اعتذار إلى الشيطان

السيد إبليس

تحية المجد والخلود

أصالة عن نفسي الأمارة بالسوء، ونيابة عن كل من ظلموك ويظلمونك وسيظلمونك، أعتذر لكم عن كوني أسأت الظن بكم وألصقت بكم كل جرائمي وأخطائي وخطاياي وهفواتي، سأصدقك القول اليوم وأنا أخبرك أنك قدمت لي خدمة ازلية، فلولاك كيف لي أن أتصرف المبجل إبليس؟

لقد قضيت عمري في الكذب والنفاق والتلفيق والظلم والزور، أكلت اموال الناس، اختلست ونميت خزائني، قمت بما لم يسبق له أن خطر لك على بال، وكلما استيقظ ضميري تناولت المسكن المتاح الاستعاذة منك فيعود إلى سباته، فأنت الذي تغويني، أستعيد بك أمام الناس لإخلاء مسؤوليتي فأنت الذي توحي لي بالقيام بكل ما أقوم به مما يخالف العقل والأخلاق والقيم والذوق العام، فلطالما، أيها اللعين، أوحيت لي بإتيان كبائر الذنوب، وتتعقبني آناء الليل والنهار، وتوحي لي بمراودة زوجة جار عن نفسها، أو وضع ميزانية في جيبي، او سرقة حذاء رفيع من المسجد عقب الصلاة أو حتى الطمع في نكح ناقة. وأذكرك وانا بواقعة محاولتي اغتصاب ناقة، نهضت الناقة فوقعتُ على الأرض متبرئا منك ومستعيذا منك، فما كان منك إلا ان ظهرت لي متبرما متأففا متبرئا مني ومن غوايتي مقرا بكونك رغم إبليسيتك لم يسبق لك أن فكرت او سعيت إلى مضاجعة ناقة.

في ذلك اليوم وبعد قرون من مواصلة ظلمك وإلصاق كل أخطائي بك واتخاذك مشجبا لتبرير فظائعي وتصويرك في صورتك البشعة التي رسمها لك مخيالنا الجمعي ككائن نقزز بأسنان بارزة وقرون حادة وحسد مكسو بالشعر الأشعث، سأكتشف فيك وأنت تتراءى لي المخلوق البهي الطلعة الرقيق الصادق، فقررت التوقف عن ظلمك والاعتذار لك.

لقد ظلمناك طيلة القرون الماضية، فاقبل اعتذاري باسم كل من أقروا ويقرون بكونهم يتحملون كامل المسؤولية في أفعالهم وأنك بريء منا ومن أفعالنا التي لا أظنك تستطيع التفكير بها فما بالك بالإيحاء بها لنا نحن بني الإنسان في هذه الرقعة من الكون.

 

بواسطة
الطيب أمكرود - صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق