وزان.. ملتقى دار الضمانة يحتفي بالبعد الروحي ويبرز دوره في خدمة وحدة الوطن والأمة
نظمت “جمعية الصفا لمدح المصطفى”، تحت إشراف عمالة وزان “ملتقى دار الضمانة الثاني للذكر والسماع، وذلك تحت شعار “البعد الجمالي الروحي ودوره في خدمة وحدة الوطن والأمة”، خلال الفترة من 29 شتنبر إلى 1 أكتوبر الجاريين بمدينة وزان.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى في سياق احتفال منظمة الإسيسكو بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، وعرف برنامجا متنوعا في فنون الذكر والسماع، سطرته فرق من دول مختلفة( السعودية والجالية المغربية بفرنسا) وفرق وطنية من عدة مدن مغربية ( الداخلة، وأبي الجعد، والرباط، تازة وزان…)، كما عرف الملتقى أنشطة ثقافية أخرى متميزة، حيث عرض فيلم “سيكا” للمخرج المبدع ربيع الجوهري، وانعقدت ندوة علمية تحت عنوان: “البعد الجمالي الروحي ودوره في خدمة وحدة الوطن والأمة”، بمشاركة باحثين وعلماء متخصصين في مجالات الدين والتصوف والتاريخ والأدب والفن.
وشهد اليوم الأول من الملتقى مشاركة مجموعة “السعادة للأمداح النبوية بجهة الداخلة وادي الذهب”، تحت إشراف الأستاذ الخديم الحاجي، ومجموعة “فتيات دار السماع بتازة”، تحت إشراف الأستاذ حميد السليماني؛ ثم “مجموعة المنشد المغربي المقيم بفرنسا عبد الرحيم عبد المومن”، حيث حركت هذه المجموعات السماعية مواجيد الجمهور المتعطش بحماسة لهذا النوع من الفنون الروحية والموسيقى الصوفية.
أما اليوم الثاني، وفي إطار الانفتاح على الأعمال السينمائية ذات الصلة بشعار الملتقى، فقد تم في عشيته عرض فيلم “سيكا” للمخرج الوزاني العالمي ربيع الجوهري، والذي سلط الضوء على قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية في ربط بديع بين البنى التاريخية لأهل المغرب من شماله إلى جنوبه وعلاقاتهم الاجتماعية وأصولهم الصوفية الموحدة بين مختلف مكونات الشعب المغربي، والتي تعتبر العمق الأساسي للرباط الروحي الأبدي للمغاربة بتنوع روافدهم الثقافية الأمازيغية الصحراوية العربية الإسلامية الأندلسية الإفريقية.
وانتقل بعد ذلك جمهور دار الضمانة إلى أجواء فنون الذكر والسماع في سهرة اليوم الثاني، والتي استمتع فيها بعرض فني صوفي رائق ل”مجموعة كورال الأنوار التابعة لجمعية رباط الفتح للثقافة والتنمية المستديمة” تحت إشراف الأستاذ إبراهيم الاشهب، ثم حصة فنية مشتركة بين “مجموعة الأستاذ الفنان علي رباحي” و”المجموعة الشرقاوية بابي الجعد” تحت إشراف الأستاذ الحاج محمد الغرفي، وبمشاركة الفنانين عبد الرحيم الصويري وعبد الفتاح بني، وقد لقيت عروض اليوم الثاني تجاوبا رفيعا من لدن الجمهور.
وفي صباح اليوم الثالث، عقدت بدار السباب المسيرة ندوة علمية صباحية اتخذت من شعار الملتقى عنوانا لها، وشارك فيها علماء وباحثون متخصصون، بينوا الأبعاد العميقة المختلفة لشعار الملتقى، وهي الندوة الني أطرها كل من د. أحمد شوقي بنبين (محافظ الخزانة الملكية بالرباط)، ود. إدريس الفاسي(نائب رئيس جامعة القرويين)، ود. نور الدين بلحداد (المختص في تاريخ الصحراء المغربية)،ود. إلياس بناني ( الباحث في الفقه المقارن)، ود. محمد التهامي الحراق (الأستاذ الباحث في الإسلاميات والتصوف).
وخلال يوم السبت الفاتح من أكتوبر، عرفت ساحة الاستقلال بوزان السهرة الختامية للملتقى، والتي أحيت فقراتها كل من “ناشئة جمعية مولاي عبد الله الشريف لدلائل الخيرات” تحت إشراف الزاوية الوزانية برئاسة الأستاذ حمزة الطيبي، ومجموعة ” الروضة المنورة” من المدينة المنورة تحت إشراف المنشد محمد راضي الشريف، ليكون الختم من نصيب “المجموعة الكبرى لجمعية الصفا لمدح المصطفى” برئاسة الأستاذ والشيخ المربى أحمد الحراق، حيث تفاعل الجمهور معها في ترديد بعض الصنائع المديحية في تجاوب روحي سام يؤكد ويجدد العلاقة بين الإنسان والفن الراقي الذي يخاطب الروح، ويستجيب للعطش الروحاني الداخلي للسمو الجمالي.
وفي ختام هذه الفعاليات، تم تلاوة برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله مولانا أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وايده من طرف الشيخ الأستاذ أحمد الحراق رئيس “جمعية الصفا لمدح المصطفى”.
يذكر أن هذه التظاهرة الثقافية نُظمت بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، والمجلس الإقليمي وجماعة وزان، ووكالة إنعاش وتنمية الشمال.