افتراضيا.. الطريقة القادرية البودشيشية تحتفل بعيد الأضحى
في كل سنة وبمناسبة عيد الأضحى المبارك اعتادت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، الاحتفال بعيد الاضحى المبارك بالزاوية الأم بمذاغ -إقليم بركان (الجهة الشرقية للمملكة المغربية)، وذلك بحضور مجموعة من العلماء والمادحين.
وهذا العام وبفعل الأزمة الصحية المتمثلة في جائحة كورنا تم تنظيم هذا الاحتفال افتراضيا الأربعاء 10 ذي الحجة 1442ه، الموافق لـ21 يوليوز2021م، وبثه عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى.
افتتح هذا الحفل العلمي والروحي ببث آيات من القرآن الكريم وحصة من الذكر مباشرة من الزاوية الأم بمذاغ، وتميز هذا السمر العلمي والروحي بالكلمة التي القاها الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم .
بين من خلالها أن هذا العيد ارتَبَط عند المسلمين بفريضة الحج، الركن الخامس في الإسلام، الذي يجتمع فيه المسلمون من شتى أقطار المعمور على صعيد واحد وألسنتهم تلهج بالذِّكر والتَّكبير، مذكرا بقوله تعإلى ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]
وأضاف أن هذا العيد يحمل معاني الفداء والتضحية والوفاء والأدب الرفيع، وأن هذه المعاني نستشفها من قصة سيدنا إبراهيم خليل الرحمن مع قرة عينه وفلذة كبده سيدنا إسماعيل عليهما السلام، الذي رزق به بعد أن بلغ من الكبر عتيا، ثم رأى في منامه أنه يذبحه بعد أن بلغ معه السعي.
وزاد أن هذه القصة تشكل رمزا للحب والأدب الرفيع المُتَبادَلين، والتضحِيَة والفداء والتفويض والتسليم لأمرالله عز وجل والرضا بقضائه في موقف صعب يسبر أغوار النفوس ويظهر حقيقة المعادن، فكان الجزاء من الله عز وجل، مستشهدا بقوله تعإلى : (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)(105) موردا تفسير الطبري بهذا الخصوص “إنا كما جَزَيْناك بطاعتنا يا إبراهيم، كذلك نجزى الذين أحسنوا، وأطاعوا أمرنا، وعملوا في رضانا”، وأكد القادري أن هذا المَنْح وهذا الجزاء لا يقتَصِران على آل إبراهيم فقط؛ وإنَّما لكلِّ المحسنين والمُخلِصين لله عز وجل إلى يوم الجزاء والدين.
ونوه إلى أن عيد الأضحى المبارك نفحة ربانية ومناسبة عظيمة لتوطيد أواصر المحبة والتآزر، والبر والصفاء، وشكر الله على جميل عطاياه، وتدارك الهفوات والزلات، وإصلاح ما فسد، وتأليف القلوب والتخلق بخلق الرحمة والتسامح، والاجتماع على الخير وتقديم يد العون للمحتاجين.
واختتمها بالدعاء الصالح بأن يرفع الله تعالى هذا الوباء عن بلدنا الحبيب والبشرية جمعاء، وأن يوفق ويحفظ جلالة الملك أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله، وأن يعيد أمثال هذا العيد السعيد عليه بموفور الصحة والعافية، وتحقيق ما يصبو إليه من تقدم ورقي لشعبه وأمته.