لماذا لا تسمعون الدق على جدران الخزان؟
منذ عقود، فتح الصنبور للفكر الديني المتطرف لأسباب يعلمها الجميع، نفخ في حركات الإسلام السياسي بشتى أساليب النفخ والدعم بمختلف أشكاله.
لم يكن المغرب بمنأى عن المناخ العالمي، وكانت أرضه عشا تنمو في حضنه طفيليات التطرف الديني باختلاف تلاوينها وأهدافها.
ولأن الغاية تبرر الوسيلة، غض الطرف ردحا غير يسير عن هؤلاء فتضخمت ارصدتهم وتغلغلوا داخل المجتمع حتى أضحوا يشكلون خطرا على الجميع.
إن الفكر النكوصي المتطرف لا يؤمن إلا بالتأحيد، وقد بدأ يغزو مناطق كانت عصية عليه بسبب اللغة، السلاح الذي فطن له تجار التشدد منذ مدة، فتغلغلوا في بوادي المناطق الناطقة بتشلحيت، ونشروا سمومهم.
يركز خطاب التطرف ظاهريا على تجريم ممارسات مجتمعية تمتد لقرون وقرون، منها وفي صلبها الممارسة التعبدية الوسطية المغربية، فهاجموا المساجد والفقهاء وكل ما يتعلق بهم من مظاهر التعبد والقراءات والتظاهرات الاجتماعية، وهوجم الفنانون والحرفيون، ونالت المرأة حصة الأسد من اجتهادات المتشددين المغاربة في المناطق الناطقة بتشلحيت.
إن خطاب التطرف المغلف بالوعظ والتوعية الدينية يطعن في سياسة الدولة في مختلف المجالات، ومنها تدبيرها للحقل الديني، ونظرتها للفن والإبداع، وعملها على تبويء المرأة المكانة اللائقة بها بوصفها نصف المجتمع، وإن خطاب التطرف والكراهية هو الذي يشبع البسطاء من الناس بالفكر التنميطي التأحيدي الذي لا يؤمن بالآخر أيا كان، ويعمل جاهدا على تحويل الناس إلى صورة طبق الأصل من كائن خرافي تحدد أدبيات التطرف كل تفاصيله التي لا تمت للعصر بصلة.
فمتى سيستمع المسؤولون لدقاتنا على جذران الخزان؟