الصوفية رحمة كبرى من الله تعالى للعالمين

الدكتور علي النقشبندي – نائب شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية ومرشد صوفية الصين، فضيلة الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الانس والجن شفيعنا محمد صلى الله وسلم وعلى اله وأصحابه اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي ان اقدم لكم بعض الكلمات حول هذا المؤتمر المبارك .وهي (الصوفية رحمة كبرى من الله تعالى العالمين)

الصوفية والتصوف هما أصل من أصول منبع السعادة الإنسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، منهج الصوفية هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنهج المعتدل والوسطي للإسلام.

في الحقيقة الصوفية هي روح الإسلام وحقيقة الحقائق التي نشرتها في مكة المكرمة بعد أربعين عام لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعوته صلى الله عليه وسلم. فكان دعوته صلى الله عليه وسلم دعوة خفية في ٣عام ، ثم صارت دعوته دعوة جهرية خلال عشر سنوات في مكة المكرمة، و أهمية بالغة لكونها تبني القواعد الأساسية الإسلام وهذه القواعد أسس التصوف.

الصوفية ليست مذهباً ولا حزبا من الأحزاب انما هي روح الإسلام وجوهره ، والحقيقة أن الصوفية جاءت من ذات الله تعالى وظهرت بنور محمد رسول الله ، ومبنية على محبة الله ورسوله وأوليائه وجميع مخلوقات الله تعالى  محبة حقيقة  .وهي منبع الاسرار وحكمتها ومنارة الحق واصل الصوفية هي الطريقة النعمة الخاصة التي حققها الله للإنسان ليعود إلى الله الرحيم ، ان روح السلام هو الصوفية وروح الصوفية هو معرفة الله تعالى وتعبده تعبدا حقيقياً من القلب والروح والجسد ، وتتقرب الى الله تعالى بالأعمال الحسنة ونعمته ويكرم مخلوقاته اكراما بفضل الله وحبه لتطبيق القران الكريم : وما ارسلناك الا رحمة الله العالمين بحب الله تعالى وبحب رسوله الكريم ووراثة هذه الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الى خلفائه من مرشدي الصوفية ومنذ أن كان هناك بشر كان هناك الاسلام منذ القدم ، أن اهل السالك الكامل هم اهل البيت الكرام، وقد تتجلى الطريقة الصوفية المثالية في  اهل البيت الكرام وسيدنا الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جوهر السماء والأرض وحقيقة الكون ، هو سيد الإنس والجن وسيد الدارين ،  ومنبع الروح والطريق المستقيم، وبحر الرحمن الحقيقي ومنارة العلم ، فإن رسول الله كمثل الشمس ، واهل بيته الكرام كأشعة الشمس بعد غروبها ، وهم خلفاء الرسول الذين يورثون بميراث نور محمد صلى الله عليه وسلم، هم اصحاب الوراثة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الاخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء وعترتي اهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفون فيهما. وحقيقة الاسلام هو معرفة الله تعالى على طريق الصوفية، وفي اتباع هداية خلفاء الرسول الذين ورثوا بوراثة رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جميع الامور، وفي طاعة الله وطاعة رسول الله وطاعة اولي امر منكم وهاديك ومرشدك الذي نعمك الله، وطاعة أولياء الامور والاولياء من مشايخ الطريق وعلماء الحقيقة، واتباع عبادة النبوة التي ترث بوراثة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي العبادة المحمدية التقليدية التي تقرر مشايخ الطريق والمرشدون كما نعلم جميعا يبتغي ان يكون هناك من اولياء الله تعالى في قلوبنا و كما قال حجة الاسلام الامام الغزالى قدس الله سره: اذا اردت السعادة في الدنيا والاخرة اجعل نفسك في قلب ولي من اولياء الله تعالى! قيل له كيف ذلك؟ قال: تحبهم فيحبونك فان قلوبهم هي محل نظر الله لعل الله يجدك في قلبه فيرحمك، فان احببته واستقمت على الادب معه وحافظت عليه، يكون ذلك سبب اشتياقه لك ، فاذا اشتاق لك تأتيك همة وفيوضات بقدر اشتياقه لك ،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن مع الله وان لم تكن فكن مع من كان مع الله فانه يوصلك الى الله ان كنت معه ، وا صحبوا فإن لم تطيقوا فاصحبوا مع من يصحب الله يوصلكم بركات صحبته الى صحبة الله حتي في تحقيق وتتم هذه الرسالة المقدسة: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ورحيم لحزب الله تعالي : والعالم كله الإسلام، والبشرية جمعاء مسلمون ، ليعود بشرية جمعاء الى الله الرحيم ، ويكون مع الله تعالي في الجنة الأبدية .

ارسل الله سبحانه تعالى رسوله الكريم رحمة للعالمين ليرحم البشرية جمعاء ، الجنس البشري كله يشمل من المسلمين وغير المسلمين ، والاسلم يعلم المسلمين والبشر من نفس الأصل ، وينتمي كل من المسلمين وغير المسلمين الى نسل ادم عليه السلام والبشرية جمعاء لديهم شفاعة ادم عليه السلام والمسلمون لديهم شفاعة ادم عليه السلام وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم اما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المرشد الذي ارسله الله للبشرية جمعاء ورسالته هي أيضا رسالة للبشرية جمعاء، فهذه الحقيقة هي من حقائق الصوفية .

والإسلام دين يحب السلام ويريد السلام ويسعى إلى السلام وروح الإسلام وجوهره هي الطرق الصوفية والتصوف هو الطرية الصالح للحفاظ على السلام الاجتماعي والاستقرار الوطني والابتعاد عن كل أشكال الإرهاب والتطرف، وكل اتجاهات الإرهاب والتطرف لا علاقة لها بجوهر الإسلام ، وأن الإرهاب والتطرف هي أداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه سمعة الإسلام وتدميره ، وفي مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة فان الإسلام والمسلمين هم بلا شك من أكبر الضحايا . .

وإن دين الإسلام هو السبيل الصالح وجوهره الإخلاص والإحسان والأخلاق والوفاء والمحبة الكبيرة ، و الطريقة الإسلامية في الحياة هي افضل طريقة للحياة بين البشر كما أن الطرق الصوفية وأسلوب التصوف هو الممارس والمفسر المثالي للإسلام، و الطريقة الصوفية هي طريق الخدمة، واهل الصوفية هم أصحاب الخدام الذين يخدمون من جميع المخلوقات، لذلك يجب علينا فلا نتكلم الا بكلام النبي ولو ليس نبيا فلا نعمل الا نقوم بأعمال النبي ولو ليس نبيا وفلا نمشي الا ونحن في سبيل النبي ولو ليس نبيا، ومساعدة إخواننا الذين لا يعرفون عقيدة ولا عبادة ولا شيئا من دين الإسلام ، ويهديهم الي الله سبحانه وتعالي. ويجب من جميع الطرق الصوفية في العالم ان يتعاملوا بعضنا مع بعض بمعاملة الحسنة لأجل قضية السلام ونعمة والرحمة والمحبة للبشرية جمعاء.

وأفكار الصوفية هي في أن تكون رسولا هي روح وحكم الرسول لمدة ٢٣عام، بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يرث أصحابه واهل بيته الكرام ، ويجاهد من أجل طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكرز للنبي صلى الله عليه وسلم ، ويروج للدراما للرب ، ويدعم امة المحمدية ، وكمالة رسالة العظيم للعالم فهذا هي من الأفكار الصوفية ، وعقائد الصوفية هي العقيدة الأكثر صدقًا ، وأعلى جودة ، وأثمن ، وأنقى وغير متحيزة ، فتتجلي في الله ولا تريد منك شيئاً ما دامت حنان أهلك ،لذلك يتجسد الإيمان بالبراءة في محبة الله أكثر من غيره ، ومحبة رسول الله أكثر من غيرهم ، ومعاملة البشرية جمعاء وجميع المخلوقات التي خلقها الله بمودة وخدمة للبشرية جمعاء، مسلم او غيره ، حب الله تعالي وحب جميع المخلوقات لحصول كمالة الايمان، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : خير الناس من ينفع الناس وشر الناس من يضر الناس، و روح الطريقة الصوفية هي المفسر المثالي لروح الإسلام ويعامل مع الناس معاملة على أساس نشر فضائل الحب الكبيرة هذا الحب العظيم والفضيلة من فضائل الإنسانية الكاملة وتمامها، كما أثنى الله الكريم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: إنك لعلي خلق عظيم، وهذا الفضيل العظيم والمحبة الحقيقة تمارس في كل جانب من جوانب الحياة على سبيل المثال، سيدنا رسول الله صلى الله وسلم عندما يعامل الناس كان أخلاقيا وسلوكيا كان يعاملهم بالأخلاق العظيمة والسلوك الحسن، سواء كان بين البالغين والأطفال، وبين الرجال والنساء، وبين الأقارب الأصدقاء والجيران، وبين المسلمين وغير المسلمين، يعامل معهم بالأخلاق والفضيلة ، فكانت اخلاقه تأثر فيهم تأثيرا عظيمًا، لقد راينا في التاريخ قضى مشايخ الصوفية حياتهم كلها يعملون على تطبيق الفضائل والأخلاق والممارسات الصوفية من اجل إعادة اخلاق النبوة وامجاد الفضائل لذلك يجب على المسلمين في مختلف البلدان ان يولوا أهمية لاحترام التعايش المتناغم بين القوميات والأديان والثقافات والحضارات المختلفة ، يجب ان نولي أهمية للتبادلات بين الثقافات المختلفة وان نتعلم من نقاط القوة لدى بعضنا البعض ، نحن ملتزمون بممارسة عائلة كبيرة من المجتمع المتناغم بين مختلف المجموعات القومية والديانات والثقافات والحضارات.

لذلك ،فإن  الصوفي الحقيقي ، يجب ان يبني جنتين ، جنة الدنيا في المجتمع وجنة الاخرة بعد الموت ، اما جنة الدنيا في المجتمع فهي تحقيق سعادة الانسان بين البشر مع التعاون والتراحم و يدعو إلى الحوار والاحترام بين الديانات والثقافات والحضارات المتنوعة ، والمعاملة الحسنى بالأخلاق والسلوك وانتشار المحبة بين الناس حتى لا يكون هناك اقتتال او حروب او نزاع وسيكون الأمان والسلام في المجتمع كله ، اما جنة الاخرة فهي النعمة الكبرى وهي النعمة الخاصة لأهل الايمان ، فلا نحتاج تفسيرا او بيانا حيث ان الجنة فيها الخالدون انها معروفة عندنا جميعا فمن حصل جنة الدنيا في المجتمع فحصل جنة الاخرة بعد الموت ، اما اهداف وعبادات الصوفية فهي : كل الناس مسلمون وكل المسلمين الى الصراط المستقيم ويدخلون الى جنة النعيم. ويجب على اهل  اتباع الطرق الصوفية نشر نعمة الله تعالى وشفاعة رسول الله ومحبة الله تعالى ورسوله للبشرية جمعاء ولجميع المخلوقات.

 

كلمة القيت خلال موسم رجراجة 2023 بإقليم الصويرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق