“الجسد الأسود” .. عمل لفنان مغربي يتحدى العنصرية و يكسر الصمت

أبدع الفنان التشكيلي مبارك بوحشيشي بلوحاته في معرض بعنوان “المرآة الصامتة ” برواق “اتولييه 21” بالدار البيضاء ، الذي بدأت فعالياته من 23 مارس الماضي وو سيواصل إلى غاية 26 من أبريل الجاري ، والذي يأتي للإجابة عن السؤال المطروح ( ما معنى أن تكون انسانا أسود بالمغرب ؟) وسط مجتمع يواجه فيه ذوي البشرة السوداء اكراهات عديدة .
اشتغل مبارك بوحشيشي على لوحات تشكيلية بأحجام كبيرة ومتوسطة تتضمن في المجمل بورتريهات لأجساد سوداء لنساء رجال و أطفال . وعمد بوحشيشي على أن يجعل أطراف اجسادهم بخلفيات صفراء على أوراق المطاط .ذلك ما يدعو الى اماطة اللثام عن هذا الموضوع الذي اعتبره مسكوت عنه في المغرب ، بل وهو سؤال بات يراوده منذ تواجده في بلدته “أقا ” بإقليم طاطا جنوب المغرب .
ومن جانبه قال مبارك بوحشيشي في تصريح له “نحن بحاجة الى رسم صورنا، و الابتعاد ما أمكن عن تلك الصورة النمطية الكولونيالية التي قدمت الجسد الأسود بشكل فلكلوري فظيع، لهذا فأنا احاول خلق هذه الصور، و أنطق بلسان مجموعة من الناس اللامرئيين ، الذين يحسون بالغربة ولا معنى لمفاهيم تستعمل بكثرة مثل التسامح، ونحن مازلنا لا نعرف كيف نعيش سويا ، ولا نعترف بمشاكلنا الحقيقية، ولا ننظر الى أنفسنا في المرآة. مازال المغاربة السود يعانون من “الخلفاء” وما والو غير حاضرين في الفضاء و النقاش العام ، لا في السياسة ولا في التلفزيون ، وهذا الأمر غير طبيعي فهو يجردهم من ذواتهم ويجعلهم عرضة للتمييز والعنصرية .
هذا، ويبقى هدف بوحشيشي في العديد من لوحاته هو الترافع عن الجسد الأسود والدفاع عنه، ذلك ما جعله يدخل اللون الأصفر في لوحاته كإنذار او تحذير من شيء ما .