الملكية و أولى القيم المؤسسة للمغرب
الملك أمير المؤمنين، والممثل الأعلى للأمة، ورمز الوحدة الوطنية، ورائد مشروع تشييد مجتمع حداثي وديمقراطي متضامن ، إن الملكية بالمغرب وريثة 14 قرنا من التاريخ الحافل.
فالمؤسسة الملكية بالمغرب تلتحم بالدولة والأمة، وتعتبر رمزا لوحدة المغاربة ، إذ أنها مكون أساسي لهوية المغرب.
فالملك هو أمير المؤمنين، والقائد الأعلى للأمة، وضامن وحدتها وسيادتها وأصالتها؛ وهو أيضا رمز لقيم الإنفتاح والتسامح والتقدم والتضامن التي ترتكز عليها الهوية والشخصية المغربية إن الملوك الأماجد الذين توالوا على العرش العلوي المكين منذ إسترجاع الإستقلال قد دعموا وعززوا ملحمة الملك والشعب.
فالملك الراحل محمد الخامس هو رمز المقاومة ضد الإستعمار ورائد الإستقلال، وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني هو مشيد المغرب الحديث، وباني مؤسساته العصرية، وصانع إشعاعه الدولي الكبير.
إن إنجاز هذين العاهلين العظيمين هو تجسيد للملحمة التاريخية الخالدة التي تربط على الدوام الملك والشعب، دفاعا عن القضايا الوطنية الكبرى وعملا على التطور الإقتصادي والإجتماعي للبلاد كما جاء في خطاب العرش بتاريخ 30 يوليوز 2003.
ووارث عرشهم المجيد، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد دشن عهده على نهج أسلافه الميامين، متشبثا بهذه القيم العظيمة و متميزا بأسلوب خاص، وذلك من خلال توجهين أساسيين تسريع إنخراط المغرب في مسلسل الديمقراطية، والحريات، وحقوق الإنسان، والمساواة، وحقوق المرأة، وقيم الأسرة، والحداثة، والتنافسية، من جهة؛ قرب العاهل من شعبه، خاصة الفئات الأكثر إحتياجا، وكذا إنخراطه الشخصي ضد الإقصاء والفقر وكل أشكال الفوارق الاجتماعية.
من جهة أخرى وقد غمر جلالته حفظه الله قلوب رعاياه كملك حداثي يساير أسلوب ملكه متطلبات العصر؛ كملك ديمقراطي متشبع بروح الحرية وحقوق الإنسان؛ كملك يقود الأوراش الكبرى لبناء إقتصاد حديث وتنافسي؛ وكملك للبسطاء من شعبه، قريب جدا وبإستمرار من رعاياه وخاصة الذين هم بحاجة إلى رعايته السامية فالمغرب يتميز بالإلتحام الوطيد الذي يربط الملك بشعبه في كل الجبهات، لتشكيل حصن منيع ضد ممارسات المستعمر، من أجل بناء مغرب حر، وتشييد دولة عصرية على أنقاض ما خلفه المستعمر ، من أجل تسريع وتيرة بناء دولة الحق والقانون والتقدم والتضامن ومن أجل أن تنتصر القضية الوطنية والحقوق الثابثة للمغرب على أقاليمه الصحراوية، وذلك تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله و نصره.
إن الملكية هي أولى القيم المؤسسة للمغرب، فالتفاف الشعب المغربي حول الملكية والعرش العلوي المجيد، وحول صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو جوهر المؤسسات بالمغرب إن الملكية بذلك، مرجعية أساسية للهوية و للدولة المغربية، ترتكز على الدعائم التي يشكلها الإسلام والديمقراطية.