عيد الإستقلال المجيد.. ذكرى وطنية عظيمة يخلد فيها الشعب المغربي إلتحامه مع العرش العلوي المجيد

تحتفل المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة، اليوم الأربعاء 18 نونبر 2020، بالذكرى الخامسة والستين لعيد الإستقلال المجيد، الذي جسد أسمى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والإستقلال

وتعد هذه الذكرى المجيدة أحد المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار المملكة ومن أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما تحمله من دلالات عميقة ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وأمجاد تاريخية خالدة،

وكذا ما تمثله من رمزية ودلالات عميقة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب واِلتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، و العهد الوثيق القائم بين الملك والشعب، للمضي قدما على درب تحقيق النمو والإزدهار في كل المجالات وبلوغ المملكة المكانة التي تستحقها بين دول العالم.

فرغم المخططات والمناورات التي نفذتها القوى الإستعمارية الفرنسية والإسبانية، في محاولة لتقطيع أوصال المملكة، وطمس هويتها وغناها الثقافي، وزرع التنابذ والتفرقة بين مكوناتها، استطاع جيل النضال والإستقلال عرشا وشعبا، الوقوف معا في وجه مخططات نير الإستعمار.

ولم يفلح المستعمر في وقف هذا المد النضالي، الذي ترسخ آنذاك في أعماق كل المغاربة، على الرغم من نفيه لجلالة المغفور له محمد الخامس رفقة أسرته الشريفة إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، وهو ما تجلى من خلال الانتفاضة العارمة التي شهدتها، في أعقاب ذلك، كل المدن والقرى المغربية.

ومن بين المعارك البطولية والإنتفاضات الشعبية الأخرى التي خاضها أبناء الشعب المغربي بكافة ربوع المملكة في مواجهة التسلط الاستعماري، يمكن استحضار معارك الهري وأنوال، بوغافر، جبل بادو، سيدي بوعثمان، انتفاضة قبائل آيت باعمران، الأقاليم الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية التي برهن فيها المغاربة كافة عن تشبتهم بوطنيتهم وقابليتهم للتضحية بما هو أغلى من أجل وحدة الوطن ومن أجل الدفاع عن العرش العلوي المجيد.

وشكل الإستقلال نصرا مبينا وحدثا تاريخيا حاسما، وتتويجا لمراحل الكفاح المرير الذي خاضه العرش والشعب في مواجهة الوجود الاستعماري المفروض منذ 30 مارس سنة 1912، حيث خلد المغاربة أروع صور الغيرة الوطنية ونكران الذات والإلتزام والوفاء، وبذلوا أغلى التضحيات في سبيل عزة المملكة وكرامتها والدفاع عن مقدساتها.

وبعد تحقيق الاستقلال، دخلت المملكة المغربية في حقبة جديدة، تمثلت في مقولة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه الشهيرة ” لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”، حيث انخرطت المملكة في العديد من الإصلاحات التي أطلقها أب الأمة وهمت كل القطاعات الحيوية من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.

وسيرا على نهج والده المنعم، خاض جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني معركة استكمال الوحدة الترابية، فتم في عهده استرجاع مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969، كما تحقق استرجاع الأقاليم الجنوبية بفضل المسيرة الخضراء التي انطلقت يوم 6 نونبر 1975. كما حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على بناء دولة القانون والمؤسسات الحديثة، وإرساء نظام سياسي وديموقراطي يُحتذى به.

واستلم بعد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله المشعل، مؤسسا لمملكة القرن الواحد والعشرين، مملكة عصرية ومتقدمة ومنفتحة وذات مكانة بارزة على المستوى الإقليمي والدولي، مكرسة لقيم التسامح والتعايش وفقا لمبادئ ديننا الحنيف.

ودشن جلالته عهد الأوراش الكبرى والمشاريع التنموية والإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تمكن المغرب من رفع تحديات الألفية الثالثة، وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة، لإعلاء مكانة المملكة بين أمم وشعوب المعمور.

بواسطة
رشيد بنسعيد - وجدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق