أزمة كورونا وما بعدها، إن كان ما بعدها !!!

من المعلوم أن كل دول العالم هرعت لتدبير جائحة كورونا، كما حصل في بقعة أرضية آوتني 44 سنة خلت، حيث أود أن أبسط  رأيي المتواضع عن كورونا وما بعدها في زمن عشنا فيه الويلات واللامبالاة.

بسرعة البرق وبمبادرة من  صاحب الجلالة نصره الله وأيده، وبخوف من زوال النعمة عند البعض، أو الزوال الأبدي لا قدر الله هرع الكل لتوفير لقمة العيش التي روت رمق ذلك المسكين الذي ما فتئ يطلب إلا الفتات من أجل تدبير يومه المعيشي، ناهيكم عن تأهيل المرافق الحيوية الضرورية التي أثبتتها الضرورة.

لكن ما يخالجني ويقض مضجعي من حين لآخر وما تحدث عنه الكل من الجزء، هو من يوجد الآن في الواجهة؟ رجالات الصحة، عمال وعاملات النظافة والمطبخ، الأعوان والحراس، ورجالات التعليم، ورجالات الأمن بمختلف تلويناتهم.

مرافق حيوية تستحق العناية أكثر عن طريق تخصيص ميزانيات كفيلة بضمان السير العادي، زيادة على الحرص كل الحرص على تخليق الحياة العامة بها من جهة، ناهيكم عن السعي الحثيث الذي يستوجب القضاء على كل أشكال التمييز والميز من جهة أخرى.

و تأتي الفئة الفقيرة والهشة الضامنة لاستقرار أي بلد مهما علا شأنه، هذه الفئة التي أصبحت مخيفة أكثر من الوباء نفسه في هذا الزمان، حيث يسعى الجميع لإخماد لهيب شرارة فقرها وحرمانها الذي أضحى في نظرهم يتساوى بين الموت والحياة.

مياومون، عمال القطاعات غير مهيكلة، مستخدمون، عمال وعاملات نظافة، أعوان وحراس أمن خاص، في مرافق عمومية تتقاضى أجورا هزيلة لا تليق بكرامة الإنسان، هم الآن أيضا في الواجهة مرابطين صابرين محتسبين، منهم من لم يتوصل براتبه الشهري لأزيد من شهرين، وتجده ينتظر ذلك الفتات ليسد به ديونه المتناثرة هنا وهناك.

درس يمكن استخلاصه لما بعد الجائحة، إعطاء كل ذي حق حقه، ورفع قيمة الأجور لمن يستحق ذلك فعلا، لضمان ظروف العيش الكريم للطبقة المسحوقة.

لقد آن الأوان وحان الوقت لإعادة الاعتبار للأدمغة المحلية في كل المجالات، وتشجيع البحث العلمي، والاستثمار في المجالات الحيوية المحلية كذلك، بعد أن أتى هذا البلاء ليعيد ترتيب الأولويات وينذر الذي انحاز عن المنهج الرباني السليم الذي من أجله خلقت البشرية، و الذي من أجله سخر الكون.

وبعد مرور الوقت فرضت الضرورة الإقتصادية التعايش مع هذا الوباء، حرصا على اتخاذ كل التدابير الاحترازية اللازمة، وكذا تطبيق القانون في حق المخالفين والمستهترين، لعل الحياة تعود، ولعل عجلة التنمية تنتعش.

عظة ما بعدها عظة لمن أراد أن يتعظ والعاقبة للمتقين، والخزي والعار للمفلسين الذين أكلوا مال هذا، وظلموا هذا، وسفكوا دماء هذا !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق