المناضل عبد العزيز جاويش .. ووسام الشعب (1-3)

بطاقة حياة :
-ولد فى 31-10-1876م بمدينة الإسكندرية بمصر.
– حفظ القرآن الكريم بالكتاب ثم التحق بجامع إبراهيم باشا بالإسكندرية .

– فى 1892م التحق بالأزهر الشريف لما يقرب من عامين .
– فى 1894م التحق بمدرسة دار العلوم بعدما اجتاز اختبار القبول الصعب ” تحريرى وشفوى ” متخرجا منها في 1897م وكان من أوائل دفعته .
– عين مدرسا للغة العربية بمدرسة الزراعة لفترة وجيزة ثم أرسلته وزارة المعارف إلى بعثة دراسية لجامعة ” برورود ” بلندن لمدة ثلاث سنوات .
– فى 1901م عاد من البعثة وعين مفتشا بوزارة المعارف المصرية .
– فى 1902م ابتعث لانجلترا ثانية كأستاذ للغة العربية بجامعة أكسفورد لمدة خمس سنوات .
– فى 1906م عاد لمصر وعين مفتشا بوزارة المعارف حتى استقال فى 1908م
– فى 2-5-1908م رأس تحرير جريدة اللواء خلفا للزعيم الكبير مصطفى كامل .

– فى 27-11-1909م وفور خروجه من المعتقل قلده قادة الحركة الوطنية وسام الشعب فى حفل شعبى ضخم أقيم بفندق شبرد بالقاهرة تقديرا لجهاده ونضاله الوطنى ضد الاحتلال والاستبداد .
– فى 1912م هاجر إلى تركيا وأصدر هناك مجلة ” الهلال العثمانى ” و” الحق يعلو ”
– فى 1914م وضع أساس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وأعاد إصلاح كلية صلاح الدين بالقدس وعمل مديرا لها .
– فى 9-9-1917م تم ترحيله مقبوضا عليه لمصر بواسطة السلطات التركية بتهمة توزيع منشورات وسجن حتى أخلى سبيله فى 17-10-1917م عائدا إلى تركيا ؛ عندما أخبره النائب العام شفهيا بضرورة مغادرة مصر .
– فى 1918م غادر تركيا إلى ألمانيا وأسس عصبة الأمم المظلومة فى برلين ومنها حضر المؤتمر الاشتراكى فى سويسرا.

– فى 23-10-1922م عاد لتركيا وعين رئيسا للجنة الثقافية الإسلامية بأنقرة حتى غادرها في نوفمبر 1923م ؛ عائدا لمصر متخفيا في ديسمبر ١٩٢٣م .
– فى 1925م عين مراقبا عاما للتعليم الأولى بمصر.
– كان رحمه الله يتقن اللغة الإنجليزية والألمانية والتركية ويلم إلماما مقبولا باللاتينية واليونانية 1)
– حصل على دبلومة فى علم النفس ودبلومة فى التصوير أثناء تواجده ببريطانيا 2)
– من أشهر تلاميذه : عميد الأدب العربى طه حسين , الأديب إبراهيم المازنى , الأديب عبد العزيز البشرى , العملاق عباس محمود العقاد .

– توفى فى 25-1-1929م عن عمر يناهر 53 عاما .
مؤلفاته :
” غنية المؤدبين فى الطرق الحديثة للتربية والتعليم , مرشد المترجم , الإسلام دين الفطرة , أثر القرآن فى تحرير الفكر البشرى , آثار الخمر , مئات الخطب والمقالات التى نشرها فى اللواء والعلم والهداية والعالم الإسلامى وغيرها ” .
كان المناضل عبد العزيز جاويش رحمه الله رائدا تربويا ومناضلا ضد الاستعمار وداعيا للحرية ومصلحا اجتماعيا وفقيها مجددا وصحفيا رائدا وأستاذا للترجمة .

فهو رائد من رواد التربية والتعليم فى مصر والوطن العربى :
وكتابه المؤسس ” غنية المؤدبين فى الطرق الحديثة للتربية والتعليم ” والذى نشر فى 1903م
يعتبر بحق أول كتاب يوضع باللغة العربية فى فن التربية وأساليبها على النسق الحديث ؛ ليكون مرجعا للمعلمين ” .
ففى هذا الكتاب الهام بدأ بنبذة مختصرة عن تاريخ التربية عن اليهود واليونان والعرب .
ثم تحدث عن تعريف العقل ” الاستدلال والنظر ” وسبل تقويته بالتجربة والعلوم ليصبح ” عقلا بالملكة ” .
وتحدث عن قوة ” التأمل ” وكيفية تنميتها وتربيتها وذلك بالتمرين على استخدام أكثر من حاسة واحدة فى الإدراك وتمرين النشء على القدرة على التعبير .

وكيفية تمرين النشء على الحكم الصحيح : ” بعدم التسرع فى الأحكام , والذاكرة الحاضرة , وتركهم يفكرون بحرية والاكتفاء بالتوجيه , والاقتصار على ما يلزم من الكلام ” .
وتكلم عن ” البرهنة والتعليل ” وكيف أن المقدمات السليمة تؤدى إلى نتائج سليمة وأن طريق
” الاستقراء ” أنفع , موضحا الفرق بين الحافظة والذاكرة ووظيفة كل منهما .. وكيفية تنمية الذاكرة .
ثم تحدث عن ” قوة التخيل ” ووظيفتها وشغف الأطفال إلى القصص التى تتضمن التخيلات المحضة , وكيفية تربية قوة التخيل عند الطفل ودورها فى تربية الطفل .

وأردف ذلك بتوضيح ” طبائع الأطفال ” وهى : ” الميل للتقليد , الاندفاع للحركة بفطرتهم وارتياحهم للعمل بيدهم , قوة التخيل عندهم شديدة واضحة الأثر , المقارنة وحب الثناء , الحفظ عن ظهر قلب , ضعف قوة التمييز والتعليل , كراهة الاستمرار فى عمل واحد مدة طويلة , حب الاستكشاف بأنفسهم , يجمل تهذيبهم بالترغيب لا الترهيب ” .
موضحا تأثير البيت فى طبائع الأطفال قائلا : ” كما يكون الأهل يكون الطفل غالبا ” .
ثم تحدث عن تأثير الحالة الجسمية فى العقل وضرورة الاعتناء بالنفس والعقل مثل الاعتناء بأجزاء الجسم وضرورة معرفة علل النفس .
داعيا لضرورة الاعتناء ” بتهذيب الأخلاق ومداواتها بالعلم الذى هو غذاؤها ” 3)

مبينا السبيل لاكتساب الأخلاق المحمودة واجتناب الخصال المذمومة وإهمالها كالتالى :
” مداومة الإطلاع على كتب الأخلاق والسياسات والعمل بها , التدرج إلى استعمال العادات الجميلة وترك ضدها , تدقيق النظر فى العلوم العقلية والبحث عنها , تجنب مجالسة السفهاء والأراذل , الإكثار من مجالسة الزهاد وذوى الاجتهاد والورع , كسر سورة الغضب ” .

ثم تحدث عن الصفات التى يجب أن يتصف بها المعلم :
” القيمة الأدبية , الحزم وصدق العزيمة , السيطرة على قواه الشهوانية والغضبية , الكفاءة , شرف الغاية , معرفة طبائع الأطفال وقواهم العقلية وطرق تنميتها وتقويتها وتهذيبها , استيفاء الشرائط الصحية من سمع وبصر وصوت , معرفة النظام ” .
وبعد ذلك أوضح حاجة الأطفال فى هذه السن للمكافأت وحسن الجزاء مبينا أنواعها .
وكذلك أوضح أنواع العقوبات المناسبة للأطفال مثل : ” اللوم , التعزير , المنع من الفسح والرياضة , التكليف بحفظ شئ أو كتابة جملة عدة مرات ” .

ثم تحدث عن الجانب العملى : ” كيفية تعليم التهجى والإنشاء , كيفية تعليم الديانة والتهذبب , والطريقة المثلى لتعليم القرآن الكريم , وكيفية تلقى قطع الإملاء , والمطالعة , والخط وطريقة برى القلم والإمساك به , وكيفية تعلم الحساب والطريقة المثلى لتعلم جمع وطرح وقسمة الكسور الاعتيادية , وطريقة تعليم علم التاريخ للنشء وفوائد تعليمه , وكيفية وضع جدول أوقات الدروس , والمواصفات الصحية للكراسى والدرج , ودفاتر الحضور والإنصراف والغياب , والعقوبات المسموح بها ومنع العقوبات البدنية منعا باتا , وأهمية متابعة المعلمين , ونظافة الفصول , والمكان الأمثل لبناء المدرسة ومواد البناء ومواصفات الأرضيات والإضاءة ومساقط الضوء وشكل الشبابيك والأبواب والحمامات وعددها بالنسبة للطلاب والطرقات بين الفصول ومواصفات السلالم وأهمية توفير مياه صالحة للشرب وأهمية الرياضة البدنية وأوقات الراحة ”

وفى 1904م قام بوضع مشروع متكامل لإصلاح مدرسة المعلمين لتكون مدة الدراسة بها 3 سنوات بدلا من سنة واحدة , ولكن المستشار الإنجليزى ” دنلوب ” رفض المشروع
ورد لقائلا : ” صح عندى أن غيبتك عن مصر وضعتك فى موضع المغالى فيما يطلب لقومه .. أمتك يكفيها معلم يستطيع أن يعلمها ألف باء ومبادئ الحساب ” 4)

وعندما عمل بالصحافة قام بفضح المؤامرة الإنجليزية لتخريب التعليم فى مصر داعيا للاهتمام بالتربية قبل التعليم والتى تعنى عنده ” تثقيف العقل حتى يمكن أن يتجه إلى المعلومات فيزنها بميزان الاعتبار , وتهذيب النفس بالأدب وجميل الخلال .. وأن ما يحدث فى مدارس الحكومة ترويض وتذليل للنفوس بتعويدها الخوف والخنوع ولو بالباطل والتسليم بما يقال ولو كان كذبا ” 5)
منتقدا المناهج الدراسية التي وضعها المستعمر لأنها ” تخرج الوصوليين الذين لا يلبثون أن يكونوا عبيدا ومتملقين للحكام وأرباب الجاه وأصحاب النفوذ ” ٦)

ويقول : ” إن المرض الحقيقى الذى يكاد يودى بالأمة المصرية هو خلو البلاد من التربية الحقيقية التى هى مجمع الفضائل ومبعث الكمالات .. وأن التربية النفسية هي التى تتوقف عليها رفعة الأمم وإنحطاطها , بل يتوقف عليها وجودها ” ٧)
وفى 1925م كتب يقول : ” إن الأمية ليست ألد أعدائنا .. ولكن ألد أعدائنا هو إنحطاط الخلق وتعطل اليد عن العمل .. والتربية الوطنية أكثر أهمية فى بناء الأمم ” 8)

ومن أهم إنجازاته فى مجال التربية والتعليم :
تأسيسه المدارس الليلية كدراسة حرة وبالفعل انتسب إليها 400 طالبا و20 عالما وتم تعليمهم الفرنسية , وقام بإرسال أول بعثة دراسية من المتفوقين منهم لفرنسا فى 26-2-1911م وذلك للإطلاع على أحدث أساليب التربية والتعليم الحديثة .. ورافقهم فى الذهاب لمدة أسبوع للاطمئنان عليهم .
واهتم بتأسيس ما اسماه المدرسة العاملة ” الزراعية , الصناعية , التجارية , النسيج ” .
ودعا لتطوير الدراسة فى الأزهر وإدخال جميع العلوم العصرية إليه .

الهوامش :
1- أنظر “عبدالعزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ” بقلم أنور الجندى الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة أعلام العرب العدد 44 .. ص 48
2- المرجع السابق ص 49 الحاشية
3- أنظر ” غنية المؤدبين فى الطرق الحديثة للتربية والتعليم ” مطبعة الشعب ص 26
4- أنظر “عبدالعزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ” مرجع سابق ص 186
5- مجلة الهداية 1911م
6- أنظر ” عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ” مرجع سابق ص ١٦٩
٧- مجلة العلم 3-11-1910م
8- الأهرام 20-7-1925م

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق