بين الماضي والحاضر ضياع البركة وانهيار – الجزء الثاني

من أصعب ما قيل لي في يوم من الأيام جملة كانت من أمي رحمها الله قالت لي يوم لا تدع أحد أبدا يقوم بالدعاء عليك يا ولدي أو يشكو منك إلى الله عز وجل فهذا من أصعب الأمور.

تذكرت هذه الكلمة وأنا أرى الكثير من الأوضاع الغريبة والعجيبة في مجتمعاتنا العربية كيف تكون شخص مسئول عن أسرة مكونة من زوجة وبنين وبنات وهؤلاء الأفراد يبغضون وجودك معهم بل ويتمنون الخلاص منك بأي شكل وذلك بسبب القسوة في التعامل أو عدم تلبية مطالبهم التي في متناول يدك حيث إنك شخص تعيش لنزواتك وشهواتك وتبديها عنهم جميعا بل لم تحاول حتى ملاحظة عيوب أي فرد فيهم وإصلاحها هذا مثال

شخصان كان أحدهم يظن الآخر صديق له بل كان يظن أنه أكثر من أخ له في بعض الأوقات لكن حدث أن المصالح استطاعت أن تقتل هذه الصداقة فأحدهم خان الآخر مع الزوجة أو الأخت ونسي أو تناسي الثقة والعهد الذي كان بينهم عندما دخل بيت من كان يظنه صديقه بل هناك أيضا من تلاعب بك في العمل وكنت تظنه صديق وشوه صورتك عند رئيسك لكي يأخذ ما ليس حق له أيضا هناك من وثق في شخص آخر وتوسم فيه الشهامة وحفظ العهد القائم بينهم ولكن مع عدم وجود مصلحة تم إفشاء الأسرار مثال اخر

الاب والام الذين لديهم فتاة صغيرة في السن وترتدي ملابس لا تليق بالشرع والدين وعندما تتحدث مع أي منهما يقولوا لك كلمة واحدة وهي كانت عنوان فيلم لسعاد حسني البنت لسه صغيرة مش عاوزين نعقدها من دلوقت خليها تعيش سنها ولماذا عندما تنمو هذه الفتاة وتعي وتدرك وتلتزم وترتدي الملابس الفضفاضة سوف تستعيد ذكريات هذه الكلمة واضرارها وتقول في داخلها لماذا ابي وامي لم يريدا ان أعيش ديني بدلا من سني كل راع مسئول عن رعيته (وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها)

الشباب الذي يقوم بالتقليد الغير مسئول للغرب سواء في تسريحة الشعر او الملابس العجيبة الغريبة او التطاول في الكلام مع الكبار او عدم الإحساس بالمسئولية تجاه ذويهم حتي ان اكثر حالات الطلاق حاليا الموجودة في مجتمعاتنا بسبب أن هؤلاء لم يجتهدوا او تعبوا في سبيل تأسيس منزل وأسرة والبركة زي ما قالو في بابا وماما هم اللي عملوا كل حاجة وجابوا كل حاجة هؤلاء الشباب ضحية لهؤلاء الأهالي بدلا من يخلقوا لديهم قدوة حسنة خلقو لهم قدوة سيئة من الغرب الذي لا علاقة له بتقاليدنا او دينا ولذلك انتشرت المخدرات بينهم وانتشرت البطالة والعدوانية والقسوة مع اول من اهتموا بهم ذويهم
عندما تجد انتخابات مجلس نواب او شيوخ وتجد العديد من اللافتات كل منها على الأقل تكلفت 500 جنيه في حوالي مئات الإعلانات يكون هناك مبلغ جبار وكبير لو تم اعطاؤه لقرية كاملة او عدد من الاسر لفك كربهم وسدد ديونهم هؤلاء السادة المرشحين الذين يظهرون في المناطق الانتخابية الخاصة بهم فقط قبل الانتخابات لكسب قلوب الجماهير ثم يتم اختفائهم من الماهد الشعبية بمجرد اعلان النتيجة

تخيل يا صديقي ان قام أحد ما بإعطائك مبلغ حتى ولو صغير منه على سبيل المنحة فإنك تقوم بشكره كلما تراه وتظل دائما ابدا ممتن له كلما تراه فما بالك بأشخاص عديدة تناسوا نعم الخالق عليهم جميعا ولم يشكروا اليه كما يشكرون لعبيده ويمجدوهم (الذين جعلوا مع الله إلها آخر)
إذا أردت ان تري منكسرا حقيقي أسال عم

فقد أمه قريبا سوف ترى شخص تم تدميره نفسيا ومعنويا بكل ما تحمل الكلمة من معنى لم ولن تجد أبدا إنسان سعيد بعد فقدان أمه فالأم جزء كبير من البركة في جميع الشعوب وإذا كنت كريما مع أمك وأبوك فحياتك تملؤها البركة أما إذا كنت عكس ذلك وأعوذ بالله من ذلك تذكر كلامي لن تجد بركة أبدا في حياتك

أسف في الإطالة وللحديث بقية

بواسطة
وائل منسي ابراهيم احمد - مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق