الإدمان على مواقع التواصل الإجتماعي .. هل هو هروب من العالم الواقعي الى العالم الإفتراضي؟ أم هناك أسباب أخرى
أصبحت شبكات التواصل الإجتماعي هي الهاجس المسيطر على الكثير بصورة مبالغ فيها، لأن اكثر من مليار شخص حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي والجزء الأكبر منهم أصبح مدمنآ عليها، وخاصة الفيسبوك الذي يعتبر أضخم شبكة اجتماعية في العالم ويبدو أن عبارة (الاقلاع عن الفيسبوك أصعب من الإقلاع عن التدخين) قد اصبحت حقيقة علمية الى حد بعيد..
وأكدت الدراسات بوجود العديد من الأشخاص حول العالم يعانون من الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي مما يلحق بهم أضرار سلبية كثيرة منها حب الوحدة والانعزال عن العائلة اضافة الى الشعور بالتوتر والخمول الجسدي والاكتئاب وغيرها..
لكن لايمكن انكار حقيقة أن البعض الآخر منهم يقوم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز وبناء العلاقات الاجتماعية المفيدة وتلعب دور مهم في الاطلاع على تاريخ الحضارات القديمة وزيادة الثقافة ..
بالاضافة الى الدور الذي تلعبة في التطوير المهني والاكاديمي للفرد كما تتيح الكثير من المجموعات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة أمام الكثير من الباحثين عن العمل للبحث ضمن مجال تخصصهم عن فرص عمل متوفرة .
وبالتالي يبقى السؤال الأهم، ماهو التاثير الأكبر لمواقع التواصل الاجتماعي على حياة الفرد؟
خاصة بأن المراهقين هم الأكثر عرضة على الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي ويجب ارشادهم وتوجيههم على كيفية استبدال تصفح الأنترنت بالتمرينات الرياضية وغيرها من الهوايات والانشطة المتنوعة والاعتدال في أستخدام الانترنت ..
كما وضح الكثير من العلماء المتخصصون بعلم النفس أن عقول الشباب والاطفال بدأت تفشل في تحقيق التطور العصبي اللازم بسبب الادمان على عالم الانترنت في سن مبكرة وأن الاطفال يتعرضون لمخاطر متزايدة مثل الاصابة بالبرود العاطفي وقلة الاهتمام وسوء ضبط النفس بسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن علاجها بضرورة توجيه الأسره للأبناء نحو الاستخدام الامثل لها وغرس الوازع الديني في نفوس أبناهم واعطائهم مساحة أكبر من الحرية لإثبات الذات.
وبالتالي احتلت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة كبيرة من اهتمامات الافراد اليومية بل أصبحت الرفيق الأكبر حتى عند التواجد داخل البيت وهذا من شأنه أن يؤدي الى وجه من أوجه التفكك الاسري ..ولايعني الحديث عن ظاهرة الادمان على استخدام الانترنت للتوقف عن استخدامه أو تجاهل وجود بل يعني العمل على ممارسة الاستخدام المعتدل والأمثل ووضع الضوابط والحدود لاستخدامه مع ضرورة وجود الرقابة الأسرية ومتابعة وتوجيه الابناء عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي .