ظاهرة العنف ضد المرأة

أن ظاهرة العنف ضد المرأة هي أحد القضايا الساخنة التي تحدث في المجتمعات، وتتناولها والبحث في اسبابها كافة المنظمات والمؤسسات والمواثيق الدولية المختصة بهذا الشأن، بالأضافة الى الجهات الاعلامية التي تتقصى حول جرائم العنف ضد النساء، والدفاع عن حقوق وحرية المرأة وإيجاد الحلول اللازمة والتي تحافظ على كرامة المرأة وصيانة حريتها كفرد من أفراد المجتمع.

العنف ضد المرأة: هو سلوك أو فعل غير سوي موجه ضد المرأة تتخلله القوة والشر والأكراه، مما يؤثر على الحالة النفسية والجسدية لها والتقليل من كرامتها.

أن الأيذاء الذي تتعرض له الأنثى يتجسد بالإيذاء البدني، كالأعتداء عليها بالضرب والأغتصاب… أما الإيذاء المعنوي يترك الأثر النفسي الذي يؤثر ويرهق تفكيرها ويقلل من شأنها نتيجة لتحقيرها بالأفعال الدنيئة الموجهة إليها من المعنف، والذي يؤدي بالمرأة الى فقدان أنسانيتها، وبالتالي أنهاء دورها في الحياة.

لقد أعلنت المواثيق الدولية أن من حق كل أنسان عدم التعرض للعنف والأساءة، وأن يعامل بالتساوي مع غيره من بني البشر، وللمرأة الحق في الحياة والعيش بكرامة وأمن وسلام، ذلك المخلوق الذي يحمل في ثنايا قلبه الحب والحنان والعطاء الدائم، كأم وزوجة وأخت، لها الحق في رسم مستقبل مفعم ومكلل بالنجاح والتقدم والأزدهار فيما إذ كانت تعيش في ظل أجواء هادئة وآمنة لا تتعرض بها للتهميش والقسوة والأيذاء الذي يقتل في داخلها روح الأبداع لتتقدم وتنتج في المجتمع المحيط بها، وسيولد لديها الخوف والهلع وعدم الثقة بمن حواليها من الأشخاص.

العنف ضد المرأة له أنواع متعددة منها:

العنف الأسري: وهو الأكثر شيوعاً في مجتمعاتنا العربية نتيجة العادات والتقاليد التي تسود بين العوائل والعشائر في الشرق الأوسط  وتكون المرأة دائماً الضحية لتعرضها الى كافة أنواع التعذيب من الضرب المبرح والقاسي مما يؤدي الى ترك عاهة مستديمة في بعض الأحيان في جسدها. وقد أنتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من حوادث العنف ( كحرق الزوج لزوجته) وهذه أبشع الجرائم التي تمارس ضد المرأة دون رحمة من قبل الزوج الذي عاشت معه سنين بعد مغادرة بيت العائلة لتتوجه الى الحياة الزوجية وأنشاء عائلة لها كيان مستقل، لتستقر في بيتها مع الزوج الذي اعتبرته الأمان والسند في الحياة، ترعاه وتقوم بتلبية كافة احتياجاته، ورعاية اطفالها وتربيتهم لتجازي على تعبها بأن تتعرض للعنف والإيذاء بالأضافة للأهانة والأذلال وأستعمال الكلمات البذيئة ضدها.

العنف الأجتماعي: يتميز بنظرة المجتمع للمرأة بصورة دونية وكأنها لاشيء نتيجة لتوارث العادات والتقاليد عبر الأجيال والتي تحط من مكانة وأحترام المرأة، وقد تتعرض بعض النساء للاضطهاد في مجال عملهن من قبل المرؤوسين لها أو زملائها من الذكور بالتقليل من قدراتها وقابلياتها، وقد تستغل من قبل بعض المسؤولين في محيط العمل، وأن لم ترضخ لمتطلباتهم الدنيئة يتم طردها وحرمانها من العمل أو نقلها الى قسم أدنى من مجال اختصاصها.

العنف السياسي: والذي يطال المرأة في بعض الدول والأنتقاص من مقدراتها وقابلياتها وخاصة في المجال السياسي بحرمانها من المشاركة بالعملية السياسية والتعبير عن رأيها وعدم منحها الفرصة للمشاركة في صنع القرار وأعتلاء المناصب الوزارية ومجال القضاء لكونها من العنصر النسوي.

وقد تحارب المرأة ثقافياً بحرمانها من التعليم والفرصة لأكمال دراستها وأرغامها على ملازمة الدار والقيام بالأعمال المنزلية، لخضوعها للتفكير المتخلف في مجتمعها بأن مكانها البيت وليس مجال العمل خارج المنزل.

كما تتعرض الأنثى للأهانة والذل في ظل الصراعات والحروب التي تحدث وتكون ضحيتها، حيث تتعرض لجرائم القتل والخطف والأغتصاب نتيجة لتدهور الوضع الأمني في المنطقة، ولهذا أبعدت بعض الفتيات عن التعليم والخوض في مجال العمل خوفاً عليها من تعرضها لهذه الجرائم البشعه.

أضافة لما ذكر من أنواع العنف هناك شكل آخر للعنف يمارس ضد المرأة بأسم العاطفة من قبل بعض الرجال والذي يؤدي الى تدمير نفسيتها بأستغلالها عاطفياً لجعلها تنقاد لرغباته ونزواته بإيصالها الى طريق مغلق يحول حياتها الى جحيم لا يطاق، أضيف الى ذلك حالات الخيانة التي تتعرض لها من قبل الزوج والتي تؤدي الى تدهور حالتها المعنوية وينتابها حالة من الكآبة والحزن لتعيش أيام صعبة تؤدي بها الى خسارة حياتها الزوجية وربما حرمانها من أطفالها أو حياتها.

أن المرأة هي العنصر الأساسي والرئيسي في المجتمع وخاصة في رعاية بيتها وابنائها، ونشر التعليم في المجتمع، هي الأم والأخت والزوجة والحبيبة، وهي الجمال والرقة والحنان والعاطفة بكل معانيها وهي جزء مؤثر في المجتمعات سواء داخل منزلها أو خارجه.

وللوقاية من العنف ضد المرأة… يجب تغيير المفاهيم الخاطئة أتجاه المرأة وأعتبارها كيان له حقوق وحريات لا يمكن التخلي عنها، وعلى منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المجتمعية المختصة بالعنف ضد المرأة القيام بحملات توعية للمرأة وكيفية الدفاع عن نفسها وحقوقها وتجنبها من التعرض للأساءة والعنف الجسدي والمعنوي، وللأعلام دور في مجال التوعية سواء وسائل الاعلام المرئية أو المقروءة والقيام بالتثقيف ونبذ العنف ضد المرأة ومحاربة الأفكار والتقاليد القديمة والتي تحط من كرامة وشأن المرأة وتنتقص من أنسانيتها في المجتمع.

بواسطة
نضال يوسف عاشا - العراق
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق