المشاريع الصغيرة لا يكتب لها البقاء..!
كجارية سبيت في مؤامرة يتنقل وطننا بين أيدي الغرباء توجعنا قلوبنا ولكن ماذا عسى أن نفعل وكبراؤنا فاسدون وانتهازيون ومنافقون بإجماع الآراء واتفاق الأدلة مصابون بلعنة الحرب والقتل والدم صار هدفاً لبقائنا ووهماً لفكرة نصرنا وما يشهده وطننا اليوم ما هو الا فصل جديد لتاريخ طويل من الثأر ثأر الثروة والسلطة التي معها تغير وجه اليمن فزهوره أسقطها خريف الحرب وضيعها طغيان أبناءها مصائب كثيرة جعلت اليمنيين أمام امتحان صعب فإما أن يصطفوا للدفاع عن وجودهم ويعملوا على تفعيل وإعادة الروح والنبض إلى الدولة ومرافقها ومؤسساتها وإما أن يغرقوا في متاهة الحرب والدم والعنف وعليهم أن يتذكروا أنه من أراد كل شيء خسر كل شيء وهذه حقيقة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها ولا يمكن لأي قوة أن تبتلع دولة أو تتفرد بالسلطة وإن امتلكت كل عناصر البقاء والواقع الذي يتشكل حالياً يقول أن اليمن لم يعد يطيق أن يرى أنصاف الآلهة بل يريد خدما له ولمصالح شعبه..!
الوطن يصبح كبستان يحكمه القرود إذا تم تقاسم الثروة والسلطة على أسس طائفية أو مناطقية إن اختصموا حطموا البستان وأفسدوا الثمار وإن تصالحوا أكلوا المحصول وتقاسموا الأشجار.. وفي المرحلة الراهنة على اليمنين الإصغاء ل صوت العقل وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية وأن يكون اختلافهم اختلاف بناء اختلاف لا يتجاوز حدود الوطن ف الأوطان لا تبنى بالبارود والأشلاء وإنما بالحب والتسامح والإيثار فحاولوا أن تفهموا إذا أردتم أن تحافظوا على ما حققتموه رغم أنكم لم تحققوا شيئا سوى الموت والدمار والخراب قدموا التنازلات ليس لأنهم يريدوا ذلك بل لأنكم تحتاجون أنتم لذلك أعملوا بصدق وأضبطوا أعصابكم ولا تغتروا فتقعون ضحايا غروركم الساذج..!.
في اليمن المشاكل تستفحل وتزداد تعقيدا يوما بعد آخر وأنتم يا طلاب السلطة لن تستطيعوا الوقوف بوجه الجميع فتداركوا الأمر وإصلحوا الخطأ فالاستمرار بالصيغة الحالية دولة داخل دولة أمر غير مقبول ولن يطول صبر الشعب اليمني عليكم وتذكروا جيداً أن نهج الإقصاء والاستحواذ والغرور والمشاريع الصغيرة لا يكتب لها البقاء فأنقذوا أنفسكم واتجهوا لحشد ما تبقى من القوى السياسية إلى صفكم ليس من أجلكم أنتم بل من أجل بناء الدولة التي تحمي الجميع وتحميكم وتوقفوا عن استفزاز الناس مقابل تنازلكم عن غروركم الطائش وتصبحوا في خبر كان مع أنكم صرتم كذلك..!