من خواطرى “البحث عن الأصالة والإبداعية والجمال” بقلم منى حسن

من رؤيه فنان, حاتكلم شوية عن رؤيتى عن الحياه والطبيعة, أنا انسانة بسيطة جدا رؤيتى للحياة هى أحلى لوحة اتعملت اشوفها كل يوم، أحداثها بتتغير مع ان اللوحة ثابتة. للاسف الشديد البنى آدم دايما بياخد الحاجة في حياته وخصوصا المتكررة أو اللى موجودة بأنها أمر مسلم بيه مايحاولش إن هو يخرج منه ويطوره أو يقف مع نفسه ويصحح من مسار حياته، عمر اللى بيعيشه بنى آدم هى لحظة فى سردها, لأنه هو لما بيذكر لحظة بعدها بيطلع رحلته ما بتاخدش كلام كتير، بتاخد وقت قليل .

بساطتى فى التفكير تعتمد على خبراتى فى الحياة والمنطق وهي حياة بسيطة أوي ولكن لما بتكون عن المبادئ والأصول بتكون حازمة جدا، لأن فيه حاجات فى الدنيا ماينفعش إن تغيرها، ولما تغيرها بتختل الموازين بتاعتها زى الخير والشر والأخذ والعطاء والأصول وحاجات تانية كتير .. للأسف الشديد إن معظم ريتم الحياة اتقلب بقى الماديات ومصلحة ومظاهر والخداع سهل وحاجات تانية اتنسى معاها الإحساس ومعناها الحقيقى، واتنسى معاها رؤية الجمال فى اللوحة الجميلة اللى احنا عايشين جواها، واللى هى أصلا ثابتة دايما، لأن الشمس بتطلع كل يوم بيك أو من غيرك، اختلاف الفصول دى كلها عاملة زي البني آدم بتتغير معاها وبيتغير معاها ابداع الفنان كمان،  لأن ابداع الفنان ده مخزون بتاعه من خبراته ومن حياته ومن إحساسه ومن مناظر بيشوفها، ومن تفاعلات جوه روحه بيمر بيها وحاجات كتيرة أوي بتجيله كده لحظة ساحرة بيتفصل فيها عن الواقع،  ويبتدى يخرج ابداعه بأي طريقة كانت بأى هواية كانت، بأى مادة ان كانت مثلا الفنان بيترجمها على الورق او على الكنفاس ويظهر الابداع ده، ده مش كفاية وان لازم يكون فيه متلقى ومتذوق ينطبق عليه الابداع ده. لأن كل حاجة بيعملها البنى آدم بيبقى لها مردود لما بتبص على لوحة بألوانها بخطوطها بأبعادها بتلمس حاجة جواك وبتحرك حاجة جواك فيه كيميا بتتغير جواك، فيه مود بيتغير جواك حتى لو للحظات بتعيش معاها، وهو ده بيبقى زى مفتاح إنك بتكسر الريتم بتاع حياتك بأنك بتشوف حاجة بتخليها تلمسك،  وممكن تغير نظرتك فى ثانية لحاجة انت حاسس بيها غاو مضايقاك وشغلاك. كتير لما البنى آدم بيبقى تحت ضغط بينصحوه ويقولوا له روح اقعد جنب البحر او غير جو علشان يكون فى مكان واسع فيه فضاء يقدر انه يحس بالراحة .

اللوحة بتدى نفس الاحساس بتديها للفنان لما بيخرج شعوره جواها بتديها للمتلقى انه بيحس قد ايه ان هو ممكن يكون متفاعل مع اللوحة دى . مش شرط ان كل اللوحات بتدى الانطباع ده لكن اكيد حايبقى فيه حاجة بتدى انطباع او حاتخليه يتناقش فيها حتى لو مش عاجباه, حايبقى موضوع هو بيتكلم فيه..

ثقافة الفن عندنا للاسف مش واخده حقها, مع العلم ان الفن واحد من العناصر المهمه فى ثقافه واقتصاد بلد . فى نيوىورك فى امريكا مرة حصل هبوط فى البورصة اللى قوم البلد الفن ساعد على ان هما يساهموا فى دورة الاقتصاد, ومن هنا ابتدا يحصل لفت النظر بانها متبنية الفن وكان مع احداث تانيه.

عندنا مرة من كام سنة حصل لنا نفس الركود ده, وانا عملت معرض كان فيه اكتر من 100 وشوية فنان وطلبت منهم انهم يساهموا فى الحركة الفنية للمساعدة, ومانكرش ان فيه ناس شاركت معايا, ولكن بعض اخر مش لمبدا المساعدة لكن لمبدا العرض.

الحقيقة شغلى كل السنين اللى فاتت احاول انشر ثقافة الفن للفن مش بس الفن التشكيلى .

انا ساهمت فى حاجات كتيرة وعملت وساعدت لحاجات كتيرة فى شغلى من ندوات وصالون ومن كتابات وورش ومساهمات ومقالات..

نظرتى للفن نظرة مجردة ماهياش نظرة لرواج سلعة, الفن الحقيقة وخصوصا الفن التشكيلى ماهواش سلعة مش حاجة حاتدخل السوبر ماركت وتروح تشتريها, انا دايما باعتبر ان اللوحة دى زى البوند المفروض انها تبقى فى البورصة, ولها تقيم و قيمة, لان اللوحة دى هى احساس بنى ادم وابداعه, كل فن وله احترامه, ولكن فى نفس الوقت فيه حاجات انا مش متقبلاها فى الفن التشكيلى, لان انا مش متقبله باعتقادى ان الابداع ده احساس نابع من داخل الفنان مش ان هو ياخد صورة ويرسمها لان ده ساعتها بيبقى فنان حرفى ودى مرتبة تانية من الفن حتى لو شاطرومش بتكلم عن انواع من الفن زى البورتريه او غيره, او انه ياخد جزء من لوحة ويبنى عليها لوحة من فكرة فنان تانى وده برضه ماهياش حاجة فيها صدق, حاجة فيها نقص ومحدود فى الابداع..

الابداع ده انطلاق من جوه البنى ادم مالوش حدود متغير, ممكن يعمل مدارس كتيرة جدا مايقدرش انه يربط نفسه بحاجة واحدة لانه بيبقى عنده انسياب فظيع ومخزون فى ابداعه, ممكن يعمل حاجات متنوعه كتيرة اوى ده مافيهوش خنقه لحاجة او ان هو يمكن ان يتميز بحاجة ولكن هو ممكن يعمل اى حاجة مبدعة.. لان الابداع مالوش قواعد المبدع هو سمو من جوه, بيحصل لحظة فصل يبتدى يشتغل فيها الفنان بابداعه..

اى هوايه و لوحة لها تقدير, لكن فى نوع اتصنف بالفن التشكيلى تقديرها بيكون فى النتيجة النهائية بتاعتها, لكن هى فى نظرى مش متصنفة من الفن التشكيلى وابداع الفنان لانها بتبقى عن طريق اجهزة وحاجات تانيه, وتندرج تحت اسم جرافيكس, منها الفيديو ارت ومنها حاجات تانيه, ولكن ثقافة الفن بتنحصر فى الفن التشكيلى وابداعه, وهى مدارس كتيرة اوى, المدارس دى كل منها تخرج من شخصية الفنان, وهو له دايما بصمته على لوحاته وشغله, والمتذوق او المتلقى هو بيختار هو بيحب ايه, فيه ناس تقولك انا احب اللاند سكيب فيه ناس تانية بتحب فن الطبيعة الصامته, فيه ناس تانية بتحب التجريد, فيه ناس تانية بتحب التاثيرية, ناس تانية بتحب التعبيرية وغيره من المدارس.

الجميل لما الواحد يبقى متنوع فى حبه للجمال, عشان ده بيصقل شخصيته, حتى فى معاملاته فى الحياة انه بيقدر يتقبل اى انواع من التعاملات ويتساهل ويتفهم ويقدر يعرف يقيم حياته..

حياتى ودراساتى كلها عن الطبيعة وعن البشر وعن الفن وعن الفلك واحساسى غالبا بيخرج فى صورة من خواطرى وهى مقالاتى اللى بانزلها وانطباعى عن الظروف والحكاوى اللى باسمعها, اواللى باشوفها, او بتترجم فى لوحاتى, لوحاتى لفت العالم, وباعمل معارض كتيرة للاسف بره مصر اكتر من مصر ومقالاتى موجوده بره مصر اكتر من مصر, ولكن نظرتى للبنى ادمين واحدة ومتساوية لانهم كلهم بتربطهم روح واحدة وفكر واحد مع اختلاف اللغة والبيئة والحاجات دى كلها.. وهو الاحساس

دايما الاحساس هو مفتاح الحياة واحساسك ده هو نظرتك للحياة, هل انت بتصحى الصبح بتشوف الشمس والسما والشجرة, والا انت بتصحى الصبح بتشوف العربية والشارع والمبنى, هو ده الفرق بين الفنان والانسان العادى, الفنان ممكن يكون ماشى فى الشارع يشوف ورقة بتاعت اى حاجة,مثلا ورقه شجرة ياخدها ويخاف عليها ويحافظ عليها, والناس تستغربه انت بتعمل كده ليه! عشان هو بيحس بقيمة اللوحة اللى هو عايش فيها, الحس بتاعه بيبقى اعلى شوية, ده مش معناه انه مش طبيعى ده معناه انه عنده نظره و تقدير للوحة الجميلة اللى ربنا خلقها لنا, اللى منها بيخرج منه ويتولد الابداع واللى منها بتتحسن علاقته مع نفسه وتديله ايجابيه عطاء وحب وتسامح حتى مع اللى حواليه..

انا ضد كلمة ان الفنون جنون ممكن لعمل, ولكن لفنان مش مع الكلمه لانه هو بنى ادم طبيعى عادى, بيمارس حياته بطبيعية, ولكن نظرتة مختلفة, كون بقى انه يغير من شكله او يعمل حاجة تانية دى مالهاش دعوة بابداعه, ولا ان هو فنان, دى لها دعوة بشخصه بطريقة او باخرى, ممكن تكون للفت النظر ممكن تكون ان هو عايز يبقى متميز زيه زى اى فئة من فنانين او ممثلين او غيره.. ولكن كلمة مجنون لا تنطبق على الفنان, يبقى معنى كده كل بنى ادم شخصية معينه مميزه وبيعمل حاجات مختلفه يبقى ده بنى ادم مجنون.. اللى انا عايزه اوصل له فى الاخر, جميل ان البنى ادم يعمل الهوايه اللى هو حاببها مش مفروضة عليه, جميل ان البنى ادم يكسر قيوده وينطلق وينشر بحب سحره وابداعه وهو بيدى له راحة لانه جزء منه, وهو الفن لغيره. .

الفن فيه رسالة جمال وعطاء وحب, الفن فيه رسالة ثقافه, وفيه رسالة بتغيير منطق وفكر بره الصندوق اللى البنى ادم دايما حابس نفسه فيها, بيكسرها ويجملها بيخليه عنده نظرة تفاؤلية فيه سمو بطريقتة الساحرة..

هو ده تقدير وحب الجمال اللى بتعيش فيه وحواليك, وبيمدك بالايجابيه اللى بتواجهه بيها ظروف الحياه..

مصرية

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق