الحلقة الأولى.. النبى موسى فى قصص القرآن الكريم ” مصر التى لا تعرفها”
س: هل قرأت القرآن الكريم وخاصة فيما يتعلق بتاريخ مصر بعقل مجرد ؟!!
أم قرأته بعقل مبرمج ؟!
•الفرق بين العقل المجرد والمبرمج أنك لا تتعجل النتيجة حتى نهاية البحث أو القراءة، ولكن العقل المبرمج يصل إلى نتيجة حتى دون أن يقرأ.
كلنا يعرف أن موسى اضطهده المصريين وحاربوه حتى وقع عليهم اللعنة وأغرقهم الله هم وفرعون أو فرعون وجنوده (( مصريين ))… أليس كذلك ؟
الجواب بالطبع نعم …..
ولكنى سوف ادعوك الى أن تعيد معى قراءة كتاب الله تعالى والبداية مع قول الله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا باللسان قومه ليبين لهم ) إبراهيم 4.
هذه القاعدة القرآنية الكونية التي أجراها الله تعالى على كل رسله. يبعث النبي أو الرسول إلى قومه خاصة منهم وبلسانهم من أجل أن يبين لهم … إلا نبينا صلى الله عليه وآله .. قال تعالى ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) سبأ 28.
والسؤال الأهم هنا : هل أرسل الله تعالى موسى إلى المصريين ولملكهم ؟ أم لأهله هو وقومه …. وهل المصريون من قوم موسى ام فرعون من المصريين؟
القرآن ينهى الجدل بقوله قومه وقوله بني إسرائيل فهل المصريون من بني إسرائيل ومن قوم موسى … الجواب لا.
لكن وللحقيقة والعلمية ورد الفضل إلى أصحابه فإن صاحب هذه الفكرة العزيز المحترم المهندس عاطف عزت وكتابه القديم ” فرعون موسى”.
والذي سوف أشير إليه بشكل صريح أو ضمنا ولكن هذا البحث بتمامه يعتمد على هذا الكتاب المهم والعبقري وإن كل زيادة أو شرح أو توسع أو إعادة صياغة وحتى الأفكار الجديدة التي عنت لى طوال فترة أكثر من عش سنوات كنا نناقش بعض أفكار هذا الكتاب فى جلسات مطوله مع اصدقائى المهندس محمد سعيد عبد اللطيف والشيخ سيد عمرو ( رحمهما الله ) والدكتور محمد صلاح وكثير مما شاركونا هذا الحوار والبحث طوال هذه المدة وكنت فى كل مرة أحاول أن أدون بعض ما نطرحه ولكن لم أقيد ما كنا نقول حتى قيد الله لي ان اكتب هذا البحث …
إذا لمن أرسل موسى
آن الأوان ليعرف الجميع أن فرعون كان من قوم موسى وأن المعركة بينهما بكل ما فيها من تعذيب وقتل وســحر وهروب وخروج ، كانت معركة داخلية بين أفراد من نفس القوم ، ولم يكن لمصر ولا لملكها ولا للمصريين في هذه الأحداث ناقة ولا جمل.
مصر… كلمة عظيمة أثارت غيرة وحقد اليهود فحشروها حشراَ في ثنايا القصة ، للصق كل فرية بمصر وبالمصريين ، ويتم تكفير ماضيها بتهمة الشرك ومحاربة الأنبياء ، ويتم تلخيص كل تاريخها في عبارة :
( فرعون طغى وتكبر وقال أنا ربكم الأعلى)…
فكان مصيره الموت غرقاً ، وهلاك قومه من المصريين المجرمين ، وعملوا على أن لا يقف الأمر على الماضي بل لابد أن ينسحب على الحاضر ويمتد للمستقبل بحيث لا يصبح للمصريين تاريخ يفتخرون به بل يصبح واجباً عليهم إحالة التراب على تراثهم الكافر وسب أجدادهم والانتساب لغيرهم ، والشعور بالعار لمحاربتهم بني إسرائيل الذين أكرموا مصر بالعلم و الإيمان .
خدعة يهودية كبرى وقع فيها العالم وفضحتها آيات القرآن الكريم المعجزة.
ولما كان الحق أبلج ، ظهر مؤرخ يهودي يدعى “يوسيفوس” وضع في القرن الأول المـــيلادي كتاباَ بعنوان ” الرد على ابيون ” حاول فيه الدفاع عن قومــه وعشـيرته من اليهود واثبات أن لهم أصل وتاريخ ، وذلك رداً على المؤرخ الإغريقي ابيون الذي سب اليهود ونسب إلـــيهم كل عيب ونقيصة ، ولم يجد يوسيفوس مرجعاً خيراَ من كتــاب للمؤرخ المصري” مانيتون ” عن الهكسوس كتبه حوالي عام 28. ق.م
يقول مانيتون : ” فى عهد تيماوس أصابنا ، ولست أدرى لماذا؟ نقمة من الإله ، فأندفع نحونا أقوام أسيويون من أصل وضيع جاءوا من المناطق الشرقية ،…هذة الأقوام كلها كانت تدعى هكسوس ومعناها الملوك الرعاة ، والبعض يقول أن هؤلاء الناس كانوا عرباَ…”
• بيد أن يوسيفوس اليهودي استشهد بكتاب مانيتون ليؤكد أن بنى إسرائيل كانوا هم أنفسهم الهكسوس ، ليتباهى باحتلالهم لمصر.
• عالم الآثار مارييت يقول:- إن قبائل الهكسوس كانوا خليطاً من العرب وأهل الشام وأكثرهم من الكنعانيين … وفى التواريخ العربية العمالقة .
• يرى بريستد أن أبناء يعقوب ( إسرائيل ) كانوا على أصح الاحتمالات عرباً تابعين لإمبراطورية الهكسوس مؤيداً بذلك نظرية يوسفوس القائلة بأن بنى إسرائيل قوم من الهكسوس . ولا يبعد عن أن يكون وجود هؤلاء الأعراب بمصر سبباً فى تلقيب تلك الإمبراطورية بدولة الرعاة .
• يؤكد د.اًحمد شلبى فى كتابه مقارنة الأديان :… الهكسوس هم قوم من الأعراب الذين ذكرهم القرآن الكريم بقوله : (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً }97 التوبة
• ويؤكد ذات المعنى ( زينون كاسيدوفسكى) فى قوله :
(ويتوقع أن تكون عشيرة يعقوب قد جاءت مصر مع زحف الهكسوس أو بعد أن أقاموا سيطرتهم فيها . وقد أستقبل يعقوب ومن معه استقبالاً طيباً فى مصر لأنهم كانوا أقرباء المحتلين ،.. ومن جهة أخرى ليس من الصعب أن نتوقع أن الفراعنة الهكسوس لم يثقوا بالمصريين ، وكانوا يثقون بأنسابهم الآسيويين الذين يجمعهم معاً المنشأ واللغة )
الهكسوس : لم يكونوا إذاَ شعباً واحداً بل أحلاف من شعوب وجماعات متنوعة. كانوا قبائل شتى من العماليق (الأعراب) والعبرانيين من بنى يهوذا ، وبنى إسرائيل.