الجزائر.. تخبط دبلوماسي واضح المعالم
بدأت مبادرة ملك المغرب بخطاب تناول فيه فتح الحدود مع الجارة الشقيقة الجزائر، وقبل أن تجف اقلام الصحافة الجزائرية التي تناولت هذا الموضوع، أصدر القصر الملكي مبادرة ثانية يطبعها طابع إنساني هذه المرة بتقديم يد المساعدة في إخماد الحرائق التي اندلعت في منطقة تيزي وزو، وذلك عن طريق وضع طائرتين من طراز “كاندير” رهن إشارة الجارة، لكن هذه الأخيرة رفضت كل المبادرات المقدمة ولم تراعي أن مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، كيف لا والنظام يحكمه زمرة من الطغاة العسكريين.
وقد تجاهل النظام الجزائري الايادي الممدودة له في خضم كل الازمات ضاربا بذلك حياة العشرات من الابرياء عرض الحائط،مظهرا للمجتمع الدولي رفضه التام “الصلح” مع المغرب، بالرغم من المبادرات الايجابية المقدمة من طرف هذا الأخير.
ذكر الموقع الاخباري bbc news انه “قد قتل ما لايقل عن 90 شخصا، بينهم 33 جنديا، في حرائق الغابات”، كلهم أبرياء أرادوا مد يد العون لوطنهم.
الكل يعلم أن الشقيقتين يتشاركان على مستوى الثقافة والعراقة والأصالة والعادات والتقاليد، كما ان شعوب البلدين يُكِنَّان الحب والاحترام لبعضهما البعض.
ومن جهة اخرى فعلى المستوى الدبلوماسي لم تكن الجزائر ناجحة ولم تستطع تطوير نفسها وتحسن استعمال المبادئ الاساسية للعلاقات الدولية، عكس المغرب فقد استطاع توظيف هذه المبادئ على احسن وجه تحت قيادة الملك محمد السادس، وأيضا لا ننسى جهود السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الذي جعل من المغرب دولة افريقية قوية، وأكد في اكثر من مناسبة ان مغرب الأمس هو ليس مغرب اليوم، فمن خلال تحركاته وعلاقاته فقد أحْسن التعامل بمبدأ حسن الجوار.
ختاما فالمبادرات المغربية في عمقها لها بعد ديني وذلك لارتباطها بمجموعة من الخصال كالتآزر والتآخي والتعاون، تتعاقب عليه الاجيال، وعملا بمبدأ حسن النية فالمبادرات المقدمة هي رسالة للمجتع الدولي من اجل ان يميز بين الدولة التي تتمتع بمبادئ وقيم انسانية وبين الدولة الخبيثة.