اشكالية الصباح

خدعة الليل أن الآتي أفضل
حتى أن الفراش الوثير أقسم على ذلك
في الليل
أشجار الحي تبعث ببرقيات تهنئة
للنازحين من معارك الليل بلا خسائر
أما أنا
أتابع عصفور أطلقت سراحه
منذ خمسين عاما و إلى الآن
لم يعد

المساء و السماء و قباب النساء اللامعة
العودة للكأس الفارغ
و الشراشرف الوردية المترامية الأطراف في الفراغ
أمكث جاهداً ألملم المسودات
من بين الرفوف
أغير موضعي بين الكراسي
و على الأرضية الباردة
أرقص على اطراف اصابعي ..
أرقص على حافة الجنون
و من الجنون إلى يقيني في الظنون ؛ أغفو قليلا

في النزع الأخير من الليل
لا يُطرَق الباب و لا انتظر احد
حتى خيط الفجر الأول مربوط بالنجمة الخاسئة
هربت و فرت من عينها و لن تعود
و كذلك انا
لن أعود كما كنت ارسم على يدي شقراء ..
و لا أحلم بحصانٍ يأخذني إليها
لن امكث خائفا على زوارقي الورقية
من المطر القادم
نافذتي و شرفتي
لم أفتحهما ابداً
و سقف غرفتي تحت وسادتي ينام

اليوم كالأمس لا يختلفان ابداً عن الغد .
في الغد سوف ازرع ما حلمت به اليوم.
و سوف اجنيه بالأمس
سوف أحرقه بالأمس
دراما الوقت و الحلم الناعس
في اليدين
عَشرةُ خيباتٍ لنفس المحاولة
الوحيدة البائسة
لإغماض العينين دون أن أبكي
دون ان اغرق
دون ان تلدغني عقارب الساعة .
دون أن استيقظ كل يومٍ على مذياع العاصمة
يباغتني صوت الإذاعة المحلية بالدغدغة الروتينية
( صباح الخير .. سادتي .. سيادتي .. آنساتي ).

استيقظ
اضع خلف رأسي وسادتي مرةً اخرى
لأظن أن الشمس لم تخدعني
و أنها لم ترسل وجهها
و لو لصباحٍ واحدٍ فقط
لارسمها قُبلاتٍ طائرةً
أرسمها عصفور يرتل ترنيمة عشق
فوق فمي الجائع
فوق فمي يرتعُ
شكي في اليقين
أن الصباح سيخلع ثوب جدي
و يرتدي ثيابي..

بواسطة
أحمد الأكشر - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق