محمد وقيدي .. أحد أهرمات الفكر الفلسفي لروحه السلام
فقدت الساحة الأكاديمية المغربية والعربية صباح اليوم الجمعة 07 غشت 2020، المغربي محمد وقيدي أحد الوجوه البارزة في الكتابات الفلسفية والابتسمولوجيا عن عمر يناهز 74 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.
ويعتبر محمد وقيدي من بين الفلاسفة رفقة جيله المتمثل في الراحل الدكتور محمد عابد الجابري وعبد الله العروي وغيرهم، الذين أحدثوا نهضة فكرية بالبحث والحفر في عمق وتاريخ الفكر الفلسفي العربي والغربي، انطلاقاً من مجموعة الكتابات والدراسات التي تشكل إسهاماً غنياً في المطبخ الفلسفي.
وقد حصل المفكر محمد وقيدي على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1979، ثم اشتغل في نفس الكلية كأستاذ جامعي بشعبة الفلسفة.
قائمة الكتب والدراسات التي أنتجها الفيلسوف محمد وقيدي :
-فلسفة المعرفة عند غاستون باشلار (دار الطليعة ،بيروت ، 1980) ثم (مكتبة المعارف، الرباط ، 1984)
- العلوم الإنسانية و الإيديولوجيا (دار الطليعة،بيروت،1983) ثم (منشورات عكاظ ، الرباط 1988)
-ماهي الإبستمولوجيا ؟ (دار الحداثة ، بيروت ،1983) ثم (مكتبة المعارف، الرباط ، 1987)
-حوار فلسفي : قراءة في الفلسقة العربية المعاصرة (دار توبقال للنشر ، البيضاء ، 1985)
-كتابة التاريخ الوطني (دار الأمان ، الرباط ، 1990)
-بناء النظرية الفلسفية : دراسات في الفلسفة العربية المعاصرة (دار الطليعة ، بيروت ، 1990) - البعد الديمقراطي (دار الطليعة ، بيروت ، 1997)
أبعاد المغرب و آفاقه ، 1998
-جرأة الموقف الفلسفي (افريقيا ، الشرق ، الدار البيضاء و بيروت ، 1999) - التعليم بين الثوابت و المتغيرات (نداكوم للطباعة و النشر ، الرباط ، 1999)
- التوازن المختل : تأملات في نظام العالم (دار نشر المعرفة ، الرباط ، 2000)
-مكونات المغرب و سياسات (مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، 2001)
-اماذا أخفقت النهضة العربية ؟ (بالاشتراك مع احميدة النيفر) سنة 2002 - الإبستمولوجيا التكوينية في فلسفة العلوم، 2010
- الإبستمولوجيا التكوينية عند جان بياجيه، 2007
بعض الاقتباسات للراحل محمد وقيدي
“التفكير بضمير الغائب يمثل تبعية الذات المفكرة لمرجعيتها، وهذا عائق للإنتاج الفلسفي بمعناه الحق. فالذات التي تفكر بضمير الغائب يحتويها مرجعها، فلا يترك لها منفذا للخروج منه، وهي التي يبهرها النص، فلا تبحث عن حقيقتها خارجه. أما التفكير بضمير المتكلم فهو موقع آخر تضفي فيه الذات النسبية على مرجعيتها فتقلب بذلك العلاقة به فتدمجه ضمن سؤالها وهدفها. الذات التي تفكر بضمير المتكلم، وتحقق في نظرنا شرطا من شروط حضور الفلسفة، لا تبحث عن حقيقة ما عبر التنقيب في جمل الغير، بل إنها تشكل بذاتها جملها وقضاياها”.
“من الضروري التفكير في إنشاء فلسفة جديدة، ملائمة للوقت. وقولي هذا بهدف تشجيع الأجيال المقبلة على ممارسة الفلسفة بمعناها الحقيقي في مؤسساتنا لكي نخرج بالتالي أشخاصا قادرين على ممارسة هذه المادة وقادرين على فهم مذاهبها وممارسة التفلسف المنطلق من الشخص نفسه، أي أننا ندعو إلى الفهم والنقد ونقصد هنا الفهم الحقيقي لا مجرد التأثر بالمذاهب والتبعية لها دون ممارسة النقد، والنقد هو الطريق الحقيقي لبداية الفلسفة والتجديد فيها. والواقع أننا لا يمكن أن ننكر أن من بين أساتذة الفلسفة من فعلوا نسبيا ذلك إذ لاحظنا عندهم بداية لنشأة التفكير الفلسفي”.