعم بالكفر والجحود يورث غضب الله تعالى وعقابه وسلب نعمته، مذكرا بقوله تعالى: { َوضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَة كَانَتْ ءآمِنَةً مُطْمَـئِنَّةً يَأتِيْهَا رِزْقُهَا رَغَدَاً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بمَا كَانُوا يَصْنَعُون} (النحل الاية 112).