هل يعيش حزب العدالة والتنمية مرحلة التراجعات بالجهة الشرقية ؟
الإنتخابات الجزئية الأخيرة لملئ مقعد شاغر بمجلس المستشارين عن الجهة الشرقية، التي أجريت يوم الخميس 18 يونيو 2020، كانت فيها نتائج حزب العدالة والتنمية ومرشحه السيد أحميدة محجوبي مخيبة للآمال، وربما تعكس صورة مصغرة عن المستقبل السياسي الضبابي للحزب بالجهة الشرقية، وباقي ربوع المملكة.
مرشح حزب العدالة والتنمية وهو في نفس الوقت رئيس المجلس الإقليمي لمدينة تاوريرت، إكتفى بالمركز الثالث بعدما تحصل على 171 صوت، فيما إحتل المرشح الثاني أحمد الصبحي مرشح حزب الإستقلال على 674 صوت، وإكتسح المشهد السياسي بالجهة مرشح حزب الحركة الشعبية عبد الله أوشن رئيس جماعة عين زورة السابق بإقليم الدريوش الذي حصد 854 صوتا.
النتائج الكارثية التي تحصل عليها حزب رئيس الحكومة بجهة الشرق وجهات أخرى، جعلت المتتبع للشأن السياسي المغربي يتحدث عن مرحلة تراجع الحزب سياسيا وشعبيا بعد إخفاق الحكومة الحالية التي يترأسها القنديل في مواجهات الأزمات، ووضع البلاد على سكة الإصلاحات، والأدهى من ذلك أن الحزب أصبح يعرف تشققات داخلية، وما دام النموذج الجهة الشرقية فسنعطي المثال بالجماعة الترابية بركان، حيث تم سحب عضوية الحزب مؤخرا من خمسة مستشارين من جماعة بركان، بعدما كانوا من ركائز الحزب خلال الإنتخابات الجماعية الماضية، والمثال كذلك من جماعات ترابية أخرى بالجهة، حيث العديد من المستشارين الجماعيين المنتمين لحزب رئيس الحكومة بأقاليم جهة الشرق، لم يصوتوا على أحميدة محجوبي مرشح الحزب، واختاروا دعم مرشح الحركة الشعبية عبد الله أوشن، أو مرشح الإستقلال أحمد الصبحي مخالفين أوامر وتوجهات الحزب.
الصفعة الأخرى لحزب العدالة والتنمية لم يتلقاها الحزب بالجهة الشرقية فقط، بل تعداها لجهات أخرى، حيث تلقى مرشح القنديل عمر سامي الصلح هزيمة أمام محمود عبا عن حزب الإتحاد الاشتراكي بفارق كبير من الأصوات، وبجهة سوس تلقى القنديل كذلك هزيمة على يد مرشحة حزب الجرار فاطمة الزهراء بن الطالب، التي فازت بمقعد عن جهة سوس ماسة الخاص بممثل الغرفة الفلاحية.
استفاقت الحزب من هول هذه الصفعات والكبوات ولو كانت صغيرة ولكنها معبرة في جوهرها، تتطلب أطر وكفاءات تعيد رسم الخريطة السياسية للحزب قبل الإستحقاقات المقبلة، والتي لن تكون سهلة في ظل تحالفات إستراتيجية، وتوافقات جديدة، سيكون القنديل لا محالة خارج حساباتها.