الزواج ميثاق مقدس بين المعروف والإحسان
الاسرة نواه واساس بناء المجتمع المباني العملاقة تتكون من احجار متماسكة كلما كانت الأحجار متماسكة كلما كان المبنى قوي ومتمساك وكلكل.. المجتمع ليس سوى اسر وعائلات تحتوي افراد الشعب في نطاقها الدافيء وهل هناك اكثر دفء من أحضان العائلة وكلما كانت الاسر منسجمه والمشاكل منخفضة كلما كانت الاسر مستقرة وهذا بدورة يعزز من استقرار المجتمع والعكس صحيح كلما كانت الاسر مفككه والمشاكل الاسرية متراكمة كلما كان المجتمع مفكك ويرتفع حجم الخلافات الزوجية في أوساط المجتمع وتكتظ المحاكم بقضايا دعاوى انهاء الحياة الزوجية وما يشملها من طلبات نفقة شرعية وحضانة والجميع يناقش موضوع تباطوء إجراءات التقاضي والتأخير في الفصل فيها رغم ان جوهر المشكلة ليست هنا وانما جوهر المشكلة هي الأسباب الاجتماعية والاقتصادية المتسببة في ارتفاع عدد قضايا انهاء العلاقات الزوجية والقضايا المتعلقة بها بحيث يتم تشخيصها بشكل دقيق والشروع في معالجات لجذور المشكلة .
الدين والشرع الإسلامي يؤكد على قدسية واهمية عقد الزواج ويؤكد الإسلام على ان العلاقة الزوجية يجب ان تكون بين المعروف والإحسان قال تعالى ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة (229)
بمعنى ان العلاقة الزوجية يجب ان تكون قائمة بين الزوجين على المعروف اذا استمرت واذا انقطعت يكون قطع العلاقة الزوجية بالاحسان .
الإسلام يؤكد على المعروف والإحسان في العلاقة الزوجية لأهمية وقداسة عقد الزواج والحفاظ على تماسك المجتمع باخلاق عالية وعلاقات إيجابية لكي لايضيع الأطفال في مستنقع مشاكل زوجية بعيدة عن المعروف ودون احسان .
وبمطالعة عامه لقضايا انهاء العلاقات الزوجية ومايشملها من نفقات وحضانة وغيرها يتضح لنا بان اهم مسبباتها نوجزها في النقاط التالية :
- ضعف الوعي المجتمعي باليات ووسائل التعامل بين الزوجين قبل الزواج
حيث لايتم اكساب أي مهارات او معارف للتعامل في الحياة الزوجية للزوجين قبل الزواج وكيفية التعامل مع المشاكل والنزاعات الزوجية وحلها بشكل ودي ويتم فقط التركيز على المعاشرة الزوجية دون الالتزامات الأخرى فيفشل الزواج لانه ينصدم بالتزامات اخرة لم يتم التخطيط لها مسبقاً - التدخل السلبي لاسر الزوجين في حياتهم الزوجية
من اهم مشاكل الحياة الزوجية التدخل السلبي من أهالي واقارب الزوجين وتحريض الزوجين ضد بعضهم البعض وبدلا من تخيف المشاكل والاحتقانات يتم التحريض لتوسيع المشاكل وتمزيق العلاقة الزوجية. - ضعف تعامل المجتمع الإيجابي مع مشاكل الزوجين
يتحاشى الكثير من المجتمع التدخل لمعالجة المشاكل الزوجية مما يطول المشاكل الزوجية الذي كان بالإمكان معالجتها اذا كان هناك تدخل إيجابي من المجتمع - مشاكل السكن
ارتفاع ايجارات المساكن وعدم وجود شقق ومنازل سكنية بايجارات مناسبة سبب في مشاكل الحياة الزوجية التي تؤثر على الدخل والامكانيات المالية للزوجين حيث تذهب معظمها لتسديد فاتورة الإيجارات ويستلزم على الدولة تحفيز الاستثمار في المجال السكني ومنح تخفيضات واعفاءات للشركات التي تتبنى انشاء مباني ومدن سكنية لتاجيرها بأسعار مناسبة كما يستلزم على الدولة تخصيص أراضي من أراضي الدولة لصرفها للعائلات مجاناً ومنحهم قروض بيضاء دون فوائد لانشاء مساكن خاصة بهم - اختلالات المحاكم المتخصصة في قضايا الاسرة
يستلزم تشخيص تجربة المحاكم المتخصصة في قضايا الاسرة وتحديد مشاكلها ومعالجتها وتركيز الجانب النفسي والاجتماعي لمعالجة قضايا الاسرة اكثر من الجانب القانوني والتصالح المجتمعي . - الأطفال ضحايا زواج فاشل
يدفع الأطفال ثمن تفكك الزواج والاسرة ويتحول الأطفال الى وسيلة ضغط يستخدمها طرفي العلاقة الزوجية وعناد ومشاكل نفقة وحضانه ويستلزم معالجتها مسبقا بشكل ودي قبل انهاء العلاقة الزوجية حيث يتم حالياً تجاهل ذلك
وفي الأخير :
نؤكد على أهمية قيام مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المحاكم المتخصصة في قضايا الاسرة ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة والمراكز البحثية قيامهم جميعاً بدور إيجابي تكاملي لمعالجة جذرية للمشاكل الاسرية الذي ترتفع حجمها وحولت الوطن الى كانتونات متقاطعة مشبعة بالكراهية والمشاكل والتي بالإمكان معالجتها اذا ماتم الالتزام بروح الشريعة الإسلامية والقانون الذي يؤكد على أهمية إبقاء العلاقة الزوجية بين الاحسان والمعروف وعدم خروجها الى أي مربع اخر سواهما وبمايساهم ذلك في تماسك الاسر وتخفيض مسببات التفكك بمعالجات جذرية لمسببات التفكك الاسري كون تفكك الاسر يفكك المجتمع تماسك الاسرة يعزز من تماسك المجتمع وتفكك الاسر يفكك المجتمع ويجعله مجتمع ركيك ضعيف ونؤكد باستمرار ان الزواج ميثاق مقدس بين المعروف والإحسان