سكلانس

الدنيا وقف حالها بسبب فايروس كورونا الفظيع اللى اجتاح العالم, من اقتصاد لناس بتموت لناس بتتعافى لناس بتعيا لناس فى الشوارع مش حاسة بالكارثة اللى موجودة, لناس خايفة وقاعدة ف بيوتها لناس بتحاول انها تساعد بكل الطرق بانها تحافظ على حياة ناس تانية طقم طبى ملايكه رحمه على مستوى العالم كله متفانى بانه يقدر ينقذ ويساعد المرضى بانهم يقدروا يسترجعوا قواهم تانى ومنهم بيروح كتير .

كل ده بسبب فايروس مش مرئى, حاجة قد الفسفوسة انتشرت فى العالم كله بتدمره والاغرب ان البنى ادم هو اللى حامل الدمار ده هو نفسه اللى بيعدى التانى لان الفايروس بيدخل عنده فبيبقى ياحامل للفيروس يا عيان وف كلتا الحالتين هو اللى بيساعد على الانتشار.

فيه بلاد كتيرة فرضت على الناس تقعد ف بيوتها تتعافى والقوى اللى مناعته هى اللى بتحارب لان ده فايروس جديد فيا حاتعيش او اللى مايقدرش خلاص حايمشى الى رحلته الابدية .
ناس كتيرة اوى خايفة ناس كتير اوى زهقانة ناس كتير اوى مش فاهمة ناس كتير اوى مش مستوعبة وكل الناس فى نفس واحد مش مصدقين انه ف يوم وليلة حياتهم بقت على كف عفريت .

مع طول الوقت الناس بدات تستوعب بشويش انها حياتها بتتقفل عليها كل شوية وان لازم يبقى فيه قيود والتزمات معينة لازم تتعمل وانهم يلتزموا بيها عشان يحافظوا على حياتهم, كبير وصغير فقير وغنى كل المستويات ابتدوا يتعاملو بيها ويتعايشوا.

طبعا من الملحوظات ان الناس مش مستوعبة تتحبس وفيه ناس كتير زهقانة وناس عشان مااتعودتش تعرف ازاى تشغل حياتهابهوايات, ومفيش الثقافة اللى تمارسها بيها فى حياتك اللى هى تقدر تشغلك غير انك تبقى فى طاحونة طول النهار وترجع البيت وتاكل وتنام, للأسف مش موجودة فا دى ماثرة على الناس ان هى مش عارفة تعمل ايه فى نفسها .

فالطريف فى الموضوع ان رجالة وستات وشباب ابتدوا يتجهوا للمطبخ وبقت هى دى الهواية اللى بيتنافسوا عليها هياكلوا ايه النهارده ومين هيعمل ايه النهارده ومين ابدع فى ايه النهاردة والاظرف ان معظم الستات والرجالة اللى عاشوا حياتهم فى الجيم وفى الslim fit ,الكورونا خلت الفكر يتغير حتى لوكانوا بيحاولوا مفيش حد ما زادش مفيش حد ما حطش كام كيلو مفيش حد ما عملش شوية كرش حتى لو هو بيمارس شوية رياضة, بانه يقدر يمشى او هو يقلل شوية من اكله,وعموما مفيش حد بيقلل اكل اصلا .

الناس ابتدوا يتباهوا مين عمل ايه النهاردة طبخ ايه لنهاردة واكلة ايه النهارده .
الستات بتتسابق على دخولها المطبخ حتى ولو كانت كارهة دخولها المطبخ قبل كده. وابتدا الرجالة يدخلو يساعدوا الستات فى المطبخ.

انا شايفة انها خطوه ايجابية جدا, لان دى حاجة لطيفة ان الراجل والست ممكن يبقى بينهم حاجات جميلة ماكانتش موجودة ودى بتدى انطباع وجو حلو فى البيت فتنتعش الحياة بينهم بالمشاركة, او نوع من المشاركة..

ودى طبعا من الحاجات اللى كانت ناقصانا, دى من الايجابيات اللى حصلت من الفايروس ده, طبعا ان العيلة لمت وان ابتدا يبقى فيه جو اسرى تانى بشغب وبحب وبضحك وبكل الكلام ده . الرجالة ابتدت تحس ان ماعندهاش حاجه تعملهاغير بيتها لان ما فيش اى حاجة تانية يقدروا يعملوها, والستات ابتدت تمارس شغلها كست مطبخ وبيت وولاد وجوز, والعيال ابتدوا يبقوا عيال اب وام وعايزين وطلبات والحاجات اللى المفروض ان الحياة الاسريةاصلا بتطلبها ولكن الموضوع اللى تاعب كل الناس دلوقتى, ان هو مش عارف او ازاى حاينزل الكام كيلو اللى هو زادهم وبيفكر هيعمل ايه لما تخلص الكورونا ويعمل ايه عشان ينزل الكيلوهات دى اصل هو بقى سهل اوى تزدهم ومعروف خسارتهم اصعب!

من الحاجات التانيه من وجهه نظرى شايفة ان احنا بنرجع زى ماتكون العجلة بتلف, كان زمان فى الخمسينات الستات جسمهم لطيف ماكانش رفيع وكان شكلهم حلو اوى , فممكن تكون دى دورة جديدة بتحصل وبيبتدى شكل البنى ادمين ياخد الوضع اللى هو كان زمان موجود, وحتى ممكن ياريت الفكر يتغير كمان لان احنا محتاجين نهذب من نفسنا, محتاجين نقف مع بعض قدام نفسنا, محتاجين نتعامل مع نفسنا بطريقة تانية عشان نقدر نعيش مع الناس بطريقة احسن من كده, ياريت نبتدى ننسى شوية المنظره والشكليات او العمليات اللى غيرت الشكل واثرت على الجوهر, ونرجع للبساطة تانى ف الحياة لاننا شفنا كام شهر, البنى ادم ماسك حياته على طرطوفة عيشه, طرطوفة النَفس بتاعه كان ممكن يروح فيها, ولسه ماسلمش تماما,

لو فكر بان هو كسب ايه من كل اللى عمله, لو فكر شويه كمان حايلاقى مش كسب حاجة وانه ضعيف فى الحياه وانه يبقى عايش فيها ببساطة من غير مايكون حاسس ان لازم يبقى عنده حاجات كتيرة ومش لازم ماسك النجوم عشان يبقى الواد الجن ..

بقت الفلوس ملاهاش في ثانيه هو ضيع وقت من حياته كبير لها!! هي وسيله مهمه ولكنها مش هي الحياه
البنى ادم ممكن يعيش باقل القليل ويبقى مبسوط لان الانبساط ده من جوه مش من الماديات وازى تعدل من حياتك وتعمل لها تعديل يناسبك ان يبقى عندك راحة فى الحياة دى

من اهم الحاجات فى الموضوع ان انت تبقى راضى اصلا وان انت بتختار ان حياتك تتغير لانك لو ماخترتش ان حياتك تتغير من نفسك من جوه, ماحدش يقدر يجبرك, انت الوحيد اللى فى ايدك الكلام ده

ابسط نفسك وارتاح وحب حياتك وحب اللى حواليك واعرف كويس اوى ان حياتك مهمة, بس من غير ماتاذى حد, خد بالك عليهم وعليك..

وكمان افتكر واعرف كويس ان فتحه التلاجة بتمن ,بانك تقوم الساعة اربعة الصبح تدور على علبة حلاوة وقشطة ليها تمن جامد جدا للسكلانس.. وزنت نفسك النهارده!!

مصريه
11 ابريل 2020
من شعر وخواطر:
امبارح كان ضحك وكلام وحكاوى
والنهارده وبكره ورقه بإسم ليها وليها فيها دعوه
ناس جوه وَجِعها الفراق وناس جايه لواجب عزاء
وناس دنيتها حاجه تانيه
لا هيه لروح راحله ولا لروح ترحاله تايهه
دموع نهر سايله مش داريه
عايشه الدنيا وعارفه انها زايله
يوم ورا يوم وزمن اخرته لحظه
حكايه عمر كله
مين وليه وفين مش فاكره
انما احلى حكايه وضحكه هيه اللى حاتبقى ذكرى

بواسطة
منى حسن - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق