الصداقة.. علاقة اجتماعية مهمة
الصداقة هي علاقة اجتماعية تجمع بين شخصين أو أكثر في إطار مشاعر متبادلة صادقة، يطبعها الاحترام والاهتمام والعطاء والتسامح والثقة.
وتحقق الصداقة الإشباع الاجتماعي الذي يسهم في تحقيق توازن عجلة حياة الإنسان، ويشعره بالدفئ و الأمان.
وتعد الصداقة عصارة الروح أي روح واحدة بجسدين، والصديق مثل المظلة كلما اشتد المطر كلما اشتدت الحاجة إليه، و هي علاقة لا تحددها السنين، بل المواقف الصادقة التي تكشف معدن الشخص وجوهره الحقيقي.
ويعد الإنسان كائنا اجتماعيا لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين، ولا يمكن لأي منا أن يكون سويا من الناحية النفسية والجسدية دون أن يكون له صديق يجعله يكتشف ذاته، ويفشي له أسراره ويتشارك معه أفراحه وأقداحه، لأن الصديقين مثل اليد والعين كلما تألمت اليد دمعت العين، وكلما بكت العين مسحتها اليد.
فالصداقة من أكثر أنواع العلاقات نشاطا وبقاء وأقلها تدهورا، فصحيح أن الحب أروع من الصداقة، لكن الصداقة أبقى، لأنها لا تقوم على الالتزامات بين الطرفين ولا تحتاج إلى تفسيرات أو تبريرات، فصديقك الحقيقي يتفهمك في كل الأحوال ويتقبلك بعيوبك ويتعاطف معك في كل الظروف، يحزن لحزنك ويفرح بفرحك، تشعر بغيابه وتسعد بفرحته، عكس الصديق المزيف، الذي أعتبره كالطائر المهاجر يرحل كلما ساءت الأحوال، حيث إنه كلما احتاجك وجدك وكلما احتجته لن تجده.
اختر الصديق قبل الطريق، لأنه كالمصعد إما أن يصعد بك إلى الأعلى أو ينزل بك إلى الأسفل،
ونستطيع تقسيم الصداقة إلى ثلاثة أنواع:
صداقة المبادئ التي تستحق أن تسمى بهذه التسمية، لأنها تقوم على مشاعر راقية متبادلة بين الطرفين، يكون فيها صديقك توأم روحك ومثل نفسك.
صداقة التسلية التي لا تخرج عن إطار المتعة واللهو، حيث تجمعك بصديقك لحظات تسلية فقط، كصداقة المقاهي أو أندية الرياضة أو مواقع التواصل الإجتماعي.
صداقة المصلحة التي تتأسس على الخداع والمكر، يظهر لك فيها الصديق عكس مايبطن ويتخذك وسيلة لتحقيق غايات معينة، وأعتبرها من أحقر أنواع الصداقات.
وقد تجمع علاقة الصداقة بين المرأة والرجل، لكن نادرا ماتكون هذه الصداقة حقيقية، لأنه في أغلب الأحيان يكون وراءها انجذاب عاطفي، إما من طرف واحد أو من الطرفين، ينتظر فيها كل طرف الفرصة السانحة للتقرب من الطرف الآخر والتعبير له عن مشاعره تجاهه، لذلك نجد أن أغلب الصداقات إما تنتهي بعلاقة حب، إذا كان الإعجاب من الشخصين، أو تنتهي بوضع نقطة نهاية لهذه الصداقة، بعد تعبير أحدهما للآخر عن مشاعره العاطفية، ليجد أنه لا يبادله نفس الشعور، وحتى إن كانت المرأة تنظر إلى الرجل كصديق، فإنه ينظر إليها كأنثى وما إن تتاح له الفرصة، فإنه يتسلل إلى منطقتها العاطفية، الأمر الذي يدفعنا للقول، قد يوجد احترام أو حب أو كره بين القطبين، لكن نادرا ما توجد علاقة صداقة بينهما.