الدكتور منير القادري.. نرفض التشهير بالمغرب وسمعته
اعتبر الدكتور منير القادري أن حب الوطن والغيرة عليه من مقتضيات المسؤولية الوطنية، داعيا الى التربية على مبادئ الوطنية خاصة بالنسبة للأجيال الصاعدة كضمانة للشعور بالمسؤولية وتحمل أعبائها، مشددا على ضرورة الحفاظ على الثوابت وتحصينها، مؤكدا في ذات السياق أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله يشكل مرجعية ومصدر إلهام لأبناء وبنات هذا الوطن، معلنا رفضه الشديد لحملات التشهير بالمغرب أو المساس بسمعته.
جاء ذلك ضمن مداخلة القادري السبت 25 من الشهر الجاري، في الليلة الرقمية الثالثة والستين، ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال.
أشار في بدايتها الى أن القرآن الكريم والسنة النبوية يحفلان بالكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على تحمل المسؤولية، وتظهر الاهتمام الكبير برعاية الأوطان وبنائها على أسس قوية تسهم في حماية المجتمع وأمنه خاصة عند وقوع الأزمات.
وبين أن الوطنية أو حب الوطن ليس بَدْعاً من القول، أو مستحدثا من مستحدثات الزمان الحالي، بل هي جزء من الجذور الاجتماعية التي قامت عليها جميع المجتمعات.
وأوضح أن المسؤولية الوطنية هي كل ما يقوم به الفرد من أعمال تجاه وطنه، وأنها تتلخص في عدة مسائل، ذكر منها : محبة الوطن والمشاركة الفعلية في بنائه وتطويره للأفضل، وكذا المحافظة على المال العام والمكاسب المادية والثقافية، والدفاع عنه ومواجهة أعدائه.
وأضاف أن المواطنة تعني كذلك إدراك حجم المسؤولية تجاه الوطن الذي نشعر بالانتماء إليه اسماً ومكاناً وعاطفة، وزاد أنها تقتضي توريث هذا الشعور للأبناء في المنزل وفي المدرسة والشارع، وتابع أن الشعور بالمسؤولية تجاه الهوية التي نحملها يجب أن يتحقق على أرض الواقع كقيمة أخلاقية وإنسانية.
وشدد رئيس مؤسسة الملتقى على أن الوطنية تعني الحفاظ على الثوابت، وتحصينها، والعمل على تحديد المتغيرات والتعامل معها في ضوء تلك الثوابت، بما يخدم حاضر أمتنا ومستقبلها، مع الحرص الشديد على أمنها الفكري و الثقافي والإجتماعي والاقتصادي.
وفي ذات السياق أكد على ضرورة تكوين جيل معتز بوطنه وولي أمره، وأن تنمى فيه مشاعر الحب والتضحية، والدفاع عن الوطن في وجه كل تشهير وحملات مغرضة تروم تشويه سمعته.
ولفت مدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم الى أهمية تأهيل المجتمع روحياً من خلال تكوين أفراده على القيم الأخلاقية العليا والتحقق بها، من خلال التوجه إلى جوهر الإنسان ليزيل عنه العوائق المثبطة، فيصبح قادراً على جلب النفع والإصلاح المبتغي.
وأشار الى أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله أعطى القدوة والمثل الأعلى في رعاية مصالح البلاد و العباد والريادة في القيام بواجبات المسؤولية الوطنية، وأنه يشكل مرجعية ومصدر إلهام لأبناء و بنات هذا الوطن، موردا في هذا الصدد مقتطف من الخطاب الذي ألقاه جلالته، بمناسبة الذكرى 20 لعيد العرش المجيد بتاريخ 29 يوليوز 2019 : “لقد مرت عشرون سنة، منذ أن حملني الله أمانة قيادتك. وهي أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة.
وقد عاهدتك، وعاهدت الله تعالى، على أن أعمل صادقا على أدائها.
ويشهد الله أنني لم ولن أدخر أي جهد، في سبيل الدفاع عن مصالحك العليا، وقضاياك العادلة.
كما يشهد الله أنني جعلت من خدمتك شغلي الشاغل، حتى ينعم جميع المغاربة، أينما كانوا، وعلى قدم المساواة، بالعيش الحر الكريم.
وإننا نحمده سبحانه، على ما من علينا به ، من نعمة الوحدة والتلاحم، والبيعة المتبادلة بين العرش والشعب، وروابط المحبة والوفاء بيني وبينك، والتي لا تزيدها السنوات إلا قوة ورسوخا.
كما نحمده على الإجماع الوطني، الذي يوحد المغاربة، حول ثوابت الأمة ومقدساتها، والخيارات الكبرى للبلاد:
– وأولها : الملكية الوطنية والمواطنة، التي تعتمد القرب من المواطن، وتتبنى انشغالاته وتطلعاته، وتعمل على التجاوب معها؛
– وثانيها : الخيار الديمقراطي والتنموي، الذي نقوده بعزم وثبات.
– وثالثها : الإصلاحات العميقة، التي أقدمنا عليها، والمصالحات التي حققناها، والمشاريع الكبرى التي أنجزناها؛
وبفضل كل ذلك، تمكنا والحمد لله، من مواصلة مسيرة بناء المغرب الحديث، ومن تجاوز الصعوبات، التي اعترضت مسارنا.
كما نشكره تعالى، على ما خصنا به من توفيق وسداد ، في مبادراتنا ومساعينا، في سبيل خدمة شعبنا ووطننا “.
وأعلن القادري رفضه القاطع لكل محاولة للتشهير بالمغرب وسمعته كبلد للحضارة والقيم، منوها الى “..أن المغرب استطاع بفضل القيادة الرشيدة لجلالته، أن يبرهن للجميع على أنه بلد القيم والأصالة الضاربة في عمق التاريخ، بلد يحترم جيرانه، يحب الخير للجميع كما يحبه لنفسه، بلد يؤمن بمبدأ رابح رابح، لكنه في نفس الوقت يؤمن كذلك بمبدأ المعاملة بالمثل، بلد لا يفاوض في قضاياه المصيرية و لا يتهاون في الدفاع عن قضاياه الوطنية العادلة”.