ركلات ترجيح لديك فصيح في ميدان فسيح !

قالوا : اجتمعت الحيوانات والحشرات وكل متمردي المملكة ومن كل زوجين اثنين ما عدا البشر ، فالبشر لا يجتمعون إلَّا لشر ولا يتفرقون الا لخير ( أرأيت كيف هي اجتماعات مجلسي الأمن الدولي والامم المتحدة ) ، ورَأَسهم الديك ، فإن الأمر جلل فقدوم السيد الضفدع “ بلولم “ من مهجره ومضجعه ليناقش أمور المملكة لهو شيء ليس بالسهل ، وكانت أجندة الاجتماع أن يتكلم من كل فصيل أفصحهم وأبلغهم في مشكلته وحاجته وليكن تعليق السيد الضفدع “ بلولم “ مهما يكن فيجب إسناده وتأييده بغض النظر عن صحته من عدمها مقبول هو أم مرفوض ، فالضفدع “ بلولم “ ليس لديه متسع من الوقت للمناقشة فمُهِمَتَه تقتصر على وضع متمردي المملكة على سدة الحكم مهما كلف الأمر ، وقدومه يمثل عشم إبليس الديك في جنة الخلاص من براثن البشر مهما كلف الجهد .

قالوا : ومنع من حضور كل اجندات النقاش لكل فصائل المملكة حشراتها وحسراتها الثعلب “ ريكس “ المكار ، فهو لا ينتمي لقانون وحزب المملكة بل هو ينتمي للإنتماء حيث يرى مصلحته هو ، فقد رشحت أنباء عنه تفيد بعمله “ تحِت تحِت “ لصالح البشر وهم لا يكرهون مخلوقاً في هذا الكون كما يكرهون البشر ، فــــــــ “ ريكس “ الثعلب المكار يتلون تارة باسم حيوانات المملكة وتارة باسم متمرديها فوضح ايجاباً أنَّه يميل لمن يكرهون وهم البشر .

قال الضب الكبير للضب الصغير :
أهدموا بيتك لا أبالكا * تمشي الدَّأَلا حوالكا
يشير هنا إلى ما فعله “ بلولم “ حين بدأ الإجتماع لمناقشة بقضيتي السلام والتنمية والعدالة المجتمعية ليمهر بتوقيع اتفاق يقضي بموجبه أيلولة كل منتجات الثروة والثورة والنفط ومنحتي البنك الدولي والنقد الدولي لمتمردي الثورة – أقصد متمردي المملكة – للمصلحة الخاصة ليست لتنمية المملكة ، وحينها لم يعبأ السيد الضفدع “ بلولم “ لما أشار إليه الضب محدثاً أخاه الصغير ، لأنَّ الديك الفصيح رمقه بسخرية ولم ينتهره .

لم تضج حيوانات المملكة بهذه الحدجة العابرة فهم قد أقروا هذا الصنيع ، أن لا يثوروا ضد أي قرار يتخذه الضفدع “ بلولم “ فعقدة الحيوانات تقبع في اثنتين : الأجنبي الخواجة ، وتحكيم قرارات الثعلب “ ريكس “ المكار ، فهما مهما كانا من الخطأ فهما الاصوب والاصلح لحال المملكة .

قالت نملة : حطمت جيوش البشر وادياً لنا ، وحاولوا زرع الفتنة بيننا والنمل ، لتداخل المصالح المشتركة لبناء وتنمية وتطوير مملكتينا ، فمرة يفلحون ومرة يفلحون ، ولا يخطئون البتة فيما أرادوا وحدث عن الأمن والإستقرار والتنمية والسلام ولا حرج ، فنحن نسمع بهم ولا نراهم ، فما هو قول جلالته المعظم سمو الضفدع “ بلولم “ حول هذا الموضوع ؟ همهم الحاضرون ، ولات حين مسمع وما أنت بمسمع من في القبور ، فقال الديك الفصيح : تنظر وتفاد .

لم يعجب الثوار من المملكة تهميش الديك ، الفصيح ، فعلموا أنَّ “ ريكس “ الثعلب المكار قد أوعز للضفدع “ بلولم “ حيثيات القضية فتركها آخر أجندته ، ولم يحرك الديك الفصيح إلَّا ذيله .
تمتم الحاضرون وهمهم الآثمون بضرورة ردع الديك وطرد الثعلب “ ريكس “ المكار ، نعم آثمون ، لأنَّ الساكت عن الحق شيطان أخرس ، هل قلت : مجلسي الأمن والأمم المتحدة أم التشريعي ؟ لا لا .. لا أقصد هذا بل أقصد بل أعني البشر .

وتحدث الفيل الكبير صاحب الأغلبية الساحقة لأصوات الجماهير – أعني حيوانات المملكة – فقرينه فرس النهر “ القرنتية “ يقاربه الشمل والمصير ولا يقدمان للناس / أقصد للحيوانات / شيئاً ، قال :

يجب وضع جميع المجتمعين هنا في قفص ويحاكموا بدلاً من أن تحل قضاياهم فهم ثرثارون ولا يحمدون الله ولا رب المال ولا البنك الدولي ولا صندوق النقد الدولي ولا يباركون قرارات الشيطان الأخرس / لا أعني الثعلب “ ريكس “ فأنت وما ترى / فكل فصيل يمثل وزارة هنا لا نرى له إشكالاً بل نراهم هم الإشكال فيجب دمغهم بإحلالهم متمردي المملكة وإبدالهم النعمة بالنقمة لأنَّهم لم يقدروا جبروت فكر السيد الضفدع “ بلولم “ ولا زعيمهم الديك الفصيح ولا استشارات الثعلب الماهر “ ريكس “ لإصلاح الشأن العام وتخفـــــيض الأسعار وإسعاد الثائرين والمجتمعين و….. إلخ .

وصفق الحاضرون سمعاً وطاعة لأمير المهاجر وصنيع الغربة الخواجة “ بلولم “ في شخص الفيلين الكبيرين ولم يهمس سعادته ببنت شفه ، فقد ترك الضجيج كما هو يحسمه وزيره المتعالي السيد “ الجندب “ فليس لديه متسع من الوقت .
قال الديك الفصيح : سيتولى “ الجندب “ مسؤلية البلاد / أقصد المملكة / لحين قيام الإنتخابات بدون موعد ، أو يموت جميع من بالمملكة ، انتهى النقاش المجموع له الحيوانات … يا حيوانات همس العصفور لأخيه النسر ، قائلاً : ما الذي أتى بـــــــ “ ريكس“ هنا ؟ فهو ينفذ أجندة البشر بوصاية الشيطان ؟ قال النسر : فالننتظر الإجتماع القادم في ذات الوقت والمكان فإنَّ الحيوانات لا تجتمع كثيراً إلَّا كل ثلاثين سنة ليغيروا ديكاً بديك وضفدعاً بضفدع ، فالشيطان والثعلب متحالفين مع البشر لا يفترقان .

حينها أخذ النسر العصفور بمخالبه وطار به بعيداً ، ورحم الله النمل والنحل حين سكت الجميع ونهق الحمار .

بواسطة
بدر الدين العتاق - صوت المواطن
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق