الأزمة المغربية الجزائرية ما بعد اليد الممدودة بالخير
إن المتتبع لهذه الأزمة عبر مراحل تاريخية امتدت لسنوات طوال يدرك ما لا يدع للمجال شك أنها تؤول بالشر على الشعبين وتحرمه من مصالح جمة يمكن أن تزيل العديد من المشاكل الداخلية اقتصاديا اجتماعيا وسياسيا.
بالنسبة للمغرب أظن بأن بداية حقبة الملك محمد السادس عبر فيها عن حسن نية باليد الممدودة بالخير لتجاوز هذه الأزمة بفتح صفحة جديدة دون شرط أو قيد أي بمصالح متبادلة.
بالنسبة للجانب الجزائري وعبر حقب شكلها رؤساء بفكر مختلف ولكن بسياسة موحدة أساسها التركيز على سياسة المغرب أكثر من السياسة الداخلية، يبين بالملموس أن الرؤساء مجرد أسماء تتناوب على العرش فهناك من يتحكم في دواليب الحكم.
كل هذا يجعل كل طرف يبحث عن حلفاء يقوي بهم جسمه الداخلي والخارجي غير أن المغرب الآن صارت له المكانة الكبرى وسط الكبار مما جعل الطرف الجزائري في حيرة من أمره يناور بالاتهامات الباطلة.
مع العلم أن البنية الجزائرية ظهرت هشاشتها بمجرد طرح فكرة القبائل من طرف الديبلوماسي هلال والذي كان مجرد تحذير أولي أما إن أراد المغرب كشف نقط الضعف فهناك ملفات حساسة جدا بإمكانها خلق فتنة لا حدود لها داخل الجزائر، وليس صعبا على من حذر فرنسا وإسبانيا وأمريكا وبريطانيا… من مجازر إرهابية كادت أن تشتتهم بأن يكشف بالوثائق الملايير المنهوبة من الشعب الجزائري، والمراسلات الخفية للتطبيع مع إسرائيل التي تم رفضها، صفقة حرق الشعب القبايلي…، ليس ببرنامج التجسس المتهمون به ولكن بسبب الثغرات التي تركها زعماؤهم أثناء احتسائهم لكؤوس الخمر.
حذار ثم حذار للأشقاء الجزائريين من ما بعد اليد الممدودة بالخير، فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، فأصل العلاقة “خاوة خاوة، ولكن حذار من التمادي في العداوة”.