شخصيات مغربية وضعت بصمتها السخية على جبين كل مكلوم
من شيم المروءة وحب الخير للغير، أن تكون في كل مجتمع من المجتمعات ثلة من القلوب الرحيمة التي تسخر نفسها لخدمة مصالح الناس و للعمل الخيري والإجتماعي، للنظر في احتياجاتهم والنهوض بأحوالهم.
والمغاربة لم يستثنوا من شيم الكرم والتضامن مع بعضهم البعض في الشدائد والأزمات، بل وقفوا وقفة رجل واحد، فتعددت مبادراتهم الإنسانية، وهم متشبعون بروح التآزر والإخاء التي عرفوا بها منذ أجيال قديمة .
هذا السباق المتعطش لفعل الخير لم يقتصر على المغاربة داخل المغرب بل طال المغاربة في أرض المهجر أيضا و الذين كانت لهم مبادرات خيرية أصيلة بأوطان المهجر مع إخوانهم المغاربة دون أن ينسوا بلدهم الأم .
هدى بناني ورشيدة شلال مواطنتان مغربيتان تقيمان بالديار الأمريكية، اختارتا أن تكرسا حياتهما للعمل الخيري وأن تبدلا الغالي والنفيس لترسما بسمة في وجه بئيس نال منه الدهر والفقر والحوجة.
لقد كانت هدى بناني ورشيدة شلال عونا وسندا لفئات مختلفة من المجتمع ابتداء من توفير قفة رمضان للمحتاجين والتي تزامنت مع جائحة كورونا، حيث وجد المغاربة أنفسهم وجها لوجه أمام تداعياتها، ومرورا بالطلاب الجامعيين الذين طلبت منهم المغادرة، والسياح العالقين، والأرامل وذوي الإعاقات الجسدية … إضافة إلى أعمالهم الانسانية من قبيل التكفل بالعمليات الجراحية المستعجلة لبعض المواطنين المعوزين ماديا، وتوفير كراسي متحركة للمعاقين، وحفر آبار للفلاحين الصغار و رزمانة من الأعمال الخيرية التي جادتا بها الكريمتان فكانتا سدا منيعا للوطن وللمغاربة داخل أرض المغرب وخارجه، عن طيب خاطر ووطنية وإنسانية طبعت سليقتهما السجية،كما عرفتا بمبادرتهم الانسانية لفائدة الأموات،فأطلقتا حملة ما سمي بالنعوش،حيث تكفلتا بمصاريف تغسيل ودفن 20 من الموتى.
تقول هدى بناني في هذا الصدد: ”إننا في المهجر نسير على خطى ملكنا الحبيب دام له النصر والتمكين الذي فضل التضحية بالاقتصاد الوطني على حياة شعبه، كما أننا ننسق مع شبابنا بأمريكا وبكندا وفرنسا… دون إغفال الدور المهم الذي تقوم به السفارة المغربية والقنصلية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية التي لم تبخل علينا يوما بدعمها المتواصل”
وتضيف الفاعلة الجمعوية رشيدة شلال: ”أن هذه المبادرات الإنسانية لم تقتصر فقط على الولايات المتحدة الأمريكية، بل امتدت لتصل للبلد الأم المغرب، من خلال إرسال المساعدات عن طريق البعض من أخوتنا بالمغرب والمتشبعين أيضا بقيم التكافل والتضامن الاجتماعي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين المتضررين من هذه الجائحة”
لم يتوقف الجود والعطاء عند هذا الحد، بل قررت الكريمتين تسجيل مبادرة جديدة تنضاف إلى قائمة الانجازات لصالح العالقين بمطارات امريكا، حيث تعهدتا التكفل بمصاريف الكشف الطبي للكوفيد 19 عن طريق التحاليل المخبرية في ظرف 24 ساعة قبل ركوبهم الطائرة بيومين، مع توفير طاقم طبي متطور يسهر على هذه العملية،وهي بادرة طيبة لاقت استحسانا وصدى طيب في قلوب الناس، ويستمر العطاء بلا حدود ومازال القدح ينضح بالخير الكثير.