تخبطات في المشهد السياسي بعد إعلان نتائج الإنتخابات
كتبنا في وقت سابق عن الصراع الأنتخابي والتنافس بين المرشحين ،كلٌ عبر حسب طريقتهِ وقناعاتهُ الشخصية بما يراه أو ربما أجبرتهُ وسيلة الإعلام التييعمل بها أن يكون منحازاً لجهه على حساب الأخرى حسب مايتطلبهُ الأمر.
لكن ولله الحمد المنبر الإعلامي الذي وجدته وعبرت فيه عن أرائي الشخصية والتي كنت فيها محايداً مستقلاً جعلني أمام مسؤلية كبيرة خصوصاً إن منبر صوت المواطن الذي يضم طاقم صحفي كبير من الأخوة العرب يشاهدون ماذا يحدث في الساحة العربية والعراقية بشكل خاص كون العراق يحتل مكانه متميزة بين دول العالم العربية كما أنهُ يمثل دوراً هاماً في الاقتصاد العربي والعالمي وعمليات الأستيراد والتصدير كذلك موقعهُ المهم يمثل نقطة التقاء بين الدول العربية ،فمنذ بداية العرس الأنتخابي الذي حدث١٠/١٠ ونحنُ جميعاً أتفقنا على أن هذه العملية الانتخابية ستكون عكس الأنتخابات السابقة لما تحملهُ من نزاهة وشفافية وتحظى بمراقبة دولية متمثلة بالأمم المتحدة والدول العربية ووسائل الإعلام ،كذلك وجود قوانين صارمة ضد كل من تسول لهُ نفسه الأخلال بالعملية الانتخابية وحدوث خرق يؤثر على طرف على حساب الأخر ويشكل صورة سلبية على عمل هذه الهيئة المستقلة التي يترأسها قضاة ومختصين بالشأن القانوني ،لكن عمل الأجهزة الالكترونية الخاصة بعملية الاقتراع حدثت بها بعض المشاكل وأثارت الجدل وأثرت سلباً على أداء المفوضية مماجعل بعض الاحزاب السياسية تتبادل الاتهامات فيما بينها وتتهم المفوضية بالتزوير ،فالنتائج التي تم الإعلان عنها بصورة أولية كانت غير مرضية للمرشحين وجماهيرهم فبدأ التصعيد من قبل الأطراف الخاسرة تمثلت بالتهديد والوعيد للمفوضية وقطع الطرق وحرق الاطارات وغيرها وفي الوقت نفسه لاحظنا ان الصمت الحكومي والأمني ساد الأجواء تجاه هذه التصرفات غير المسؤلة .حتى وان كانت خسارة المرشح غير صحيحة وقابلة للشك ويمتلك أدلة على ذلك فالمفوضية فتحت باب تقديم الطعون لمن يشكك بمصداقية النتائج ولديهم شواهد على عمليات التزوير ،فالقوات الأمنية نجحت في خطتها الأمنية بحماية مراكز الاقتراع من اي خطر وجهودهم مشكورة ،لكن مثل هكذا تصرفات تصدر من الكتل الخاسرة ومرشحينها يجب ان تؤخذ على محمل الجد ويكون هنالك أجراء رادع ،ولاحظنا في الوقت نفسه ان مرشحين قدموا أعتراضاتهم امام الإعلام وبالأدلة وبصورة محترمة وقابلة للنقاش والتفاهم ولهم الخق في معرفة مجريات الامور بالتفاصيل.. لكن بين الحين والاخر تخرج المفوضية ببيان يثير الجدل ويجعل الامور تزداد تعقيداً فلانستطيع أن ننكر بأن النتائج التي لم ترسل غيرت في نتائج الانتخابات وأزدادت مقاعد بعض الكتل السياسية فيوم بعد يوم تظهر لنا ملفات تجعلنا نعيد النظر بالأجراءات التي تعمل على أساسها المفوضية ،فبعض الصناديق الخاصة بالاقتراع نقلت بسيارات الاجرة دون توفير حماية لها وهذا يثير الشك في مصداقية العملية الانتخابية كذلك ظهور شريط النتائج مبين عليه وقت أغلاق محطة الاقتراع بوقت متأخر جعل كل المتصيدين بالماء العكر التحدث على المفوضية واتهامها بالتزوير كذلك عدم السماح لمراقبي الكيانات السياسية بالدخول لقاعة العد والفرز اليدوي في المنطقة الخضراء لمعرفة ما يحدث بصورة أوضح بالرغم ان المفوضية وجهت دعوة لمراقبي الكيانات ووسائل الاعلام بالحظور لكنهم فوجئوا بالمنع من قبل القوات الامنية المتواجدة وايضا تصريحات المفوضية بأنها غير مسؤلة عن إعلان النتائج فمن يتحمل المسؤلية؟ …ففي بداية الامر كان المراقبين الدوليين يشيدون بعمل المفوضية واجرائتها ولكن سرعان ماتغيرت الأراء بعد حدوث هذه الاشكالات والقرارات فبدأ المراقبون يطالبون بالعد والفرز اليدوي فمثل هكذا قرارات تجعلنا في موقف لانحسد عليه عندما نريد أيصال المعلومة للرأي العام ،فالتغيرات مستمره والوضع يشير الى بداية تفاهمات سياسية بين الكتل لتشكيل مايسمى بالكتلة الاكبر. ،والكتلة الاكبر من الهم والحزن والمسؤلية ستقع مرة أخرى فوق رأس المواطن العراقي البسيط أذا ماغيرت الكتل السياسية من نهجها القديم الذي يعتمد على التحزب والعنصرية والمحاصصة فنحن شعب يمتلك من الطاقات والكفاءات مايجعلة يعيد بنائه بنفسه دون الحاجة الى جهات خارجية… أوجه شكري الى العاملين في مفوضية الانتخابات الذين بذلوا مابوسعهم لضمان نجاح هذا العرس الانتخابي والى المرشحين المثقفين غير المتعصبين الذين يحترمون حرية التعبير عن الرأي وأكثر أطلاعاً بالقوانين.وتمنتياتي للوجوه الجديدة التي سنراها في قبة البرلمان أن يقدموا مابوسعهم خدمة للعراق وشعبه وأحذرهم أن لايكونوا كسابقينهم فقلمي سيكون بالمرصاد…….وفق الله الجميع