عندما يحكم الصغار الكبار مقال يستحق التأمل؟
قد يرى بعض الأصدقاء أن هذا الكلام غير منطقي فطالما ومنذ الصغر عهدنا أن الكبار دائما هم من يسيطرون على الأمور ويتحكمون فيها بل وفي أحيان كثيرة كان لدينا رغبات لم تتحقق بناء على تحقيق رغبات الكبار المتمثلين في الوالدين او الأجداد او المعلمين او الأخوة الكبار.
عالم الاجتماع الشهير «ابن خلدون» د
شن مقولة محورية، مفادها “عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقين والمتفقهون والانتهازيون، وتعم الشائعة، وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة، ويتشوش الفكر” الكلام ده من سنين طويلة قوي لكن في عصرنا هذا تجده في مجتمعاتنا العربية منتشر فتجد الصغار بطريقة او اخري استطاعوا الوصول والسيطرة على عقول وقلوب الكبار وأصبحت تصرفات هؤلاء الكبار هي عبارة عن توجهات وتخطيطات لهؤلاء الصغار الذين لم يكن لهم في أي يوم من الأيام حت مجرد الحلم أن يكون أصحاب قرار
هنا نقف على نقاط معينة:
البداية نتأمل هذه الآية الكريمة من سورة لقمان (يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور (17) ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور (18) واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير (19))
هناك من يتسم بضعف الشخصية والتردد والجهل والكبر والغرور فيضطر اسفا الي الانسياق وراء الصغير حتى لو أصبح هناك أي خطأ يتحمله هذا الصغير ويلوذ هو بالفرار.
وهناك من يؤمن بالخزعبلات والسحر والشعوذة والاعمال وما الي هذا القبيل فتجد من يستطيع من الصغار ان يسيطر علي عقله بهذه الأفكار المسمومة أمثال فولان قام برش مياه لك او قرأ علي كوب الشاي او العصير وخلافه وطبعا أمثال هؤلاء المؤمنون بهذه الخرافات ينصاعون الي هؤلاء الصغار في كل كلام طالما انهم من وجهة نظرهم استطاعوا ان ينقذوهم من براهين وكيد الأعداء مع العلم أنه من الوارد جدا أن يكون الأشخاص الذين حذروك من هذه الخزعبلات هم القائمين عليها خصوصا اذا كانت لديهم الفرص السانحة لدخول المنزل او العبث في الأشياء الخاصة او تقديم المشروبات والمأكولات
قال -تعالى-: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].
روى مسلم في صحيحه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: / مَن آتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يوما / وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: / من آتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أ ُ نزل على محمد /. 3 وعن عمران بن حصين قال، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: / ليس من من تطيَّر أو تُطيِّر، أو تَكهَّن أو تُكهِّن له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد
الصنف القادم من وجهة نظري أذكى الأصناف لأنه من خلال الهدوء الشديد والتملق الذي يحتوي على أسلوب المسكين الذي لا يريد أي شيء مع انه يريد كل شيء (في مصر عندنا نسميه اتمسكن حتى إثمكن) تجد هذه الشخصية انطباعك الأول عنها الاحترام الهدوء الإخلاص وما الي ذلك من خصال حميدة حتي يقع أمامك موقف معين او حوار في قضية ما تجده علي الفور انحاز الي الجانب الخطأ والأكثر من ذلك يبرر لك الفعل ويدافع عن الباطل وهؤلاء من أصحاب الرياء والرياء في اللغة، مصدر مادته: «ر أ ي» وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإرائهم خصال الخير، فهو بمعنى: «إظهار العمل الصالح بقصد أن يكون من أجل الناس» قال ابن منظور: «قال أبو منصور: وأما قول الله عز وجل: ﴿يراءون الناس﴾ وقوله: ﴿يراءون ويمنعون الماعون﴾؛ فليس من المشاورة، ولكن معناه إذا أبصرهم الناس صلوا، وإذا لم يروهم تركوا.
هناك الصنف الممتع وانا شخصيا استمتع عندما اري هؤلاء شخصية تجدها لا تحتاج أي شيء المال موجود النفوذ موجود كل نعم الحياة موجودة ولكن الطمع والنظرة لما مع الاخرين موجودة ولكن بالعامية (طفاسة ودناوة) هذا الصنف يحب أخذ كل شيء ومن كل شيء وعلى حساب أي شيء ولكن بأسلوب راقي اللبس الغالي السيارة الفارهة البارفان الفواح
ولقد قال تعالى: ((وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) [ص: 24]. (لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: بسائق الطَّمع والحرص، وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل إن لم يتولَّهم الله بلطفه).
استمتاعي هنا بهذا الصنف لا يقوم على الإعجاب به بل استمتاعي هنا قائم على أن هذا الصنف من الأشخاص أعطاه الله كل شيء ولكنه غير قانع فاستمتع بقناعتي واستمتع برؤيتي له وهو يلهث ونسي انها في النهاية مجرد حفرة متر او متر وربع بالكثير وبعض التراب
هذه الأصناف السابقة لا ننسي فيها صنف هام جدا يدعي الزنان الفنان هذا الزنان الفنان انسان لكن وظيفته الكبرى الكلام في كل الاذان اذن الكبير يوميا ويملأه بأحاديث منها الصحيح ومنها الغير صحيح ومنها الواقعي ومنها زيادة الحبكة المسرحية والسينمائية ولا يستطيع أي كبير خصوصا من يعملون بأذانهم وليس بعيونهم الاستغناء عن هذ الصنف
قال سبحانه وتعالي: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أولئك هُمُ الْخَاسِرُونَ)،
ويقول أيضا المولى عزوجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6))
هنا نأتي للنهاية متى نتخلص من كل هذا ونعود الي الخالق البارئ ونتوب الي الله عز وجل قد يجد البعض ان الكلام اليوم الغاز او غير واضح ولكن إذا قرأت بعناية وتركيز وفكرت في كل جملة أو مقطع سوف تعرف ما الذي اريد ان يصلك من معلومة. . الله الموفق