البروفيسور كامل منصور .. فيلسوف التضافر بين الأحياء

 

بطاقة حياة:

1- ولد فى 11-1-1898م بقرية كفر الخير مركز دسوق محافظة كفر الشيخ بمصر .

2- حصل على الشهادة الإبتدائية بطنطا فى 1912م

3- حصل على الشهادة الثانوية بالإسكندرية فى 1917م.

4- حصل على دبلوم مدرسة الزراعة العليا وكان أول دفعته طوال سنوات الدراسة وذلك فى1921م .

5- سافر فى بعثة دراسية لجامعة لندن والتحق بالكلية الأمبراطورية للعلوم قسم علم الحيوان والحشرات وحصل على البكالوريوس ثم الدبلوم فى علم الحيوان فى 1925م.

6-حصل على درجة دكتوراة الفلسفة فى علم الحيوان والحشرات جامعة لندن فى1927م.

7-عين مدرسًا بكلية العلوم “بالجامعة المصرية” فى1927م.

8- أول مصرى يحصل على درجة دكتوراة العلوم(DS.c) من جامعة لندن فى1937م فى مجال العلوم البيولوجية.

9- حصل على درجة الأستاذية فى علم الحيوان فى 1940م.

10- مؤسس كلية العلوم جامعة عين شمس وأول عميد لها فى(1950-1954م) ورئيسا قسم علوم الحيوان من1950-1958م.

11- أشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه لطلاب الدراسات العليا بالجامعات المصرية

12- توفى فى 21-11-1986م ودفن فى مسقط رأسه كفر الخير.

هو الدكتور كامل منصور نيروز .. العالم الكبير , خبير تطوير التعليم الجامعى , من رواد الثقافة العلمية , رائد تعريب العلوم , العاشق لوطنه , الإنسانى النزعة ومن رواد المواطنة فى مصر

 

فهو العالم الكبير :

خريج كبرى الجامعات العالمية “جامعة لندن ” والحاصل منها على الدكتوراه مرتين: الأولى فى 1927م والثانية فى 1937م .

والدكتوراه الثانية ” DS.c ” هو أول من حصل عليها فى مصر والمنطقة العربية .

وأول مصرى يدرس مادة علم الحيوان فى الجامعة المصرية ” 1927م ” بعد أن كان تدريس هذا العلم حصريا على الأساتذة الأجانب فقط .

وأول من رسم خريطة شاملة لدراسة علم الحيوان على الحيوانات فى البيئة المصرية 1)

وصاحب البحوث العلمية الرائدة فى التكوين الجينى فى الحشرات والعلاقة بين الحشرات والكائنات الدقيقة الأخرى التى تسكن بخلاياها .

وله بحث علمى أصيل حول المحار المعروف باسم ترايداكنا .. محار البصر ” والعلاقة بين هذا المحار وما تحويه بعض أنسجته من خلايا دقيقة، معارضًا النتائج التى توصل إليها العالم البريطانى “يونج” وكان بينهما حوار ساخن على صفحات المجلات العلمية والعالمية .. ظهرت بحوث العالم الأمريكى “ترنش”مدعمة رأى الدكتور كامل منصور مما يؤكد أصالته العلمية

يقول العلامة الدكتور محمود حافظ :” كنت واسطة العقد بينهما فى العام الماضى حيث كنت فى أمريكا لحضور أحد المؤتمرات، ولا أصف لكم نشوة النصر التى احتوت الفقيد بسلامة وصحة ما ذهب إليه , وجذوة الحماس التى كانت تتقد فى صدره دفاعًا عن بحثه ونتائجه وقد قارب السبعين من العمر دليلًا ساطعًا على أصالته العلمية وبحثه الصادق عن الحقيقة وقد كتب الفقيد عن ذلك فى العدد الأخير من مجلة الأكاديمية المصرية للعلوم ” 2)

ولتفوقه العلمى تم اختياره ضمن البعثة العلمية بالجامعة المصرية لإرتياد منطقة البحر الأحمر لإختيار موقع لتأسيس محطة للأحياء البحرية بمدينة الغردقة وذلك فى 1929م.

ومثل مصر فى مؤتمرات علمية دولية أهمها :

( المؤتمر الدولى لعلم الحشرات بمدريد بأسبانيا عام 1935م , المؤتمر الدولى لعلم الحيوان بباريس بفرنسا 1948م , المؤتمر الدولى لعلم الحيوان بلشبونه بالبرتغال1935م , المؤتمر الدولى لعلم الحيوان بكوبنهاجن بالدنمارك 1953 ,

المؤتمر الدولى الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية 1948 م بيروت )

وكان عضوا مؤسسا فى كثير من الجمعيات والمجالس العلمية منها :

( الجمعية المصرية لعلم الحيوان, الجمعية المصرية لعلم الحشرات, المجمع العلمى المصرى, اللجنة القومية للعلوم البيولوجية, الجمعية المصرية لعلم الطفيليات, الجمعية المصرية لتاريخ وفلسفة العلوم , اللجنة القومية لتاريخ العلوم , مجلس بحوث العلوم الأساسية بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا, المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى, لجنة جوائز الدولة )

ولذلك قال العلامة محمود حافظ فى حفل تأبين الدكتور كامل منصور بحق :

” حين يكتب تاريخ العلوم البيولوجية والحيوانية فى مصر، فسيضم بين دفتيه سجلًا زاخرًا بصفحات ناصعة وضاءة لأعمال الفقيد العظيم وإنجازاته الرائعة وسيكون الفقيد بين معالمه الشاخصة ودعائمه الراسخة، أخلص للعلم الإخلاص كله ينشر نوره ويعلى مناره ويرفع علمه عاليًا خفاقًا ويحمل لواءه شامخًا… تسنم القمة واستوى عليها سنين طويلة واكسبته إنجازاته وريادته مكانة علمية بارزة على الصعيدين القومى والعالمى ” 3)

ثم وجه الخطاب لروحه الكريمة قائلا :

” قدمت لوطنك أجل الأعمال ونشأت أجيالًا من أتباعك وحوارييك , يترسمون خطاك ويسيرون على نهجك ويواصلون رسالتك العلمية … كنت فى محراب العلم إشعاعًا وإشراقًا نتحلق حولك ونستمتع بطلاوة حديثك وعمق فكرك وأصالة علمك ورجاحة عقلك ” 4)

ولمكانته العلمية حصل على جوائز وأوسمة أهمها:

1- جائزة فاروق الأول فى العلوم البيولوجية عام1950م كرائد فى هذا المجال دون أن يتقدم لها.

2- درجة البكوية من الملك فاروق تقديرا لمكانته العلمية فى 1951م

3- جائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام1980م لمكانته العلمية البارزة كرائد للعلماء البيولوجيين فى مصر.

4-وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس السادات كأحد رواد العلم 1981م

 

وهو خبير تطوير التعليم الجامعى :

الذى اختير عضوًا بلجنة إصلاح التعليم الجامعى عام1953م.

وتم إيفاده إلى عدة جامعات أوروبية لدراسة النظم الجامعية بها عام1954م للإستفادة منها فى تطوير الجامعات المصرية .

واختير عضوا بالمجالس القومية المتخصصة شعبة التعليم الجامعى 1977م

الجامعة فى فكر الدكتور كامل منصور هى ملتقى كل المتغيرات الفكرية ” علمية أو اجتماعية أو اقتصادية وهى فوق ذلك البوتقة التى تنصهر فيها كل الشئون الحيوية الفعالة فى كيان أى جماعة بشرية مهما كان لونها أو طابعها ” 5)

ورسالة الجامعة ( التعليم , البحث العلمى , خدمة المجتمع ) .

ودائما ما كان يستشهد بكلمة أستاذه الدكتور مصطفى نظيف أن ” رقى الجامعة هو عنوان رقى الأمة ” لأنه الجهل هو أكبر عدو فى بلدنا 6)

ولأن الجامعة تمثل عنده : ” البحث المستمر الذى لا ينتهى من جانب عقل الإنسان ونفسه” فقد دعا الدكتور كامل منصور للعناية بموضوع الكتاب الجامعى عناية موضوعية 7)

وكان يؤمن بأهمية الاستقلال العلمى للجامعة قائلا :

” الجامعة فى آداء رسالتها ما دامت متمسكة باستقلالها وأصالتها تسعى دائمًا كما أوضح طاغور فيلسوف وشاعر الهند لأن تكون أماكن:

1- يبقى العقل فيها بلا خوف والرأس مرفوعًا عاليًا.

2- تبقى المعرفة فيها حرة.

3- يبقى العالم فيها غير مقسم إلى أجزاء صغيرة تفصل بينها حواجز مصطنعة. 4- وتخرج كلماتها من أعماق الحقيقة 8)

ولرفع المستوى العلمى لطلبة الدراسات العليا بالجامعات المصرية دعا الدكتور كامل منصور منذ 1950م لإضافة مرحلة دراسية لما بعد التخرج الجامعى للطلبة الممتازين أطلق عليها ” المرحلة الرابعة ” بعد المراحل الثلاث ” الإبتدائى والثانوى والجامعة ” تكون مدتها سنة أو سنتان تسبق القيد والتسجيل لدرجة الماجستير يدرس فيها الطالب ” أحدث نظريات العلم فى موضوع تخصصه المستقبلى ويدرس فى أثنائها بعض نواحى العلوم الإنسانية والاجتماعية وتاريخ وفلسفة العلم وإقتصاديات التنمية وتكون له فرصة الإطلاع فى مكتبة حسنة غينة بالدوريات العلمية علاوة على تضلعه باللغة الأجنبية التى سوف يتم بها تقديم رسالته ” 9)

 

وهو أحد الرواد الكبار للثقافة العلمية فى مصر :

الدكتور كامل منصور من الرواد الأوائل المهتمين بنشر الثقافة العلمية بين المصريين ؛ ولذلك شارك بحماس مع أساتذته وزملائه وتلامذته فى تأسيس العديد من المجامع والأكاديميات والإتحادات لنشر الثقافة العلمية فى مصر فهو :

عضو مؤسس بالمجمع المصرى للثقافة العلمية فى1929م مع الأعلام “على إبراهيم، مصطفى على مشرفة، أحمد زكى، خليل عبد الخالق … وغيرهم”.

وعضو مؤسس ورئيسا ” للأكاديمية المصرية للعلوم ” فى1944م، ومحررًا لمجلتها على مدار 40 عامًا .

وعضو مؤسس ” للإتحاد العلمى المصرى ” عام 1956م.

وأختير أمينًا لصندوق ” الإتحاد العلمى العربى ” بالجامعة العربية

وللدكتور كامل منصور محاضرات رائدة لنشر الثقافة العلمية بين المصريين

منها :

1- ” الدراسات الحيوانية فى القرن العشرين” فى 1948م فى “الجمعية المصرية لعلم الحيوان طالب فيها بإنشاء متحف للتاريخ الطبيعى فى مصر كضرورة علمية وثقافية وحضارية ملحة وكمشروع قومى هام.

2- ” عناصر الحركة العلمية فى مصر ” فى 1949 م.

3- ” مفهوم العلم ” فى 1977م.

4- ” تيارات الفكر البيولوجى فى القرن العشرين ” فى 1978م ألقاها باللغة الإنجليزية بالمجمع العلمى المصرى وقام بتعريبها بعد ذلك .

يقول العلامة الدكتور محمود حافظ : “وقد اتسمت هذه الدراسة بالنظرة الشمولية والأفق الواسع والإطلالة المستنيرة على الإتجاهات الفكرية والفلسفية التى سادت هذا القرن فى مجال العلوم البيولوجية وكذلك نشأة التفكير البيولوجى وتشعبه والنظريات التى تسلمها القرن العشرون مما سبق من القرون والموقف الراهن من هذه النظريات.. وفى رأيي أن هذه الدراسة هى أروع ما كتب الفقيد عن الفكر البيولوجى منذ فلاسفة الإغريق ونظريات التطور عن لامارك وكوفين وداروين فى القضية منذ القرن التاسع عشر وفى دراسته التحليلية عن التيارات الفكرية البيولوجية التى تلاحمت مع بعضها منذ فجر القرن الحالى, خرج برأى أو فلسفة يدعوها فلسفة

” التضافر والتعاون بين الأحياء ” يناهض بها الدارونية التى تقوم على فلسفة العنف والتناحر للبقاء” 10)

 

داعية تعريب العلوم:

كان الدكتور كامل منصور يتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة ويجيد الكتابة بها فى كبرى الدوريات العالمية , ولكنه كان مهتمًا بلغتنا العربية وبقضية تعريب المصطلحات العلمية وذلك منذ ثلاثينيات القرن الماضى وقد أنجز هو ورفقاء دربه ” د.محمد ولى, د.حامد جوهر, د.مصطفى نظيف، د.عبد الحليم منتصر، د.يوسن ثابت” تعريبا لآلاف المصطلحات العلمية .

ودعا لجعل اللغة العربية لغة تدريس العلوم فى الجامعات المصرية 11) ولكن بدون إهمال إجادة اللغات الأجنبية .

وقام الدكتور كامل منصور بترجمة ومراجعة ترجمة العديد من الكتب العلمية الهامة إلى اللغة العربية مثل سلسلة كل شئ عن وغيرها مثل ( البحر، إنسان ما قبل التاريخ، الوحوش الغريبة فى الماضى، الوراثة ، نظرات فى تطور الكائنات الحية ، لغة الحيوان ، أنواع الحيوان وتطورها ، الإنسان والذاكرة والآلات ، تطور الجنس البشرى وغيرها )

وساهم بشكل بارز فى إخراج الموسوعة العربية الميسرة مع صديقه العلامة المرحوم محمد شفيق غربال.

ومن أهم مساهماته وأبحاثه فى هذا المجال بحث ” نشر الكتب العلمية باللغة العربية ” فى 1961م جاء فيه:

الدعوة للاهتمام بالكتاب العلمى العربى من حيث التنسيق والتبويب والإخراج واحتوائه على كشاف يقوم منه مقام المفتاح بالنسبة لخزينة المال، ويرى أن عدم احتواء الكتب العلمية على كشاف يجعلها ناقصة فى مقوماتها الأساسية.

وشرح شرحًا – عمليًا – كيفية عمل الكشاف منذ بداية الترجمة حتى طبع الكتاب وتغليفه … وأنه فى المرحلة الحالية سنحتاج لكشاف مزدوج ” عربى أبجدى يتضمن المقابلات الإنجليزية ثم قائمة مصطلحات إنجليزية – عربية ” .

وأن مسئولية الحصول على كتب علمية عربية يؤهلها لأن تكون وحدات خالدة فى صرح المعرقة البشرية , هى مسئولية موزعة بين المؤلف والناشر والهيئات الثقافية والتعليمية المختصة 12)

ومن أهم إنجازاته العملية فى هذا المضمار إشرافه ومراجعته للمجلدات العلمية للأكاديمية المصرية للعلوم باللغتين العربية والإنجليزية وذلك منذ تأسيسها فى 27-10-1944م حتى وفاته فى 1986م .

 

العاشق لوطنه:

لقد أتيح للدكتور كامل منصور الفرصة بعد الحصول على درجة الدكتوراه وهو دون الثلاثين … للبقاء فى أوربا وكان سيلقى كل ما يحلم به كشاب من مكانة مرموقة ورفاهية وثراء .. خصوصا أنه تزوج زميلته الهولاندية .

ولكنه العاشق لوطنه الكبير مصر ولمسقط رأسه كفر الخير؛ ولذلك عاد لوطنه مصر وعمل فى الجامعة المصرية ليخدم وطنه ويساهم فى نهضته عقب حصوله على شهادة الدكتوراه 1927 م .

وقام بتخريج أجيال كثيرة من العلماء الذين شغلوا مواقع الأستاذية فى الجامعات المصرية .

إنسانى النزعة :

وحتى نعرف الجانب الإنسانى عند الدكتور كامل منصور ذهبت بتاريخ الجمعة 3-3-2023م بعد صلاة العشاء لزيارة العمدة عادل زكريا نيروز عمدة كفر الخير وحفيد الدكتور كامل منصور؛ وذلك لمعرفة بعض المعلومات الشخصية وكذلك البيئة التى تربى فيها عالمنا الكبير.

وقد قام العمدة عادل بالحفاوة فى الاستقبال كعادة أبناء الأصول فى ريفنا المصرى وعرفت منه الآتى:

1- تزوج الدكتور كامل منصور زميلته أثناء البعثة الأستاذة الدكتورة جانيت – من ريف هولاندا – وكانت أستاذا لعلم فسيولوجيا الحيوان بجامعة عين شمس.. ولم يرزقهما الله سبحانه وتعالى بأولاد , ولذلك اعتبر أولاد أشقائه وكذلك أبناء قريته أولادا له .

2- كان الدكتور كامل منصور وزوجته عاشقين لقرية كفر الخير, وكانا يقضيان بها الأجازات ” نصف العام والأجازة الصيفية الطويلة , الأعياد والمناسبات ” فى فيلاتهما البسيطة والأنيقة بالقرية .. وكانت رفيقة عمره الدكتورة جانيت تحب قضاء فترة الإجازة بالقرية لأنها بمسقط رأسها بريف هولاندا.

3- حكى لى حضرة العمدة أن الدكتورة جانيت ” رفيقة عمر الدكتور كامل منصور ” كانت عضوا مؤسسا لجمعية تحسين الصحة بمصر الجديدة .. ومكثت بمصر ولم تغادرها لهولندا بعد وفاة رفيق عمرها؛ لأنها كانت تعشق مصر وريفها .. ومكثت لما يقرب من 6 سنوات بعد وفاة زوجها فى قرية كفر الخير فى رعاية فائقة من أشقائه وأولادهم ، حتى دفنت بجوار رفيق عمرها فى كفر الخير .

4- لفت نظرى قيام العمدة عادل بالحفاظ على فيلا الدكتور كامل منصور بقرية كفر الخير .. فهى ما زالت على وضعها لم يتم تغير قشة فيها !!

الأساس والأنتريه والكراسى والسجاد والبلاط والمكتب الرائع الأنيق والأباجورة والمكتبة الأنيقة والشبابيك كما هى ؛ مما يجعلك وأنت جالس فى الفيلا تشم عبق التاريخ والأصالة والذوق الرفيع .

وأدعو القنوات المصرية ولا سيما قناة الوثائقية المصرية للذهاب للفيلا البسيطة والتاريخية للدكتور كامل منصور بقرية كفر الخير ؛ لعمل فيلم تسجيلى عن عالمنا الكبير رحمه الله وتاريخه العلمى وذلك فى إطار سلسلة أفلامها الوثائقية الطموحة عن أعلامنا فى جميع المجالات ؛ حتى تعرف الأجيال الجديدة النماذج المصرية المضيئة فى تاريخ مصر الحديث .

5-مكتبة الدكتور كامل منصور تحتوى على معاجم عربية ، وقواميس إنجليزية عربية ، كتب علمية معربة راجع ترجمتها بنفسه وأشرف على إخراجها، مجموعة كبيرة من المجلدات السنوية للأكاديمية المصرية للعلوم التى كان يرأسها ويشرف على نشر ومراجعة بحوثها العلمية المنشورة باللغتين

” العربى، الإنجليزى ” طوال 44 عاما , نسخة من الطبعة الأولى للموسوعة العربية الميسرة التى شارك فى إخراجها .

ويوجد بالمكتبة كتب مهداه من مؤلفيها للدكتور كامل منصور مثل :

كتاب ” المليون سنة الأولى من عمر الإنسان ” إهداء من المترجم د.رمسيس لطفى.

كتاب ” مصر والعرب عبر التاريخ لمحات تاريخية وبيولوجية ” إهداء من المؤلف محمود توفيق حفناوى.

6- حكى لى العمدة عادل زكريا نيروز كيف كان الدكتور كامل منصور يصحو مبكرا ويرتدى الجلباب الفلاحى الذى كان يعتز به طوال حياته ويأخذ عصاه متجولا بين حقول القرية مستمتعًا بالخضرة والنسيم العليل كعادة يومية .

وعندما كان يرى الزراعات جيدة الفلاحة يتصل بالفلاح صاحب الأرض مثنيًا عليه ومشجعا له .. وفى نفس الوقت كان يعنف من لا يهتم بزراعته ويدعوه للإهتمام بزراعته .

 

وهو من رواد المواطنة والوحدة الوطنية:

الدكتور كامل منصور كان من الداعين للوحدة الوطنية بين جميع المصريين وظهر هذا جليا فى تعاملاته وصداقاته وكتاباته .

-فعندما وقعت الأحداث الطائفية بالزاوية الحمراء بالقاهرة فى 17 يونيو 1981م قام الدكتور كامل منصور بإرسال مقال للدكتور أحمد الحوفى .. أكد فيه عمق الترابط بين المصريين خصوصا فى الريف المصرى ومما جاء بهذا المقال الهام :

” إن سكان الريف من مسلمين ومسيحين هم الشعب الحقيقى وهم الحفظة على أصول التعايش والترابط والتواد والتدين الصحيح ”

وحكى أنه شاهد بنفسه نزاعًا فى قريته محل الدياى بين مسلم ومسيحى لكن بعض العقلاء تدخلوا، وفضوا النزاع على أن يدفع المسيحى للمسلم تعويضًا قدروه ، فرفض المسلم أن يتقاضاه، فأجبروه، فقبله ولكنه تبرع به فى الحال لعمران كنيسة القرية ”

وأنه حدث فى قرية صالحجر وهى مكتظة بالمسلمين والمسيحين أن فكر أحد أبنائها الأقباط فى بناء كنيسة، وشرع يبنى فأقبل عليه عمدة القرية وهو مسلم قائلًا:

” إن صالحجر بلدنا جميعًا ولابد أن نشاركك فى بناء الكنيسة ”

” وأن البطريرك السابق قام بجولة زار فيها الكنائس كلها وتجلت فى جولته هذه وثاقة الروابط الإسلامية القبطية , إذ هرعت الجموع لاستقباله وأقيمت الزينات ومدت موائد الطعام ونحرت الذبائح لا فرق فى هذا كله بين مسلم وقبطى ” ١٣)

– وكان الدكتور كامل منصور يشجع ويدعم أى طالب متفوق فى دراسته بقريته كفر الخير والقرية الأم محلة دياى مسلمًا كان أو مسيحيًا , وكان بالقرية طالب أزهرى متفوق كان يشجعه وعندما يذهب للدراسة والإمتحان بالقاهرة يسكنه بفيلته بمصر الجديدة ولا يكلفه أى مصاريف .. تشجيعا للعلم ومساندة لأبناء قريته .

– عندما علم الدكتور كامل منصور أن ” مصلى – زاوية ” قرية كفر الخير أيلة للسقوط ؛ قام بشراء قيراطين من ماله الخاص وتبرع بهما لبناء مسجد كبير فى كفر الخير ؛ حتى يتمكن إخوانه المسلمين من تأدية فروضهم الدينية .

– ومما يؤكد المكانة الكبيرة التى يشغلها الدكتور كامل منصور فى قلوب أهالى القرية , قام رئيس الوحدة المحلية المصرى المسلم بكتابة طلب لإطلاق اسم الدكتور كامل منصور بعد وفاته مباشرة على مدرسة التعليم الأساسى بقرية كفر الخير وتم الموافقة عليه .

– وحكى لى العمدة عادل زكريا أن العلامة المؤرخ محمد شفيق غربال كان من أخلص أصدقاء الدكتور كامل منصور, وكان يزوره كثيرا ببلدته كفر الخير ويمكث معه أياما وكان يتكلم لغة عربية فصحى ولكنها سهلة وممتعة .. وكان من أصدقائه الدكتور عبد الواحد بصيلة أول عميد لطب الأزهر وابن قرية جناج المجاورة .. وألقى كلمة مؤثرة فى حفل تأبينه .

– كان الدكتور كامل منصور فى محاضراته العامة يستشهد بآيات من الإنجيل والقرآن الكريم … مثل استشهاده بالآيات :

” إن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده) إنجيل متى( 37:9).

“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” التوبة 105

وبعد :

هذه سيرة أحد عظماء المصريين فى الزمن الجميل , زمن الأعلام الرواد فى السياسية والإقتصاد والعلم والأدب التاريخ والفن .

زمن سعد زغلول وطلعت حرب ومصطفى مشرفة وطه حسين ومحمد شفيق غربال والعقاد وأم كلثوم وغيرهم .

والدكتور كامل منصور نيروز أحد هؤلاء الأعلام الذى يجب علينا إبراز أعماله الرائدة وتوثيقها للأجيال القادمة ؛ لتكون علامات مضيئة على طريق نهضة مصر

ونختم مقالنا بشهادة الدكتور إبراهيم بدران رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا فى حق الدكتور كامل منصور بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية والتى جاء فيها:

” كل كلمة فى سجل أعمالكم بالأكاديمية , ينبئ عن أصالة فى البحث والمعرفة وسداد فى الرأى والتفانى فى خدمة الوطن، كما أود أن أشيد بالجهد المشكور الذى بذلتموه فى إثراء المكتبة العلمية العربية ببحوثكم القيمة وبمؤلفاتكم العديدة ١٤).

 

 

الهوامش :

1- مدونة الأستاذة إسراء أبو زيد على شبكة الأنترنت بتاريخ 12/5/2017م.

2- كلمة الأستاذ الدكتور محمود حافظ فى حفل تأبين الدكتور كامل منصور فى 11-1-1987م

3- المصدر السابق

4- المصدر السابق

5- بحث ” قضية التعليم الجامعى والبحث العلمى فى الجامعات المصرية “للدكتور كامل منصور فى 14-11- 1979م بكلية العلوم جامعة عين شمس بإشراف اللجنة الثقافية بالكلية وبحضور رئيس الجامعة الدكتور عبد العزيز سليمان ص26

6- المصدر السابق ص 26

7- المصدر السابق ص 21, 35

8- المصدر السابق ص 21

9- المصدر السابق ص36

10- كلمة الأستاذ الدكتور محمود حافظ فى حفل تأبين الدكتور كامل منصور فى 11-1-1987م

11- بحث ” قضية التعليم الجامعى والبحث العلمى فى الجامعات المصرية ” للدكتور كامل منصور ص35

12- نشر بالدورة الحادية والثلاثين للمجمع المصرى للثقافة العلمية عام 1961م.

13- قام الدكتور أحمد الحوفى بنشر رسالة الدكتورة كامل منصور فى مقال ” وحدة الإخاء وإخاء الوحدة ” بدون تاريخ

١٤- خطاب تهنئة الدكتور إبراهيم بدران للدكتور كامل منصور بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية.

بواسطة
محمد حسين الحلفاوى - صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق