الزعيم مكرم عبيد .. والمواطنة المصرية ( 1-4 )

بطاقة حياة :
– ولد في 25 أكتوبر سنة 1889 م بمدينة قنا بصعيد مصر .
– فى 1900م أتم تعليمه الابتدائي في مدرسة أميرية بقنا ثم التحق لمدة قصيرة بمدرسة التوفيقية الثانوية بالقاهرة حتى الحقه والده بالمدرسة الأمريكية بأسيوط .

– فى 1905م التحق بجامعة أكسفورد بلندن ليتم دراسة القانون وكان يبلغ عمره 16 عامًا كأصغر طلابها آنذاك .
– فى 1908م حصل على درجة الليسانس فى القانون بدرجة امتياز

– فى 1912م التحق بجامعة ليون بفرنسا ليستكمل دراساته العليا في القانون وحصل على ما يعادل درجة الدكتوراه .
– فى 1913م عمل بوزارة العدل سكرتيرًا لجريدة الوقائع المصرية .

– اختير سكرتيرا خاصا للمستشار القانونى الإنجليزى طوال فترة الحرب العالمية الأولى .
– فى 1919م اضرب عن العمل مرتين مع زملائه الموظفين بالمصالح الحكومية المصرية تأييدا للثورة المصرية واحتجاجا على نفى الزعيم سعد زغلول .

– فى 1919م وجه مذكرة للمستشار القانونى الإنجليزى ” ايموس ” دافع فيها بجسارة عن ثورة الشعب المصرى .
– فى 1919م عين أستاذا بمدرسة الحقوق المصرية لمدة سنتين وطرد منها بسبب اشتراكه في تكريم الزعيم سعد زغلول سنة 1921 م وإلقائه كلمة التكريم .
– فى 1920م انضم للوفد المصرى
– فى 1921م أعلن صراحة أنه لن يحتفظ باسم وليم لأنه اسم أجنبي .

– فى 1921م تم إيفاده للندن نائبا عن الوفد للدعاية للقضية المصرية أثناء مفاوضات عدلى – كيرزون ونجح فى مهمته .
– فى 1921م تم نفيه مع الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل حتى 1923م .

– قام في المنفى بإثراء لغته العربية على يد أ. عاطف بركات الذي كان يتولى مدرسة القضاء الشرعي حتى أصبح من أشهر الخطباء السياسيين في تاريخ الحياة السياسية المصرية ١)
– فى 1923م تزوج من عايدة مرقص حنا كريمة مرقص باشا حنا

– فى 1924م انتخب نائبا برلمانيا لقنا .
– فى 1927 م انتخب سكرتيرا عاما لحزب الوفد وشغل الموقع لمدة 15 عاما .
– فى 1928 م عين وزيرا للمواصلات فى أول حكومة للنحاس
-فى 1929م أوفده مصطفى النحاس للندن أثناء مفاوضات محمد محمود – هندرسون .

– فى 1930 م عين وزيرا للمالية فى حكومة النحاس .
– في 1931 م زار سوريا ولبنان وفلسطين وألقى عدة خطب دافع فيها عن عروبة مصر والمصريين .
– انتخب نقيبًا للمحامين من 15-12-1933 حتى 25-12-1936م .

– فى 1937م شارك فى مؤتمر مونترو بسويسرا لانهاء الامتيازات الأجنبية وجعل المصريين والأجانب سواء أمام القانون .
– فى 1937م منح لقب الباشاوية وعين وزيرا للمالية للمرة الثانية
– فى 1942م عين وزيرا للمالية والتموين .
– فى 1944م أسس حزب الكتلة الوفدية .

– فى 1944م شارك فى تأسيس الجامعة العربية واشترك فى توقيع ميثاق الجامعة فى 1945م
– فى 1945م عين وزيرا للمالية فى حكومة أحمد ماهر
– فى 1945م عين وزيرا للمالية فى حكومة النقراشى
– فى 1945م أصدر جريدة الكتلة الوفدية .
– فى 1946م استقال من وزارة النقراشى احتجاجا على حادث كوبرى عباس الشهير .

– فى 1953م رشح لهيئة وضع الدستور .
– توفى فى 6-6-1961م بمنزله بمنشية البكرى بالقاهرة وألقى الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكان يشغل وقتها رئيس مجلس الأمة المصرى خطابًا في تأبينه بالكنيسة المرقسية مشيدًا بنضاله الوطني سنة 1919 م.
– ولقد جمع خطبه الأستاذ أحمد قاسم جودة ” رئيس تحرير جريدة الكتلة ” تحت اسم ” المكرميات ” سنة 1944 م . وقامت أ. منى مكرم عبيد ابنة أخيه بجمع ونشر المجموعة الثانية تحت اسم ” مكرم عبيد كلمات ومواقف ” سنة 199٠م .

يعتبر الزعيم المصرى مكرم عبيد رحمه الله علامة مضيئة في تاريخنا المعاصر فقد كان محاميا كبيرا ومناضلا ضد الاستعمار وزعيما سياسيا وخطيبا مفوها ووزيرا ناجحا ومفكرا إصلاحيا كبيرا وعروبيا رائدا وداعيا للعدالة الاجتماعية وفنانا يتذوق الفنون .

فهو المحامي القدير :

الذى درس القانون فى أكبر جامعات العالم .. الذى كانت مرافعاته تهز قاعات المحاكم والمدافع عن المتهمين السياسيين فى كبرى القضايا السياسية :
حيث دافع عن ” أحمد ماهر والنقراشى ” فى اتهامهما فى مقتل السردار الإنجليزى السير لى ستاك 1924م وحصل لهما على البراءة .

ودافع عن العملاق عباس محمود العقاد حينما اتهم بسب الذات الملكية .
وكان يعتمد فى مرافعاته على التحليل المنطقى للوقائع وعلم الفراسة ويستشهد بالآيات القرآنية .
وكان يعتز كثيرا بمهنة المحاماة معتبرها رسالة سامية جوهرها الدفاع عن الحق .

وكان يعتز دوما بأنه ” محامى ” مشيدا بالمواقف الوطنية الرائعة التى وقفتها المحاماة منذ بدء النهضة المصرية وفى إبان الدكتاتورية على وجه خاص قائلا :

فكم من مرة أضرب المحامون عن أعمالهم , فأضربوا عن موارد رزقهم فى سبيل مصلحة عامة أو فكرة وطنية , وكم من مرة اجتمع المحامون فى جمعية عمومية هرعوا إليها من جميع نواحى القطر دانيها وقاصيها ولا دافع لهم إلا ذلك الواجب المقدس , الذى هو أمانة معلقة بذممهم ومفخرة من مفاخر مهنتهم , ألا وهو الدفاع عن الحق بكل ما أوتوا من قوة هى قوة الحق.

لم يكن المحامون فى دفاعهم عن الدستور والحرية رجالا سياسيين بل كانوا أولا وفوق كل شئ محامين يدافعون عن حق هو حق الوطن.
تلك هى المحاماة فى أسمى مظاهرها تدافع عن الحق باعتباره فكرة لا مهنة وتذود عن المظلومين أفرادا وجماعات .. المحاماة فكرة الحق أولا ومهنة القانون ثانيا .

وهو المناضل ضد الاستعمار :
الذى ناضل ضد قوى الاستعمار منذ قدم مذكرته الشهيرة للسكرتير القضائى الإنجليزى فى ١٩١٩م
والتى اعترف فيها بشجاعة – منقطعة النظير – أنه اشترك مرتين فى الاضراب عن العمل وأنه ينادى بحرية واستقلال مصر وأن تكون مصر للمصريين .

وأن ثورة 19من مميزات القرن العشرين وأن مصر مهد المدنية
وكيف أن صيحة الحرية قد عادت ترن فى أجواء وادى النيل ولم يفلح استبداد القرون الطاحنة فى اطفائها فى قلوب الرجال والنساء .
وأن 40 يوما – هى عمر الثورة – قد تغير بها وجه الأمة إلى حد كبير وانمحى عنها وصمتا الشرق الكبيرتين : التعصب الدينى والتعصب ضد النساء

وكيف أن قساوسة بنى القبط كانوا القادة المنشودين لجموع المتظاهرين وما أحلى صيحات البشر التى كانت تصعد من قلوب القوم كلما مر بهم علم يتعانق فيه الهلال والصليب .
وأشاد بأن الأزهر الشريف منبع العلوم الإسلامية كان المكان الأول فى حركة التسامح هذه وأن هذا فيه ما فيه من المعانى .

ثم يردف قائلا : ” وإننى لا أرى فى ذلك من عجب , فالطالب الأزهرى هو الطالب المصرى الوحيد الذى تعلم العلوم الأدبية والفلسفية القومية الصحيحة , وهو يفضل بكثير فى أدبه وحلاوة صيته الأفندى العادى الذى كونه لنا التعليم المصرى ” المتنجلز ” أى ذلك التعليم الذى رأت السلطات الإنجليزية نفحنا به .

أما بنو القبط فقد ظهر للعيان اندماجهم فى الحركة قلبا وقالبا .
ويرد على القاضى الإنجليزى ” ماك بارنت ” الذى انتقد مشاركة المسيحيين فى ثورة 19
فرد عليه قائلا : ” إنه فيما قال لمن الخاطئين وليت شعرى أيجهل القاضى ماك بارنت أن الأقباط هم من بنى الإنسان وأن غريزة الوطنية فيهم لابد من أن تجد لها مخرجا يظهر منه وجودها وبه تستبين , وإذا كان الأقباط ليسوا مثله فلا مفر من أن تصبح وطنيتهم بالقومية المصرية كاسية ”

ثم يقول: ” إن اختلاف الدين لا يجوز أبدا أن يغير شطر الوجهة السياسية فى أمة اتحدت لديها القومية والجنس واللغة وعهود التاريخ والعادات , وإنى لأشعر بأن الوقت قد قرب أو حان حتى لا يعرف بيننا إلا كلمة مصرى , ولا يذكر المسلم والقبطى إلا فى دور العبادة ”

ثم يرفض – رفضا حاسما – فرض الحماية على مصر ويرى أنها قيد وخضوع ورقابة ووصاية مرفوضة لأنها لا تتفق مع ما وصلنا إليه من المدنية .
ودافع عن استحقاق مصر للحكم الدستورى مقررا أن” الحكم الدستورى ليس مما يرغب فيه فقط بل هو ألزم ما يكون لسرعة تكوين الأمم وتدريبها اللهم إلا إذا كانت من الأمم الهمجية ” .
ويرى وجوب منح نواب الشعب كل القوة الدستورية مهما كانت طريقة انتخابهم .

لأن البرلمان الاستشارى إنما هو نظام لا يرضاه إلا الملوك المستبدون أو القوم المستعمرون
ثم يخاطب الشعب الإنجليزى فى شخص المستشار ويطالبه مناصرة الشعب المصرى فى الحصول على الاستقلال والحرية قائلا :

لقد ولدت مصر القديمة من جديد وبدأ لها عهد آخر فى الحياة وفى الحرية .
لقد عثرت بلادى على روحها فحق لها أن تعيش حياة من له روح .
ولقد عارض الزعيم مكرم عبيد اتفاقية صدقى- بيفن معارضة شديدة وذلك لما ورد بها من :
تخويل الانجليز حماية صريحة على مصر .
وتخويل الإنجليز النظر فى شئون دفاعنا فى مجلس الدفاع المشترك والدائم مادامت المعاهدة .٢)

وعندما قام الزعيم الوطنى الإيراني الدكتور محمد مصدق بتأميم صناعة النفط قام بتأييده وحياه على صفحات جريدة الكتلة الوفدية قائلا : ” وإذا كانت الحكومة الإيرانية قد ضربت لنا فى الوطنية مثلا عمليا بتأميم البترول وقطعه عن المستعمرين .. فلقد حان الحين أن يؤمم كل فرد من أفراد شعبنا جهوده الفردية فى سبيل تكتل جهودنا الشعبية لمحاربة المطامع الاستعمارية ” ٣)

الهوامش :
١-نقلا عن الأستاذة منى مكرم عبيد كما ورد بمقال ” الذكرى ال ٤٢ لرحيل المجاهد الكبير مكرم عبيد ”
٢-محاضرة ” السياسة والقانون ” للزعيم مكرم عبيد بنادى المحامين بتاريخ ١٣-١٢-١٩٤٦م
٣- أنظر كتاب ” مكرم عبيد .. كلمات ومواقف ” منى مكرم عبيد ص ٣٨٩

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق