الدكتور الدرويش يبرز الآثار الايجابية للمبادرات الملكية في ندوة بالريصاني
أشاد الدكتور محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة والعلوم ، بمبادرة الملك محمد السادس نصره الله لإنقاذ السنة الفلاحية ودعم الأسر المتضررة، وذلك من خلال إعطاء تعليماته السامية للسيد رئيس الحكومة والسيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات يوم 16 فبراير 2022 بضرورة اتخاذ الحكومة لكافة التدابير الاستعجالية، لمواجهة آثار نقص التساقطات المطرية على القطاع الفلاحي، واعتماد برنامج استثنائي لدعم ومساعدة الفلاحين المتضررين من الاثار السلبية لاضطرابات التساقطات المطرية عبر برنامج بثلاث محاور؛ حماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه، ضمان التأمين الفلاحي، المساهمة في تخفيف العبء المالي على الفلاحين والمهنيين.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور الدرويش مساء أمس الاربعاء 25 ماي الجاري، خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنية التي تنظمها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، بشراكة مع جمعية جهات المغرب بالمركز الثقافي بالريصاني، إقليم الرشيدية، حول موضوع: “الواحة والتحولات المجتمعية: الانسان والمجال والمجتمع”، وذلك بتعاون مع قطاع الثقافة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الاركان، ووكالة التنمية الفلاحية.
وأكد الدكتور الدرويش أن التعليمات الملكية السامية بخصوص إحداث تغيير جذري في الإدارة الترابية للبلاد، قصد ولوج مرحلة تنموية نوعية جديدة، وذلك بالتخفيف الى أقصى حد ممكن من التدبير المركزي واعتماد الجهوية المتقدمة وسياسة اللاتمركز، تعد نقلة مرحلية جديدة تميز العهد الجدي.، مضيفا أن هذا التوجه، أثبت أن بلادنا تسير فعلا في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى انخراط الجهات المعنية، بالمسؤولية اللازمة، وعلى رأسها وزارة الداخلية.
وتطرق الأستاذ المحاضر في مداخلته إلى السياق الدولي الذي يتسم بتشكل اقطاب دولية بمنطق يغاير سنوات الحرب الباردة ويقوم على اسس الاقتصاد واقتصاد المعرفة، لافتا الى ما يعيشه العالم جراء الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا، التي قيدت الحياة البشرية بطرق غير مسبوقة فانهارت مؤسسات وتقوت اخرى وبدأت تظهر في الوجود معالم تكثلات دولية جديدة، ونبه الى أن المغرب يعيش نتائج ذلك وبأشكال اكثر تأثيرا في المستويات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وتناول الأكاديمي الدرويش التقلبات التي يعرفها الموسم الفلاحي فب المغرب بسبب النقص في التساقطات المطرية خلال الشهور الماضية، موضحا أنه سجل عجزا بلغ 66٪ تقريبا بالمقارنة مع موسم عادي.
ودعا الدرويش الحكومة الى توفير الظروف المطلوبة من اجل الاعلان عن الواحة تراث وطني، وطالب من الجامعات المتواجدة في جهات الواحات إحداث تخصصات تهم الواحات وكل قضاياها، كما نادى بحماية الموروث الثقافي المغربي ومواجهة كل محاولة للاستيلاء عليه من داخل المغرب أو خارجه، وتثمين الإحداث الرسمي لعلامة تراث المغرب بهدف حماية تراثنا بكل أنواعه.
وأوضح المتحدث أن الواحات بالمغرب تمتد على 226583 كلم مربع من فكيك الى اسا الزاك وتهم اربع جهات كلميم واد نون وسوس ماسة والشرق ودرعة تافيلالت، مبينا أن هذه المناطق تمتاز بمؤهلاتها الطبيعية والاكيولوجية وسجلها التاريخي الذي امتاز دوما بإمكانات جغرافية وتراثية جعلتها مناطق عبور واستقرار وتلاقح الافكار والعادات والتقاليد خلال عقود من الزمن مما جعل منها محور اهتمام الفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين السياحيين والسياسيين.
وأشار الى ما عرفته هذه المناطق من انعكاسات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتراجع احتياطي الماء و قلة فرص الشغل وهجرة السكان خصوصا الشباب منهم بحثا عن اسباب العيش الكريم، موضحا خطة العمل الاستراتيجية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من أجل حماية الواحات من خطر الحرائق، وذلك عبر الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
ونبه الدكتور الدرويش إلى أن منطقة الريصاني التي تحتضن أطوار هذه التظاهرة العلمية تحمل رمزية خاصة لدى الشعب المغربي تاريخا وحاضرا ومستقبلا انها منطقة مولاي علي الشريف احد اجداد جلالة الملك محمد السادس ومؤسس الاسرة العلوية.