الاهتمام يخلق حبا غير موجود
الاهتمام يولد حبا غير موجود وغيابه يقتل أكبر حب،فهو يوطد العلاقات بين الناس ويمد جسور الاقتراب بينهم،حيث يقال إن راحة اللسان في قلة الكلام وراحة القلب في كثرة الاهتمام، فلا حب يدوم ولا صداقة تبقى ولا علاقة تستمر دون اهتمام،فهو أرقى الطرق وأصدقها لتعبر للآخرين عن مكانتهم في قلبك.
الاهتمام أهم من الحب لأنه لا فائدة من حب دون اهتمام،”اهتم بي قبل أن تحبني” شعار لا بد أن يؤمن به الطرف الآخر الذي تجمعك به علاقة وإلا فمهما بلغت درجة حبه لك فإن ذلك يظل حبرا على ورق ويصبح مسألة وقت ليس إلا،فسواء طال الزمن أو قصر ستوضع نقطة نهاية لتلك العلاقة التي غاب عنها الاهتمام،ففي ظل غيابه لا فرق بين بقاء الشخص أو رحيله، لأن وجوده لم يعد يمثل شيء بالنسبة لك وخروجه من حياتك أصبح مطلبا ضروريا،خاصة أن الإهمال يهدم قصورا من المحبة وهو رسالة غير مباشرة عنوانها “ابتعد”،فإذا أردت أن تنهي علاقتك بشخص أهمله وانتظر انسحابه،بينما إذا أردت أن تكسب قلبه وتسهتوي روحه اهتم به وترقب تعلقه بك وحبه لك.
العلاقات مثل النبتة كلما سقيتها كلما نمت وكبرت، لكن لا يمكن إنكار أن هناك نوعا من الناس لا يشم رائحة الورود، لأنه لم يعتدها أو ربما لأنه فاقد لحاسة شم الأشياء الجميلة، فبعض الناس ستغرقهم بالاهتمام وبالمقابل سيغرقونك بالوجع وسيلعبون معك لعبة الإهمال التي يتقنونها ، ستكتشف وقتئذ أن من كانوا يستحقون اهتمامك هجرتهم منذ البداية ومن أمطرتهم اهتماما أهملوك ووضعوك في خانة الانتظار، ستقرر بعد ذلك التوقف ومراجعة الذات، وستعرف أن معادلة العلاقات الناجحة مع الآخرين هي مشاعر متبادلة تتأرجح بين الأخذ والعطاء، وستتذكر دائما أن روعة الحياة تتمثل في وجودك مع شخص يهتم بك بدون طلب ويسأل عنك دون غاية غير الاطمئنان على سلامتك.