الصويرة.. 23 تعاونية تستفيد من تدريب حول الريادة المقاولاتية والمشاركة السياسية

نظمت جمعية الوادي الأخضر للتنمية، الدورة التكوينية الأولى لفائدة التعاونيات بإقليم الصويرة، بمركب الصناعة التقليدية بالصويرة، بحر الأسبوع الماضي، حول المشاركة السياسية للنساء، والتي أطرها الأستاذ خليد سرحان ، خبير في النوع الاجتماعي والديمقراطية التشاركية، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش آسفي.

إفتتحت الدورة بكلمة ترحيبية للسيد يوسف أسكور، مدير المشروع، كما شكر كل التعاونيات ال 23 المشاركة على تلبية الدعوة و كل الداعمين والشركاء، و على رأسهم عامل إقليم الصويرة ،بصفته رئيس الخلية الإقليمية لصندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء ،و مديرة منتدى الفدراليات الكندي بالمغرب ، وبَسطَ محاور مشروع “تقوية قدرات النساء للمشاركة السياسية وتدبير الشأن العام باقليم الصويرة”،بعدها كانت الكلمة من نصيب المندوب الإقليمي للصناعة التقليدية الذي ذكّر بأهمية العمل التعاوني بالاقليم، كمجال لخلق فرص الشغل، نظرا لإنعدام المشاريع الصناعية، وأضاف أن العديد من التعاونيات النسائية بالمنطقة حققت نجاحا كبيرا في تسويق المنتوجات المجالية لشركات وطنية و عالمية، يكفي فقط تظافر جهود جميع الفاعلين السياسيين والإقتصاديين بالمنطقة للنهوض بالإقتصاد الإجتماعي والتضامني كبديل.

وفي نفس السياق، صرح مؤطر الدورة خليد سرحان، أن الإقتصاد الإجتماعي التضامني، يكتسي أهمية كبرى في توفير فرص الشغل للشباب والنساء القرويات، وأكد أن إقليم يتوفر على أرضية خصبة، و منفتحة على العمل التعاوني .
و أفاد أيضا بأن القطاع التعاوني بالمفهوم المتعارف عليه عالميا، يُعد المكون الأساسي للإقتصاد الإجتماعي، والإطار الأكثر إستجابة لحاجة التشغيل الذاتي، ويضطلع بدور حيوي في محاربة الفقر والإقصاء ويساهم بفعالية في التنمية المحلية، ويبقى تسويق المنتوجات المجالية، أكبر حاجز يواجه التعاونيات بالإقليم، وفي إطار هذا اليوم التكويني حاول تمكين التعاونيات من خطط وتقنيات للتطوير والرفع من مهاراتها في مجال التسويق، وارتباط التمكين الاقتصادي بالتمكين السياسي كما أكد أنه رهن إشارة التعاونيات في مواكباتهم بالتأطير والتكوين المستمرين .

و اختص المحور الأول من الدورة التكوينية في تبادل التجارب الناجحة والممارسات الجيدة بين القيادات النسائية والمتعاونات، وانتظم المحور الثاني حول أهمية المشاركة السياسية للنساء للوصول إلى مراكز القرار والوصول الى المعلومة المرتبطة بمصادر التمويل و فرص تسويق منتوجات التعاونيات، أما المحور الثالث فقد ركز على خصائص القيادة النسائية التغييرية كرافعة لتطوير التعاونيات النسائية، واهتم المحور الرابع بإبراز أدوار التعاونيات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، أما المحور الخامس فقد اهتم بسبل تنمية مهارات التعاونيات النسائية لبلوغ ريادة الأعمال.

في هذا السياق؛ لابد من الإشادة بالمستوى العالي للنقاش العام الذي ساد أشغال الدورة التكوينية، خصوصا على مستويات عدة تهم طرح أفكار ورؤى تخص قضايا النساء والتحسيس بآخر المستجدات القانونية و المسطرية والتقنية التي تهم العمل التعاوني وريادة الأعمال، في أفق تحسين وتجويد أداء المرأة مقاولاتيا والدفع بها لانخراط أوسع في مجالات التمكين الاقتصادي. كما نسجل هنا، النقاش والتفاعل الإيجابي، الذي شهدته أشغال الدورة التي اعتمدت طرق تنشيط متنوعة وتفاعلية ( العصف الذهني،لعب الادوار،عمل المجموعات…)، في حرص على إثراء وإغناء تجربة المشاركات وصقل خبراتهن والوصول الى توصيات عملية و”ممكنة التحقيق” وكفيلة بالانتقال الى قيادة نسائية تنخرط في مجال التنمية المستدامة، وتطوير الفعل التعاوني وخلق دينامية جديدة في مجال النهوض بأوضاع المرأة ومعالجة قضاياها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

هذه الدورة التكوينية ،تميزت بحضور المندوب الإقليمي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية الذي استعرض تجربة مؤسسته وبرامجها بالاقليم وعبّر عن استعداده للعمل إلى جانب التعاونيات لمحاربة الأمية في صفوفهن.

ويمكننا إجمالا أن نتوقف عند أهم توصيات الدورة ، والتي أكدت على ضرورة الاهتمام بالتراث الثقافي المحلي والتعريف به وتطويره وملائمته مع التطور والعولمة، والتحسيس والتعريف ببعض المنتوجات التقليدية للمرأة الصويرية ، المطالبة بتمكين النساء من التكوين حتى تستطيع الدفاع والترافع على قضاياها، وضرورة برمجة دورات تكوينية لفائدة نساء التعاونيات . وأيضا لقاءات دورية لتبادل الخبرات، بين المقاولات الوطنية والمقاولات العربية والافريقية والدولية. مع التركيز على إحداث منصة للتسويق الرقمي وأيضا للتعريف بالتعاونيات باقليم الصويرة، وتبسيط المساطر ودعم تأسيس التعاونيات المقاولاتية خصوصا، في مجال الخدمات (مجالات التلفيف والتعليب والولوج إلى الأسواق…)، من أجل الوصول الى إقامة معارض دورية جهوية في كافة جهات المملكة، الاثني عشر، كذا أوصت المشاركات بضرورة أعادة النظر، في بعض المساطر الإدارية، قصد تسهيل التبادل التجاري التعاوني عربيا وأفريقيا ودوليا، ولعل توقيع شراكات مؤسساتية كفيل بتحقيق هذه الغاية.

تجدر الاشارة الى أن هذه الدورة التكوينية تأتي في اطار مواصلة تنفيذ محاور مشروع “تقوية قدرات النساء للمشاركة السياسية وتدبير الشأن العام” الذي تُنجزه جمعية الوادي الأخضر للتنمية وبشراكة مع صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء ومنتدى الفدراليات الكندي،الذي سيتواصل عبر تنظيم دورات لتقوية قدرات النساء عضوات الجماعات ونساء التعاونيات والجمعيات ، وسيضم المشروع أيضاً إعداد دراسة حول واقع المشاركة السياسية للنساء بإقليم الصويرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق