أغبالة.. أبرز ما ميز سنة 2020 عن السنوات الأخيرة الماضية
يعيش مركز أغبالة إقليم بني ملال خلال السنوات الأخيرة الماضية حالة من الانحطاط والركود التنموي في جميع المجالات والأصعدة، فباستثناء تلاحم الساكنة وتضامنهم اللامشروط فيما بينهم خلال جائحة كورونا، ونشاط العمل الخيري بين الفينة والأخرى بالمنطقة، لا شيء آخر يذكر غير واقعة الحمار التي ميزت سنة 2020 بامتياز، وخلفت زوبعة كبيرة آنذاك بين متفق ومعارض ومتفرج، فيما يخص إعلان بيع هذا الحمار المشهور بالمزاد العلني.
غير ذلك لم تر ساكنة أغبالة خلال السنوات الأخيرة الماضية، سوى الانقسام السياسي، والركود التنموي، والفشل الجمعوي، والانحطاط الأخلاقي، والنهب الغابوي، والشلل التعليمي، والنفاق الاجتماعي، و التلوث البيئي، إلى جانب الصراعات الاجتماعية والشخصية للقائمين على الشأن المحلي، والتي جعلت بدورها الساكنة أسفل السافلين.
وبعد سنوات عجاف من التسيير، لم يتغير في أغبالة سوى علامات التشوير، أو ما سماه البعض ب”العكر فوق الخنونة”، نتيجة ما تعاني منه البلدة من ضعف ورهافة البنية التحتية: طرق متهالكة ومتآكلة وأزقة يطغى عليها الوحل “الحمري”، رغم تشييد قنوات الصرف الصحي منذ سنوات طويلة، فضلا عن غياب ملاعب القرب ومسابح تشفي غليل أطفال وشباب أغبالة، ناهيك عن غياب المساحات الخضراء و المشاريع الموجهة للشباب العاطلين عن العمل.
ربما حصد المواطن الأغبالي ما زرعه من فتن ونفاق سياسي، أدى إلى تربع الرئيس الحالي على كرسي تسيير المجلس الجماعي لولايتين ونصف، وولاية كنائب برلماني، أي ما يقارب 14 سنة من التسيير…، ربما هي مدة كفيلة وكافية لتصحيح ما يمكن تصحيحه، واستقطاب كل المشاريع الممكنة و جعل أغبالة مدينة رائدة في كل المجالات والأصعدة، لكن على عكس ذلك لم يتم تنزيل سوى نسبة ضئيلة من المشاريع “معدودة على رؤوس الأصابع” على أرض الواقع، وبالتالي تحصل الوعود الكاذبة على حصة الأسد.
وهذا ما يؤكد بالملموس، أن السيل قد بلغ الزبى وأن الوضع بات يتطلب وقفة تأملية جماعية، لوضع خطة مستقبلية قادرة على تصحيح مسار أغبالة وشأنها المحلي في قادم الأيام، وذلك بعد تشخيص نوع المرض الذي ينخر جسدها، وبعد الوقوف على نوع الاختلالات التي تعرفها، للنهوض من جديد بعجلة التنمية بجماعة أغبالة.
بين كل هذا الكم الهائل من المعاناة والإكراهات، استهلت ساكنة أغبالة سنتها الجديدة بخبر سار، خبر يتعلق بإصدار أول كتاب للأستاذ يوسف شمال، تحت عنوان “جني السراب”، الذي سيغني لا محالة الساحة الفنية، الأدبية، الإبداعية بالمنطقة، وطبعا هي ليست بالتجربة الأولى بدوار تيسودال، بل سبق لمواطنه الطالب الباحث ناصر إيجو أن تذوق طعم هذا الإنجاز العظيم، بإصدار كتاب روائي تحت عنوان “الخائنة” قبل ثلاثة سنوات من الآن، ليستمر بذلك تألق أبناء هذه القرية الجميلة في ميدان الأدب والإبداع الفني.