سقطت بعمق 35 متراً تقريباً، صمدَ وحيداً في قاعِ الأرض.. الطفل “ريان” يحرّك جبلاً في المغرب

سقطَ الطفل المغربي “ريان أورام” إبن خمسة أعوام داخل بئر في قرية أغران بمدينة شفشاون الواقعة شمال المغرب من علو 35 متر تقريباً.

و فور نبأ هذا الخبر ، الذي شكلّ صدمة كبيرة في تلكَ المدينة و على كلّ من يعرف الطفل ، تحرّكت فوراً الدولة المغربيّة لإنقاذ الطفل وأرسلت طاقمٌ طبيّ للمكان و مباحث جيولوجيين و فريقٌ أمني وبدأت عمليّة الحفر بشكل يوميّ دون أيّ توقف.

كما وأدخلت كاميرا صغيرة الحجم للتأكد من صحّة الطفل بعدما عثرَ عليه واعياً و يتنفس بشكل طبيعي ليتم تزويده لآحقاً بالأوكسيجين و الطعام و الشراب نظراً لإنعدام الهواء في باطن الأرض و ليبقى مستيقظاً معهم.

كيف تعاملت مواقع التواصل الإجتماعي.

هذا الخبر لم يمرّ مرور الكِرام على روّاد مواقع التواصل الإجتماعي ، بلّ أطلقوا حملات تضامنيّة مع الطفل منها دعوات لخروجه من الأرض منهم فنانيين و ممثلين و صحافيين من دولة عربيّة و اجنيّة متعاملين مع قصته بشكل دقيق ليُصبح الأكثر تداول على كافّة المنصات مطلقين تغريدة جديدة على التويتر و فيس بوك بعنوان ” #إنقذوا_ريان”.

و في موقع الحادث ، حضرت كافّة الوسائل الإعلامية العربية و الأجنبيّة لتغطيّة هذا الحدث المهم و الاكثر تشوفاَ لمعرفة ما بعد عملية الحفر و التي إستمرّت أكثر من 5 أيّام دون أيّ توقف و تلكؤ.

العبارات على وجهوه الشعب المغربي و خصوصاً اهل الطفل كانوا بصدمة و خفان القلب وصلَ لأبعد من الخيال ، 5 أيام متواصلة من حفر دقيق و إنهيارات للتربة كلمة ليست عاديّة بلّ كانت مليئة بالخطورة و المواقف الصعبة.

فلمٌ أمريكي يُجسد تلكَ الحادثة.

مع تفاعل قضيّة الطفل “ريان” ، تداول روّاد و مواقع التواصل الإجتماعي لفيلم أميركي و المعروف ايضاً بنبأِ التوقعات قبلَ حدوثها “سيمبسون” بعدما عرض نفس قصة الطفل منذُ سنتين تقريباً ما وضعَ علامات إستفهام و تعجّب لدى كلّ العالم.

 

ريّان إلى الحرية.

بعدما إستمروا بحفر جبل لأكثر من 5 أيام ، وصولا إلى الطفل الريان ليتم الحفر بشكل يدويّ خوفاً من الإنهيارات التربيّة التي حدث في الايام السابقة و أعاقت أعمالهم.

ساعاتٍ معدودة ليخرج الطفل من باطن الأرض إلى الحريّة ولكن الفرحة لم تكتمل بعد ، حيث توفى بعدها متأثراً بالاصابات.

من جهة ، أعرب رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، عن تعازيه في وفاة الطفل، ريان أورام، الذي تم انتشاله مساء السبت ميتًا من بئر سقط فيه منذ 5 أيام، رغم “مجهودات استثنائية وجبارة” لإنقاذه.

ولفت أخنوش، في بيان أصدره الى “أنني تلقيت بحزن وأسى كبيرين، خبر وفاة الطفل ريان بعد أيام من المعاناة، والأمل في الوصول إليه حيا”.

وأضاف: “بهذه المناسبة الحزينة أتقدم، باسمي ونيابة عن جميع أعضاء الحكومة، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى والدي الطفل ريان. وأتوجه بالشكر للملك نصره الله على الرعاية الخاصة التي أولاها لعملية إنقاذ الطفل ريان رحمة الله عليه”.

وتابع رئيس الحكومة المغربية: “قد بذلت مختلف المصالح، محليا ووطنيا، مجهودات استثنائية وجبارة لإنقاذ الطفل ريان رحمة الله عليه، حيث استمرت عمليات الحفر لمدة 5 أيام، وسخرت لها جميع الإمكانيات الضرورية، لكن مشيئة الله كانت أكبر من الجميع”.

ولكن ، اختار أحد الناشطين أن ينعيه بكلمات كتبها على “تويتر”: “مات معتقداً أنه وحيداً تحت التراب لا أحد أتى لمساعدته، مات دون أن يعلم أن العالم كلّه كان يتشوّق لرؤيته يخرج من البئر”.

أمّا في فلسطين ، أطلقَ فلسطيني اسم “ريان” على مولوده بعد دقائق من وفاة الطفل المغربي.

كذلك توجه الناشطون بتقديم العزاء لوالدي ريان، حيث قال أحدهم: “الحمد لله في الشدة والرخاء وسبحان الذي قدّر فهدّى ولا حول ولاقوة الابالله وانا لله وانا اليه راجعون، أعزي والد و والدة الطفل ريان عظم الله أجركم واحسن عزائكم واسكن ريان فسيح جناته”.

هذا الطفل الشُجاع ، صمدَ وحيداً تحت الأرض ليخرج بعدها إلى الحياة الابديّة ولكن دولة كبيرة حرّكت جبلاً لإنقاذ إبنها.

قصّة هذا الطفل لها رسائل للبشر و العالم بأكمله.

بواسطة
داني القاسم - لبنان
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق