محاولة مع نص مبتور
” لا تكتب حتى تمتلئ…فتمتلك.. فتكتمل..”
هكذا هي حالتي منذ خرجت من دار السينما القريب من بيتي
.. و بعد أن شاهدت فيلم ” حلم يقظة”
عدت لمنزلي و جلست على الأريكة
التقطت ورقة و قلم و بدأت الكتابة في امتلاك زمام الأمور
نصٌ مبتور
…………
عقلي يحاول ايجاد الحل
ببذل مجهود مضني
لهدم حانة الأرق العابثة في رأسي
رائحة الليمون لم تعد تكفي لليقظة
أو حتى أقداح القهوة الأيطالية
لم أعد هذا الذي يكتب ما يمليه عليه
نبضه المشوش أو رؤيته النرجسية
حتى أني لم أعتاد الكتابة
في جنح الليل المُنهَكْ..
تحت حصار صهيل غجريةٍ إسبانية
سؤالٌ
يفرض نفسه بإلحاحٍ غير مسبوق
هل اقتحم الفيلم وجداني
فصرت البطل المأمول
حرب طاحنة بين اللون الأصفر
و مئات ألوف..
يتصاعد من يدي ظلاً
يتشكل
مآذن صامتةٌ
و كنائس قرعت أول اجراس الموت
و علامة استفهام كبرى
قطارٌ يسرقُ أحلام اليقظة
و السبب هو الظل المصلوب
أم كان السبب في الأصل جنون
أم كان الطين المسلوب
في الليل الأول
صارت أعمدة الشارع أيضاً عمياء
و الطول المسموح به عشرة أمتار
ما بين الليل و بين الفجر
ينتحر الوقت في جلباب الأسرار
الأكفان تختار الأجساد الباردة
أما الحارة يكفيها سيف بتار
و دليل كلامي
أن تراب الايام لا يلتصق بآنيةِ الفُخار..
في الليل الثاني
باتت أشرعتي يائسة
فزوارق كل التجار
تبيع الآن بلا أموالٍ بعض حكايا البحّار
قرصانٌ يبتلع عقاقير النشوة
في الليلة يبكي بعيداً عن الأنظار
يتسول بعض دراهم
أو حتى قطعٌ من جمر النار
يتستر خلف رايته
جمجمة يحرسها ثعبانٌ و الذيل يراقص مزمار
في الليل التائه .
انقطعت عني كل الأخبار
شردت قافلتي في الصحراء
سابلتي أيضاً تاهت تحت سنابك أعصار
مطلوبٌ حياً أو ميت
من يرشد عن هذا الخفاش
من بات يطارد وهماً و يبصقه
بكل جدار
أن الخوف الساكن في كل الليل
لا يمكن أن يصدره صوت مكتوم
أن اللون الأصفر لا يسحق
بكل سهولة حلم اليقظة
لعجوزٍ شمطاء
أو أن الصدفة تحمل في طيات الفيلم
مجرد قتلٍ مزعوم
تراهةُ فيلمٍ خرجت تسكن في
شارع جدي المعصوم…
و الجد الأول ما زال يخاف
من رقصة موتٍ في فيلمٍ مشئوم
و يصادر حق فتاةٍ تطلب
اطلاق سراح ضفائرها خلف
العنق الممشوق
الجد يقاتل شمس الغد
و الغد يسكن في فيلم
ينتظر موت الجمهور