الشجرة الصحفية ان سقطت اوراقها ستبقى جذورها واقلامها ممتدة رغم الرياح العاتية
كانت وما زالت الصحافة العراقية منبراً حراً ونبراساً للوطنية الحقيقية بأعتبار ان الكلمة الحر امانة ومسؤولية كبيرة يحكمها المنطق والضمير.
هكذا دأب صحفيو العراق الابطال على ان تكون اقلامهم حرة وشريفة غير منحازة همها الوحيد هو نقل الواقع بكل تجرد وحيادية وبلا رتوش وغموض ،حيث عانت الصحافة لاسيما بعد الإحتلال الامريكي الغاشم إلى تدفق عدد الطارئين على الصحافة العراقية الحرة ودخلت لها اسماء واقلام مأجورة ممن هم ليسوا بأهلها اذ اصبح هناك عدد كبير جداً دخل هذا الحيز بلا مؤهلات وكأن الصحافة اصبحت مهنة من لامهنة له او انها نافذة يطل منها بنظرة عوجاء ، لم ولن تكن الصحافة منطلقاً او بوقاً لإقلام مشبوهة لم تعرف من الصحافة إلا التحريض واللعب على وتر الطائفية وتسقيط الآخرين فوضعت الصحافة نفسها في قمم العلياء ورتفعت عن سفاسف الأقوال وتخندقت بخنادق وطنية وأعطت درساً في مشوارها المهني والأخلاقي فهي كالسحاب تمطر رموزاً فذة وتصنع اقلام مُحايدة تدافع عن كيانِها وتحمل لوائِها في كل المحافل وهي ليست ببعيد من صراخاتِها اذ ضحت الأسرة الصحفية بخيرة رجالها الذين اجادوا بأنفسهم بأن تكون اقلامهم حرة ونزيهة لم تتاجر بدماء العراقيين ولن تنصاع لرغبات الفاسدين والمتآمرين بل رفضت كل الولاءات الحزبية والفئوية وقدمت القرابين الذين ابت اقلامهم شامخة بحبرها الشريف وثباتها المهني والأخلاقي فهي ماضية في مشوارها الوطني وستبقى بيتاً يأوي اقلام الحق ويطرد كل الطارئين عليها في كل زمان ومكان وان خيمتها ستبقى مطلةً بعطائها وعنفوانِها في كل زمان ومكان .