الجديدة.. بناية عمرها أكثر من قرن مهددة بالزحف العمراني
الجديدة مدينة تكبر و تتسع بالموازاة مع تزايد كثافتها السكانية، مما حثم عليها أن تعرف توسعا عمرانيا هامشيا، لهذا أصبحت حاضرة دكالة قبلة للمنعشين العقارين الذين وجدوا بها ضالتهم، يرجع هذا بالأساس إلى تشجيعات الدولة بفضل سياستها الرامية للقضاء على دور الصفيح، وكذلك دعم السكن الإقتصادي الذي يساهم في رواج القطاع البنكي بالدرجة الأولى، لكن هذا الزحف الإسفلتي ساهم و مازال يساهم في القضاء على مجموعة من البنايات التاريخية التي هي سمات للمدينة و جزء لا يتجزأ من ذاكرتها.
فإذا كان الحديث عن المدينة يقودك للحديث عن مآثرها التاريخية كالملاح و المنارة، فإنه لا يمكن إغفال القاعات السينمائية الثلاثة “سينما الريف” ، “سينما باريس” و “سينما مرحبا”، التي تحولت بين عشية و ضحاها إلى أروقة و محالات تجارية و قيساريات، ألم تشكل تراثا للمدينة؟ أم أن تصفيتها تمت بطرق ملتوية؟، فإذا كانت قد شكلت خطرا على المارة وجب ترميمها وتحويلها إلى متاحف أو إبقاء نشاطها و لو أن الأمر صعب للغاية لأن التطور التكنولوجي الحديث أجهز على دور القاعات السينمائية.
وعموما يجب على المجلس البلدي صيانة المآثر التاريخية بين الفينة و الأخرى عوض إهمالها و تركها تعاني من تصدعات في جدرانها و شقوق تزداد يوما تلو الآخر، كما هو الحال بالنسبة للبناية التاريخية الخالدة المتواجد بساحة الحنصالي، و تعتبر أقدم بناية يرجع تاريخ تشييدها إلى سنة 1914م، التي طالها التهميش ولم تتحرك الجهات المسؤولة لترميمها، في الوقت الذي تمت إحاطتها بحواجز من طرف منعش عقاري لبناء محلات تجارية، و يرجح أنه إقتناها أو فوتت له بطرق يجهلها الشارع الجديدي.
هذا، وعبرت فعاليات جمعوية عن إستيائها مما آلت إليه المنشآت التاريخية التي أصبحت مهددة بالزوال، كما أعربت عن رغبتها في التصدي لكل لوبيات العقار التي تتربص بتراث مدينة الجديدة.