التازي: مساهمتي بمصحتي في خدمة الوطن ثمرة لتربية الزاوية البودشيشية

شارك الدكتور حسن التازي الطبيب والجراح المغربي المشهور، في برنامج “ليالي الوصال”، التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال للسماع والمديح والفن العريق، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وتم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي، وعرفت مشاركة مجموعة من العلماء والقراء والمنشدين من المغرب وخارجه.

وأبرز الدكتور التازي في مداخلته الدور التربوي الذي تلعبه الطريقة القادرية البودشيشية، من خلال تربية الناس على ذكر الله تعالى واللجوء إليه في كل الأحوال، و غرس محبة ملك البلاد وخدمة الوطن في نفوسهم، وهو ما دفعه إلى أن يضع مصحته الخاصة تحت تصرف وزارة الصحة المغربية، إسهاما في الواجب الوطني لمجابهة فيروس كورونا.

ووصف الدكتور جمال الدين القادري، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، في مداخلته، فيروس كورونا بأنه “صغير في حجمه و كبير في فعله”، حيث بين ضعف الإنسان، وهو ما يحتم الرجوع الى جادة الحق والصواب من خلال العودة الى الله، مذكرا بقوله تعالى ” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَےْءٖ مِّنَ اَ۬لْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٖ مِّنَ اَ۬لَامْوَٰلِ وَالَانفُسِ وَالثَّمَرَٰتِۖ وَبَشِّرِ اِ۬لصَّٰبِرِينَ، اَ۬لذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَۖ، أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْمُهْتَدُونَۖ”، كما نوه بالتدابير الاحترازية، والصحية والاجتماعية والاقتصادية التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، كما توجه بالشكر الى المرابطين في الصفوف الأولى من أطباء وممرضين وصيادلة ورجال الأمن والتعليم، معتبرا الحجر الصحي منحة ربانية وليس محنة، ومناسبة للإكثار من ذكر الله تعالى، الذي يثمر التحلي بقيم المواطنة الفعالة.

ونبه الدكتور منير القادري، مدير مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف، في كلمته إلى التحول الحاصل على مستوى منظومة القيم بفعل جائحة كورونا، كوفيد-19، من خلال العودة القوية للمعتقد الديني، وحذرمن بعض الإنزلاقات التي عزاها إلى غياب وعي ديني مستنير، كإصرار بعض المسلمين على عدم ترك صلاة الجماعة والجمعة، وأوضح أن تركهما من جوهر الدين لأن حفظ النفس مقدم على حفظ الدين، كما ندد ببعض الأفكار المغلوطة التي اعتبرت هذا الوباء عقابا إلهيا سُلّط على المذنبين، مشيرا إلى أن الابتلاءات تصيب الانبياء والصالحين أيضا، كما حدث زمن وقوع طاعون عمواس الذي مات فيه بعض المسلمين من الجيل القريب من العهد النبوي.

وقد تخللت هذه المداخلات وصلات من الإنشاد والسماع، قدمها أعضاء من الفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح، إضافة إلى منشدين أجانب، كما تميز برنامج “ليالي الوصال” بتقديم شهادات لمريدي الطريقة القادرية من جنسيات مختلفة، تناولوا من خلالها تجاربهم مع الحجر الصحي وكيفية تعاملهم مع الوباء والدور الإيجابي الذي تلعبه التربية الروحية في هذا الصدد.

مراسل صوت المواطن- عبد العزيز اغراز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق