قازان.. البشاري يبحث دور التعددية الدينية في تحقيق الوحدة الوطنية

شارك الدكتور محمد بشاري امين عام  المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في الندوة الدولية لنادي فالداي للنقاش، و مقره و موسكو ، حول “تعدد الأصوات الدينية والوحدة الوطنية”.

بحضور ممثلي كل الديانات والثقافات والسياسيين من عدة دول خاصة من اسيا الوسطى و جنوب شرق اسيا، واقدم  الامين العام بورقة بحثية حول حوار الحضارات عوض صدام الثقافات” نحو إبراز فاعلية الأديان وتشاركها في بناء حضارة الإنسان.

و نبه الدكتور الى انه في وقت أصبح فيه العجز عن التفاعل مع الآخر سمة واضحة، وصارت لغة التعامل تحمل الكثير من الإملاءات ويهيمن عليها مفردات القوة و المصلحة الظرفية، بدلاً من اللقاء على القواسم المشتركة التي تتيح لغة إيجابية في حوار قادر على استنباط الأفكار، و الاستفادة من تراكم التجارب الإنسانية من خلال هذا التلاقي.

و اشار إلى انه و على اختلاف الانتماءات، صب الجميع اهتمامه،  لفرض آرائه، وقيمه، وجذوره الحضارية لتخرج عن إطار “الرأي”، لذلك باتت محصلة السنوات الأخيرة لا تذكر بالمقارنة لما هو مفترض من تواصل عميق فيما بينها. كان ولا يزال هو الطريق الذي يؤدي بالضرورة، إلى قبول الآخر قلباً وقالبًا، وإلى الالتزام بفكرة المشاركة بدلاً من الهيمنة.

و اضاف البشاري لقد عاشت الإنسانية تجارب تجعلها تؤمن بأن مبدأ فرض الرأي بالقوة، والغراس الفكري المشحون بالعنف، ما هو إلا نوع من التخلي الطوعي عن الفهم والمعرفة، بل وقتل شعور الحرية لدى الأفراد في أي بلد كان، إضافة إلى ضياع الخطوط الحمراء التي تحدد هذه الحريات المنشودة، لتصار في معظم الأحيان مشوهة، تجلب التعاسة بدلاً من السعادة المنشودة على هذه الأرض. والسؤال المطروح الآن، هو كيف يمكننا أن نعلي من جوهر القيم الإنسانية والحضارية الحقيقة التي هي في ذات الوقت جوهر جميع الأديان السماوية التي ما جاءت إلا لتعلي قيمة الإنسان على سائر مخلوقات الكون؟؟

و اشار الامين العام الى انه وبلا شك، فإن الأحداث السياسية والمتغيرات الاجتماعية، والانقلابات الفكرية، التي تمر منها البشرية خلال العقود الأخيرة وخاصة خلال عام وباء كورونا، و ما بعدها و ما أحدثته من تداعيات صاحبتها عدة مبادرات رسمية، و شعبية، دفعت بصناع القرار، و القيادات الدينية، و الفكرية، ومراكز الأبحاث والإعلاميين، و منظمات المجتمع المدني، لأن يتوقفوا قليلاً لتدارس مصير هذه الأحداث وتأثيرها على المشهد العالمي وعلى مختلف واقع ومستقبل هذه البشرية وليس فقط واقع ومستقبل الأجناس والثقافات والأديان والحضارات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق