انفجار مرفأ بيروت، جريمة مدبرة، أم تقصير وإهمال؟!

لا يختلف اثنان، ان اللبنانيين مازالوا الى الآن يعيشون تحت تأثير وتداعيات انفجار الرابع من آب.
لقد تم تدمير بيروت وهذا ماكان يهدد به رفيق الحريري قبل اغتياله.
ولكن رغم ذلك لا بد من ان نبحث عمن يتحمل المسؤولية
.
ان من يتابع الأحداث، يتأكد له ان القضية ابعد من أهمال معلم التلحيم. والا فمن الذي نقل النيترات؟ ومن الذي خزنها في المرفأ طوال هذه الفترة؟ ولمصلحة من؟
لماذا لم تبادر فرق الإطفاء الموجودة في المرفأ للتدخل لحظة اندلاع الحريق وطلبت فريقا من خارج المرفأ؟ اين كانت القوى الأمنية الموجة بأمن المرفأ؟
من كان يأخذ او يسرق من هذه النيترات وأين ذهبت الكميات المسروقة؟
كل هذه الاسئلة تؤكد ان وراء قضية الانفجار رسائل وهي اكثر من مجرد إهمال وتقصير عمال!
بالإضافة إلى ذلك فان التأخر في إعلان نتائج التحقيق، الذي تعهد وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة محمد فهمي بإعلانها بمهلة خمسة أيام يضع أكثر من علامة استفهام حول الجهات التي تتحمل المسؤولية،
لقد مضى تسعون يوما، وما زال اللبنانيون يجهلون المجرم – وأن كانت بعض الجهات صرحت ان المسؤولية مشتركة بين الحزب الحاكم والعدو إسرائيل فكلاهما متورطان

لكن السؤال اذا كانت السلطة الفاسدة، الساقطة بنظر الشعب، تتستر على هكذا جريمة وتريد تمييعها، فماذا يفعل اللبنانيون الثوار؟ لماذا خرجوا من الشارع؟ لماذا لم يصروا على لجنة تقصي حقائق؟ لماذا لم يطالبوا بتحقيق دولي؟
برأيي انها السلطة نفسها المسؤولة عن اغتيال رفيق الحريري هي المسؤولة اليوم.
ومن يتذكر يومها، يذكر انهم كانوا يحضرون، انه وبعد ثلاثة أيام من الاغتيال والحداد يعود كل شيء كما كان.
لكن يومها كان صوت الشارع ونبضه، اكبر من ان يقيده ديكتاتور، او يخنقه مجرم.
لذلك كانت المحكمة الدولية، وخرج النظام السوري من لبنان.

ترى هل ينتظر اللبنانيون انفجارا آخر حتى يثوروا من جديد، وينزلوا الى الساحات ليطالبوا بالدولة السيدة الحرة المستقلة؟
ام انهم باتوا يوقنون انها “عنزة ولو طارت” و” فالج ما تعالج” كما يقول المثل، فاستسلموا لمصيرهم، وسلموا روحهم لجلادهم، بلا حول ولا قوة؟

بواسطة
أحمد محمد وليد النشار - لبنان
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق