الشَّعب الفلسطيني والنِّضال

وتمضي ثلاث وسبعون عاما على ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الذي أُخرج من ارضه ظلماً وعدواناً من قِبَل الكيان الصهيوني الغاشم الذي زرعته بريطانيا في ارضنا وأقامت لهذه العصابات الاجرامية وطناً قوميا لهم في فلسطين كما قامت بحمايتهم وذلك نتيجة وعد بلفور المشؤوم في عام 2/11/1917م.
فقبل أن تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها ويتقاسم المنتصرون فيها تركة الإمبراطورية العثمانية، سارع وزير الخارجية البريطاني جيمس أرثر بلفور في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، وأدت الى قيام دولة إسرائيل وما تبع ذلك من حروب وأزمات في الشرق الاوسط

وكان مفاد هذا الوعد :”إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي”
ونتيجة لذلك قامت الثورات كثورة فلسطين 1936، عرفت فيما بعد بأنها “الثورة الكبرى”، هي انتفاضة وطنية قام بها العرب الفلسطينيون في فلسطين الانتدابية ضد الإدارة البريطانية للولاية الفلسطينية، والمطالبة بالاستقلال، وإنهاء سياسة الهجرة اليهودية المفتوحة، وشراء الأراضي، والهدف المعلن المتمثل في إنشاء “بيت وطني يهودي.كما قامت انتفاضة الحجارة 1988 وهبة الاقصى 1996وهبة القدس 2000م.
قام هذا الكيان الغادر كعصابات صهيونية عنصرية اجرامية كالأرغون وشتيرن
والهاغاناه وغيرها والتي كان لها اهداف مزدوجة تتمثل بقتل الفلسطينيين العزّل وتشريدهم وتهجيرهم قسرياً وسلب اموالهم ونهب ممتلكاتهم وتخريب منازلهم واراضيهم لالحاق اكبر الخسائر الفادحة بهم.
وتعدّدت سبل الاستفزازات والتمييز العنصري وارتكاب المجازر ضد شعبنا المسالم فقد ارتكب العدو مجازر جمة مثل دير ياسين وكفر قاسم وقبية واللجون وهذه المجازر يندى لها ضمير الانسانية والمجتمع الدولي، فمذبحة دير ياسين ارتكبها زعيم الارجون مناحيم بيغن رئيس وزرائهم

 

 

الاسبق فقد ارسل الى رعنان قائد الارجون رسالة قال فيها:”تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم،وقل لجنودك انهم صنعوا التاريخ في اسرائيل”.
ونستذكر انه في عام 1965 تأسست حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ،بقيادة ياسر عرفات(ابو عمار)وخليل الوزير(أبوجهاد) وصلاح خلف (ابو اياد) وابو علي اياد وعبدالفتاح عيسى حمود(ابو صلاح) الذي كان من أوائل اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ومن أوائل شهدائها الذي خصّ جهده ونضاله للدفاع عن قضيتنا المركزية فلسطين الغالية على قلوبنا.والتي هاجر اليها في 1948
ولد الشهيد في قرية التينة قضاء الرملة في عام 1933م ودرس في مدارس غزّة
وسافر الى مصر لاستكمال تعليمه ونهج سلك النضال الثوري واصبح نائبا لرئيس رابطة الطلاب الفلسطينين.
انتقل للعمل في وزارة البترول في السعودية ومن ثم انتقل الى الأمارات العربية ليعمل في شركات النفط برز من خلال أداءه المتميز ومتابعته الحثيثة وحضوره لعدة مؤتمرات دولية في هذا المجال
كان من الأعمدة الأساسية التي نهضت على أكتافها حركة التأسيس والبناء الفتحاوي، مارس عمله السري في الدعوة لحركة فتح معتمدا على مجلة فلسطيننا والمنشورات و البيانات التي كان يوزعها على صناديق بريد الفلسطينيين .
– انتقل الى الاردن متفرغاً للعمل النضالي والتنظيمي
ومن خلال عمله كان له الإتصال المباشر مع مركزالحركة في الكويت
اعتقل في لبنان في الستينات واطلق سراحه وابعد إلى الأردن في العام 1963،
شارك مع اخوانه في قيادة الحركة في إطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 وكان في منطقة السلط في الأردن في ذاك الوقت.
استشهد نتيجة حادث سير مُدبَّر ( إغتيال ) في المفرق في 28/2/1968 حيث كان في واجب وطني وتنظيمي متجها الى الشام
كان الشهيد القائد أول شهيد بموقعه التنظيمي كعضو لجنة مركزية لحركة فتح وكان الشهيد القائد أبو جهاد يذكره كثيراً في أحاديثه.

 

 

لقد عرفته وأسرته وأهله وأقاربه فقد كان مثالا للخُلق الطيب ،متواضعا اجتماعيّا قوي الشخصية لطيف المعشر،هادئا ومصغيا ومتحدثا لبقا ،جدّيا. مهتما بقضية بلاده
رحم الله شهيدنا البطل وكل شهداء شعبنا ،وعاشت فلسطين حرّة ابية ،وعاصمتها القدس للأبد.
وفي 21/3/1968 قرّر الكيان الاعتداء على الاراضي الاردنية للقضاء على الفدائيين

الفلسطينيين في الكرامة منطقة الاغوار وكان في المنطقة الفريق الركن مشهور حديثة الجازي من قبيلة الحويطات المعانية الذي خاض مع اخوانه الفدائيين أشرف المعارك التي تكللت بالنصر المؤزر وخاب امل العدو الذي كان من اهدافه معاقبة الاردن لاحتضانه العمل الفدائي ، وأن المعركة سهلة لا تستغرق ساعات قليلة كما قال موشي دايان وزير دفاعهم انذاك،كما ارادوا احتلال مرتفعات السلط الاردنية وتحويلها الى حزام امني ولكنهم خابوا وخسروا نتيجة التلاحم المتماسك بين الشعب الواحد الاردني الفلسطيني.وقد اكتشف الفدائيون وجنود اردننا الحبيب ان جنود العدو كانوا مقيدين بسلاسل في ارجلهم حتى لا يتمكنوا من الفرار من المعركة لأنهم جبناء لا يستطيعون مواجهة الرجال الذين كانوا مستعدين للتضحية قال تعالى:” وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الانفال

وفي ايامنا هذه لم يتورع هذا الكيان الغاشم في الاستمرار في الاعتداءات ةالاستفزازات وقهر الشعب وعدم مراعاته للقوانين والاعراف الدولية فقام بالاعتداء على مدينة القدس الطاهرة الابية وتحريض المستوطنين العنصريين المستفزين الحاقدين على اقتحام المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى وثالث الحرمين الشريفين والاعتداء على المصلين في شهر رمضان الفضيل بتحفيز من جنود الاحتلال وحمايتهم.ولكنهم فوجؤا بشعب عنيد مستميت في الدفاع عن مقدساته وارضه لأنهم أصحاب الحق الشرعيين وهذا الكيان لا بد وباذن الله زائل والحق سيعود الى اصحابه.قال تعالى:” إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) الاسراء

وقام هذا الكيان بمحاولة الاستيلاء على منازل السكان في حي الشيخ جراح في القدس ولكن اصحابها دافعوا عنها ببسالة وتمسكوا بحقهم بالدافاع عنها بكل السبل المتاحة .
ونتيجة لهذه الاستفزازات والاعتداءات المتكررة والتمييز العنصري الواضح والفاضح واساليب العنف الممنهجة ، فقد نفد صبر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفصائل الثورة الفلسطينية الباسلة فقاموا بالردّ على هذا الكيان ولجم غطرسته باطلاق رشقات صاروخية ألجأت هذا العدو الى الملاجىء وزرع الرعب فيهم .
ولجأ هذا العدو الى قصف المدنيين العزل من سكان غزة العزّة التي اعادت للشعب والامة قاطبة كرامتها وعظمتها ،قصفت المنازل على رؤوس ساكنيها اطفالا ونساء وشيوخا ولم تنذرهم وفي وقت نومهم ،ألا يستحقون العيش بأمن واستقرار كما العالم الحر ،كما قصفوا دور العبادة والمستشفيات ودور العلم والبنية التحتية واغلقوا المعابر والطرقات ومنعوا المساعدات الانسانية المقدمة لهذا الشعب المحاصر منذ خمسة عشر عاما .

ولكن احلام هذا الكيان تحطمت على صخرة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني اصحاب الارض الشرعيين ومؤازرة شعوب واحرار العالم الشرفاء الذين رأؤا في هذا الكيان غطرسة وظلم وقهر لهذا الشعب المسالم الذي نذر نفسه للتضحية بكل ما يملك للدفاع عن مقدساته وشرفه وعرضه وماله وارضه الغالية الطاهرة .
هدموا المنازل على رؤوس اصحابها اطفالا ونساء وشيوخا فاُنقذ البعض والبعض الاخر اشلاء والبعض ما زال يُبحث عنه تحت الانقاض ،وتصوَّر يا أخي ان المسعفين ورجال الدفاع المدني كانوا يسمعون صراخ الضحايا تحت الانقاض ولم يتمكنوا من انقاذهم نتيجة لامكانياتهم المتواضعة ونتيجة الحصار الظالم للقطاع.
لا تنخدعوا بإعلامهم الكاذب ولا تهرولون نحو التطبيع ولا يغرنكم تشدقهم بالفاط الديمقراطية التي لا يعرفونها فهم المفسدون ونحن اعرف منكم بهم ،لأننا عشنا ويلاتهم وجرائمهم ويصورون انفسهم للعالم انهم حَمَل وديع وضحية .قال تعالى:” يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) البقرة

 

 

فهذا نداء الى احرا ر العالم والى الشرفاء والى العظماء الذين ذاقوا طعم الحرية أنقذوا هذا الشعب من ظلم هذا الكيان ليعود الحق الى اصحابه الشرعيين .عاشت فلسطين حرّة عربية وعاصمتها القدس الأبية .

بواسطة
د. خضر موسى محمد حمود - الاردن
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق