القاهرة.. إصدار كتاب “الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة في مصر”
أطلق المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة المصري أول كتاب من نوعه على المستوى العربي والدولي بعنوان “الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة في جمهورية مصر العربية”، بحضور الدكتور محمد سليمان ممثلاً عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء خالد شعيب محافظ مطروح، والدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالإمارات، و السفيرة مريم الكعبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة، والأستاذ عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، و الدكتور نصر الدين الحاج أمين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالقاهرة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المقيم بالقاهرة، إلى جانب عدد من النواب وعدد من المختصين والخبراء في زراعة النخيل وإنتاج التمور في جمهورية مصر العربية.
وأكد الوزير أحمد سمير خلال كلمته في حفل اطلاق الكتاب الذي نظمته الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي يوم 22 مايو 2023 في فندق سانت ريجس القاهرة بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أنه من الأهمية بمكان وضع خريطة جغرافية مناخية لزراعة الأصناف المتعددة من نخيل البلح والتمر في مصر، وتحديد أفضل المناطق لزراعة كل صنف من حيث الظروف الجوية من حرارة ورطوبة وأمطار ورياح ومدى تأثير تلك العوامل الجوية والظروف البيئية ونوعية التربة والمياه على إنتاج تلك الأصناف المتعددة بجودة مرتفعة وفقاً لاحتياجاتها الحرارية.
وأضاف ” ها نحن اليوم نشهد انجازاً جديداً من ثمار هذا التعاون المشترك بالتعاون بين (المجلس التصديري للحاصلات الزراعية) و(جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي)، عبر إطلاق (كتاب الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة بجمهورية مصر العربية)، كنواه لوضع خريطة استثمارية على أساس علمي لزراعة النخيل وانتاج التمور بمصر والصناعات القائمة عليها بالمناطق الصالحة للتوسع المستقبلي”.
وشدد الوزير على أهمية التعاون مع (جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي) حيث أثمرت الجهود عن العديد من الانجازات التي تضمنت على سبيل المثال وليس الحصر: تأهيل كل من: (مجمع تمور محافظة الوادي الجديد)، و(مصنع تمور سيوة الحكومي بمحافظة مطروح) الذي يجري استكمال تأهيله حالياً، وإنشاء مخازن مبردة للتمور (بالواحات البحرية بمحافظة الجيزة). وتنظيم 6 دورات من المهرجان الدولي للتمور المصرية – تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية – بكل من (سيوة بمحافظة مطروح) و(محافظة أسوان). ودعم مشاركة ممثلي مصانع التمور المصرية بالمعارض والمهرجانات الدولية.
واختتم وزير التجارة والصناعة أحمد سمير كلمته بالقول “لا يسعني الا أن أتقدم بالشكر إلى (المجلس التصديري للحاصلات الزراعية) و(جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي). كما أتقدم بالشكر للمؤلفين من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والهيئة القومية للاستشعار عن بُعد، وللمشرفين والمراجعين والمنسقين على هذا الانجاز الكبير. كما يطيب لي في هذه المناسبة أن أتوجه إلى (جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي) بكل الشكر والتقدير على دعمها المستمر لخدمة هذه الشجرة المباركة في كافة أرجاء الوطن العربي لتطوير هذا القطاع الواعد من خلال تنظيم المهرجانات والمؤتمرات والمسابقات والندوات العلمية والاصدارات العلمية المتميزة لإلقاء الضوء على هذا القطاع الهام ولتوحيد جهود كافة الجهات المعنية”.
كما دعت الوزارة إلى استمرار تكامل الجهود وتبادل الخبرات الفنية وتشجيع الاستثمارات المشتركة في مجال زراعة النخيل وتعظيم القيمة المضافة، والعمل على إزالة المعوقات، ودراسة إنشاء مناطق لوجستية مشتركة متخصصة في تخزين وتعبئة وتصنيع وتصدير التمور، والاهتمام بالعلامات التجارية وانشاء كيانات مشتركة لتصدير التمور.
وبدوره شدد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن معاليه سعادة الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، على أن وزارة الزراعة حريصة كل الحرص على دعم البحث العلمي والابتكار لتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وانتاج التمور ودفع عجلة الاستثمار لتعزيز تنافسية التمور المصرية على المستوى الوطني والاقليمي والدول، وأضاف معالي الوزير إنني اغتنم الفرصة لأتوجه الى الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة والى الامانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بجزيل الشكر والتقدير على الاهتمام لتنمية وتطوير البنية التحتية لقطاع زراعة النخيل وانتاج التمور في الدول المنتجة للتمور، من خلال تنظيم سلسلة من المهرجانات والمعارض والمؤتمرات الدولية والاصدارات العلمية المتميزة التي ساهمت في توحيد جهود كافة الجهات المعنية، وتحسين السمعة وزيادة الطلب وتعزيز تنافسية التمور العربية في الاسواق الدولية.
من جهتها فقد أشادت السفيرة مريم الكعبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة بالعلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة “حفظه الله”، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، كما أشادت بدعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وحرصه على تنمية قطاع زراعة النخيل وانتاج التمور في عدد من الدول المنتجة للتمور، ومتابعة معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، سواء في تنظيم المهرجان الدولي للتمور المصرية على مدى سبع دورات متتالية، او تأهيل مصنع التمور الحكومي في سيوة، او تأهيل مجمع تمور الوادي الجديد، وبناء مخازن مبردة للتمور في محافظة الجيزة، وغيرها من المشاريع التنموية التي نفذتها الأمانة العامة للجائزة وساهمت بشكل كبير في تعزيز سمعة التمور المصرية وزيادة الطلب عليها في الاسواق المحلية والاقليمية والدولية.
وأضافت السفيرة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن الاهتمام في الجوانب الزراعية بشكل عام هي من اساسيات ملف تغير المناخ والأمن الغذائي العالمي وهو الذي جعلنا أكثر وعياً بأهمية الأمن الغذائي، وأكثر حرصاً على تسريع وتيرة الجهود الوطنية لتطوير قطاع الإنتاج الغذائي القائم على التكنولوجيا، والعمل على تضييق الفجوة الغذائية، حيث تقدم الامارات نماذج مبتكرة في تمويل العمل المناخي، بما في ذلك مبادرة “الابتكار الزراعي للمناخ” التي أطلقتها الإمارات في 2021، هذا بجانب قيام الإمارات بتقديم أكثر من مليار دولار كمساعدات لدعم العمل المناخي في ما يزيد عن 40 دولة، كما واطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة في الامارات مؤخرا الحوار الوطني للأمن الغذائي لمناقشة التحديات والموضوعات التي تساهم في تعزيز الأمن الغذائي لدولة الامارات.
كما أكد الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة في كلمته خلال حفل التدشين أنه وبالنظر إلى النمو المضطرد لزراعة نخيل التمر في مختلف محافظات جمهورية مصر العربية، واهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بزراعة (2.5) مليون نخلة في كل من منطقة توشكى بمحافظة أسوان ومنطقة العوينات بمحافظة الوادي الجديد ومواقع أخرى بالجمهورية، بالإضافة الى الموقع الريادي الذي وصلت إليه جمهورية مصر العربية في إنتاج التمور على مستوى العالم، كان من الضروري أن نواكب النهضة الزراعية لهذا القطاع عبر دعم إنتاج كتاب “الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة في جمهورية مصر العربية”، بالتعاون مع شركائنا في المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، ليكون بمثابة خارطة طريق ودليل إرشادي شاهداً على أهمية الاستثمار في هذا القطاع ومرشداً للمستثمرين في اختيار الصنف المناسب في المكان المناسب، وفق منهج علمي يرتبط بالتغيرات المناخية والموقع الجغرافي اعتماداً على المعادلة الحرارية والرطوبة النسبية لكل صنف مقارنة مع الظروف المناخية لكافة المحافظات والمناطق على مستوى جمهورية مصر العربية. بهدف تعظيم الفائدة وزيادة المردود بما يحقق قيمة مضافة لجودة التمور المصرية وتعزيز التنافس في الأسواق المحلية والدولية.
وأشار أمين عام الجائزة إلى أن بروز التكتلات الاقتصادية الإقليمية والعالمية وتحرير التجارة الدولية أدى إلى فتح الأسواق العالمية أمام التمور ومشتقاتها وسيضاعف من حدة المنافسة الأمر الذي يستلزم معه رفع الكفاءة الإنتاجية والتسويقية وخفض تكاليف الإنتاج وزيادة جودة المنتجات والالتزام بالمواصفات القياسية الدولية، وهذا يتطلب تكثيف الجهود المبذولة للاستثمار في قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور من قبل القطاعين العام والخاص.
و أشار الأستاذ عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية في جمهورية مصر العربية في مقدمة الكتاب إلى أن المجلس يُعد أحد أذرع الدولة المصرية لدعم وتنمية قطاع التصدير الزراعي والذي تعد التمور أحد أهم ركائزه، وفي ضوء ما لمسناه من إمكانية رفع القيمة الاقتصادية للصادرات المصرية حال بذل المزيد من الجهود في سبيل الارتقاء بصادرات التمور المصرية، وانطلاقاً من دور المجلس لدعم العمل على إنجاح هذه الجهود لتنمية قطاع التمور المصرية، فقد أخذ المجلس زمام المبادرة بإنشاء لجنة لنخيل التمور وتبنى استراتيجية إعادة إحياء ثقافة تصدير التمور في جميع مراحل سلاسل التوريد والإمداد وبدأت فكرة إعادة تنظيم الاستثمارات في قطاع النخيل والتمور بمصر والتي بدأت بضرورة تصميم خريطة مناخية لأصناف التمور القابلة للزراعة بمصر والأماكن المناسبة لها وكذا الأماكن الصالحة للتوسع المستقبلي لزراعة أصناف نخيل البلح والتمور والتي تتلاءم مع تأثيرات التغيرات المناخية وتنتهي بالخريطة الاستثمارية الكاملة لإنتاج وتصدير التمور كخطوة تهدف لترشيد وتعظيم زراعة نخيل التمور بمصر.
وأضاف رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلى أن الهدف الأساسي من الكتاب هو جذب الاستثمار المحلي والأجنبي في هذا القطاع الواعد، فالكتاب سوف يساعد على تسليط الضوء على أهمية الاستثمار في قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، بخلاف إنه يعتبر بمثابة مرشد للمستثمر في اختيار أفضل الأصناف التجارية وكذا أفضل المناطق لزراعة تلك الأصناف بمصر لزيادة الصادرات المصرية من التمور، وبالتالي تعظيم العائد الاستثماري والتصديري، وهذا الهدف الأساسي الذي نعمل عليه في المجلس وهو تعظيم صادرات التمور المصرية والنفاذ بها لمختلف المنافذ التصديرية والأسواق العالمية.
توقيع بروتوكول التعاون لتنظيم المهرجان الدولي للتمور المصرية
وفي نهاية الحفل وقعت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ممثلة بأمينها العام الدكتور عبد الوهاب زايد مع وزارة التجارة والصناعة ممثلا بمعالي الوزير المهندس احمد سمير، بروتوكول التعاون لتنظيم المهرجان الدولي للتمور المصرية بنسخته السابعة خلال الفترة 20 – 22 اكتوبر 2023، بحضور معالي اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، وسعادة السفيرة مريم الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.