يوم مولده ﷺ
نزل مختوناً مقطوع السرة
اتقي الأرض بيداه ورفع بصره ناظراً إلى مولاه
وخرج من أمنه نوراً أضاء بين المشرق والمغرب، عمت السعادة أرجاء الكون
الملائكة والطير والحجر والشجر
الكل فرح بمولده وجعل في القلب سكناه
ولد محمد فعم الكون ضياه
وأشرقت الأرض بنور سناه
عين الله تحرسه وترعاه
والملائكة من حوله تأخذ بيمناه
وحُجب إبليس وجنوده عن السموات، وحسا التراب على وجهه وصرخ قائلاً ياويلاه
وإن إقترب من السماء تلقاه الشهب
وترده على قفاه
وانكفأت الأصنام حول الكعبة
على وجوهها
وبكي الكفار وذهب كُلٍ إلى صنمه
قائلاً: إنهض ياهُبلاه وياعُزاه!
انطفأت نار فارس التي ظلت ألف عام
مشتعلة، ولطم عُبَادها الخدود وقالوا
واه واه واه
إنكسر ايوان كسرى وطارت شرفاته الأربعة عشره وتحطمت كما الخنفساه
واهتزت أسرت ملوك الأرض ومن الرعب ظن كل منهم أن روحه قد وصلت الشفاه
بطل سحر السحرة وانقطعت كل كاهنة عن صاحبها، وذهب كُلٍ في إتجاه
النور يصدح في السماء حيا الله محمدا
وفي الأرض نور يترنم حيا الله أحمدا
يارب شفعه فينا فنعم الشفيع محمدا
واسقنا بيده الشريفة من نهره الكوثرا
وارزقنا يارب زيارته والشرف بالسلام عليه وصاحبيه وأهل البقيع، وإرزقنا الصلاة في روضته،
ويارب متع منامنا برؤياه ولقياه والحديث معه وزد يامولانا في القلب محبته
في يوم مولده، نحي سُنتة ونتبع خطأه ونقف عند مانهاه، نكثر من الصلاة والسلام عليه، ومن الإستغفار وذكر الله، ومن تعاليمه “تهادوا تحابوا”
فلنسعد بأكل الحلوي ونهدي بها غيرنا
ولمن يقول أن الإحتفال به بدعة وأن أم المؤمنين “عائشة” مكثت بعده أربعين عام لم تحتفي بمولده،
أليس من تعاليم الإله، وأحاديث خير الأنام عليه الصلاة والسلام، صلة الرحم وذكر الله والصلاة، وإطعام الطعام وإفشاء السلام؟!
اللهم صلِ وسلم وبارك على خير البشر
عدد أنفاس البشر والحصى وأوراق الشجر
وعدد حبات الرمال والبرد وقطرات المطر
اللهم صلِ و سلم على نبينا محمد صلاة
بها المسلمين تُجبر وتنتصر
وبهايُهزم الكفار وأعوانهم ويولون الدبر
وبها يارب فك أسر المأسورين وإنصر عبادك المستضعفين على كل من بغى وتكبر
وصل يارب صلاة تامة على خير البرايا
تبعد بها عنا وعن المسلمين شر الأمراض والكفر والفقر والهموم والكُرب
ورد في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية، إن النبي صل الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك، قال قولوا:
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، وهذه هي الصياغة المشهورة.